هناوي للميادين: تطبيع المغرب أوقعه في مأزق سياسي رسمي كبير
عضو المبادرة المغربية لدعم ونصرة فلسطين، عزيز هناوي، يقول للميادين إنّ الزخم الكبير الذي تعيشه المغرب في هرولتها نحو التطبيع مع "إسرائيل"، رغم كل ما يجري في الضفة الغربية، يؤكد أنّ المغرب أصبح في مأزق ووحيداً على المستوى الرسمي.
رأى عضو المبادرة المغربية لدعم ونصرة فلسطين، عزيز هناوي، أنّ المغرب يعيش حالياً "مأزقاً مزدوجاً، الأول يتعلق بالتطبيع مع "إسرائيل"، والثاني بصفقة الصحراء الفاشلة".
ويأتي تصريح هناوي للميادين، بعدما أعلن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أمس الجمعة، تأجيل "لقاء النقب" لدول اتفاقيات التطبيع إلى ما بعد الصيف، بسبب ما سمّاه "مشاكل في جدول الأعمال والأجواء السياسية غير المواتية"، وفق تعبيره.
وكان من المقرر في الأصل عقد اجتماع وزراء خارجية الاحتلال والإمارات والبحرين والمغرب ومصر والولايات المتحدة في آذار/مارس الفائت، لكن تمّ تأجيله عدة مرات. فيما ذكر موقع "i24news" الإسرائيلي حينها، أنّ "المغرب طلب من الولايات المتحدة التأجيل، بسبب تزامن اللقاء مع عيد الأضحى، على أن يتم عقده الشهر المقبل".
واعتبر هناوي، أنّ ما يجري "مأزق رسمي للقرار الدبلوماسي السياسي المغربي".
وتابع: "هذا المأزق هو مزدوج، فمن جهة هناك الموضوع الفلسطيني في العلاقة مع المقاومة ضد الكيان الصهيوني، في ظل التصاعد والزخم الكبير للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وارتباك قوة الردع الإسرائيلية وتضعضعها وفشلها".
كما أشار إلى أنّ استخدام الطيران الحربي الإسرائيلي في الضفة الغربية هو "عنوان على أنّ الميدان في الضفة صعب جداً لقوات الاحتلال الإسرائيلي".
"#المغرب يعيش مأزقاً مزدوجاً الأول يتعلق بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي والثاني بصفقة الصحراء الفاشلة".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 24, 2023
عضو المبادرة المغربية لدعم ونصرة فلسطين، عزيز هناوي، لـ #الميادين.#فلسطين@Kamalkhalaf17 pic.twitter.com/o7gFFq5QVX
وتناول هناوي الملف الإيراني، ولفت إلى ما يجري أخيراً من التطبيع الإيراني-السعودي، والإيراني-الإماراتي، بالتزامن مع سعي المغرب في الجهة المقابلة "للهرولة نحو التطبيع، مناقضة المسار الميداني في فلسطين"، لافتاً إلى أنّ "المغرب أصبح وحيداً الآن على المستوى الرسمي".
ورأى هناوي أنّ "الفشل المزدوج الثاني، هو بسبب عدم قطف أي ثمار على المستوى السياسي في موضوع الصحراء"، لافتاً إلى أنّ أحد كبار المسؤولين في الدولة بالمغرب، وهو محمد صالح التامك الدبلوماسي والعضو المرموق جداً في الدولة، قال إنّ "الولايات المتحدة وإسرائيل تبتز في مشكلة الصحراء".
"الموقف الأميركي والإسرائيلي يبتز #المغرب. وصفقة التطبيع مقابل الصحراء فاشلة".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 23, 2023
عضو المبادرة المغربية لدعم ونصرة فلسطين، عزيز هناوي، لـ #الميادين.#فلسطين#المغرب pic.twitter.com/aP0vr9HKDz
وشدد عضو المبادرة المغربية لدعم ونصرة فلسطين، عزيز هناوي، على أن فشل "المنهج البوريطي" أو "الزفة البوريطية" - وفق ما وصفه بالمغربي - في السنتين ونصف السنة الماضيتين، "يثبت كل ما قالته قوى الشعب المدني المغربي من أنّ ربط التطبيع بقضية الصحراء هو مقتل لقضية الصحراء".
كذلك، اعتبر هناوي أنّ "ما يقال عن التطبيع، بأنه تقديم خدمات للقضية الفلسطينية هو فشل كبير، لأنّ التطبيع هو طعن فلسطين في الظهر، كما أنه يقدم سنداً سياسياً وبروباغندا سياسية "لزيادة غطرسة الكيان الصهيوني في استهداف القدس والمزيد من الاستيطان".
وأعرب هناوي عن اعتقاده بأنّ تأجيل قمة النقب لا علاقة له بما قيل عن الاستيطان وعن استفزازات إسرائيلية، قائلاً: "لقد شهدنا ثلاث حروب إسرائيلية ولم يتم وقف التطبيع، بل على العكس شهدنا تصاعداً كبيراً للتطبيع في المغرب، وبالتالي نحن إزاء حالة من الهروب إلى الأمام وعدم الوقوف والتأمل في مآل هذا المسار وفشله وسقوط كل عناصره".
وكان رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، أحمد ويحمان، قد أكد للميادين نت، في وقتٍ سابق، أنّ تسمية "لقاء النقب" هي تسمية "مضللة"، مؤكداً أنّ "الشعب المغربي يرفض استضافة بلاده لهذا الاجتماع، إذ يعدّ القضية الفلسطينية قضية وطنية بامتياز، شأنها شأن قضية الصحراء المغربية".
وقبل يومين، زعم مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أنّ المغرب قرر إلغاء استضافة "لقاء النقب 2" للمرة الرابعة، ردّاً على تحركات إسرائيلية لتوسيع المستوطنات بشكل كبير في الضفة الغربية. وجاء ذلك بعدما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، أنّ المغرب قرّر تأجيل اللقاء بعدما كانت مُنتظرة نهاية الشهر الجاري في المغرب، وهي عبارة عن منتدى متعدد الأطراف يضمّ مصر، الولايات المتحدة، الإمارات، البحرين، المغرب و"إسرائيل".
في السياق، ومقابل ما يجري، وقّعت 212 شخصية أردنية، على بيانٍ يرفض الضغوط الخارجية، التي قالت إنّها تمارَس على الأردن، وعلى السلطة الفلسطينية، من أجل حضور "منتدى النقب".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت في نهاية العام 2022، بأنّ أعضاء "منتدى النقب"، ولا سيما الولايات المتحدة حاولوا إقناع الأردن بالانضمام إلى المنتدى.