هدوء حذر يخيّم على السودان بعد ساعات من بدء الهدنة الجديدة

رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي يناقش مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان تطورات الوضع في البلاد، ومسألة إجلاء الرعايا الأميركيين.

  • الدخان يتصاعد من حي في العاصمة السودانية الخرطوم 15 أبريل (AP)
    الدخان يتصاعد من حي في العاصمة السودانية الخرطوم 15 نيسان/ أبريل (AP)

يسود هدوء حذر السودان، اليوم السبت، في ظل الهدنة التي أعلن عنها الجيش السوداني، مساء أمس، لمدة 3 أيام، وذلك بعد معارك عنيفة شهدتها الخرطوم نهاراً، بين جنوده وقوات "الدعم السريع".

وكانت قوات "الدعم السريع" أعلنت هدنةً صباح أمس، ولكنها لم تستمر طويلاً في ظل خرقها من قبل الطرفين.

وفي هذا الخصوص، قال صدّيق محمد عثمان للميادين، إنّ "هناك مخاطر تحيط بالهدنة، فقوات "الدعم السريع" ليس لديها مركز قيادة يسيطر على الوضع". 

وأضاف للميادين أنّ قوات الدعم السريع "تتنشر في بؤر غير مترابطة في المناطق، وليس هناك آليات للضغط على الطرفين للالتزام بالهدنة". 

وأشار عثمان إلى أنّ "قوات الدعم السريع ليست قوة رسمية ولا سياسية لتشارك في السلطة في السودان"، موضحاً أنّ "ادّعاء قوات الدعم السريع الحق في المشاركة بالسلطة في السودان غير مبني على أسس حقيقية". 

ورأى عثمان في حديثه للميادين أنّ "قوى الحرية والتغيير تحاول احتكار دور القوى السياسية وتغييب الكتلة الأخرى"، لافتاً إلى أنّ "قوات الدعم السريع كان لديها اتصال مع قوى خارجية، وحاولت منذ البداية السيطرة على مطار مروي لضمان الإمدادات لكنها فشلت". 

رئيس أركان الجيش الأميركي يهاتف البرهان

أجرى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، اتصالاً هاتفياً، بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بحث خلاله سلامة الأميركيين الموجودين في السودان.

وبحسب بيان لمكتب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، اليوم السبت، فقد "ناقش القائدان سلامة الأميركيين وتطورات الوضع في البلاد".

وتسعى الولايات المتحدة الأميركية لإجلاء رعاياها في السودان في ظل احتدام المعارك في العاصمة الخرطوم. ولكن الخارجية الأميركية، اعتبرت أمس الجمعة، أنّ المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" تجعل من أي محاولة لإجلاء طاقم السفارة في الخرطوم عملية محفوفة بالخطر.

ويوم الخميس، قال البنتاغون إنّه بصدد حشد قوات في المنطقة من أجل عملية إجلاء يعتقد أنها ستدار من قاعدة أميركية في جيبوتي التي تقع على مسافة 1126 كيلومتراً جنوب شرقي الخرطوم.

اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": كيف مهّدت السياسات الأميركية للحرب في السودان؟

غوتيريش يهاتف حميدتي

وفي السياق، أعلن قائد قوات "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اليوم السبت، أنّه تلقّى اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ناقشا خلاله جميع القضايا المتعلقة بالأزمة الراهنة في البلاد.

وأضاف حميدتي، عبر صفحته في فيسبوك، أنّ ذلك "يأتي في ضوء الهدنة الإنسانية، وأهمية فتح ممرات آمنة للمواطنين والمقيمين وتسهيل حركتهم من أجل الحصول على المساعدات الممكنة".

وتابع: "أكّدنا ضرورة الالتزام بالوقف الكامل لإطلاق النار وتوفير الحماية للعاملين في الحقل الإنساني والطبي، لا سيما موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية".

وأعلن الجيش السوداني، مساء الجمعة، وقفاً لإطلاق النار بعد معارك عنيفة شهدتها الخرطوم نهاراً، بين جنوده وقوات الدعم السريع، ووسط دعوات متزايدة إلى هدنة من أجل المدنيين في أول أيام عيد الفطر.

ومساءً، أفاد شهودٌ بأنّ الاشتباكات توقّفت في عدة أحياءٍ في العاصمة، بعد إعلان الجيش وقفاً لإطلاق النار، مدةَ ثلاثة أيام.

وكانت قوات "الدعم السريع" أعلنت هدنةً صباح الجمعة، ولم تعلّق على إعلان الجيش وقفَ إطلاق النار في القتال، الذي بدأ في 15 نيسان/أبريل، وخلّف 413 قتيلاً و3551 جريحاً، بحسب منظمة الصحة العالمية.

واندلعت المواجهات المستمرة منذ سبعة أيام، في الخرطوم وفي دارفور (غرب) خصوصاً، بين الجيش النظامي بقيادة عبد الفتاح البرهان، الذي يُعَدّ الزعيم الفعلي للسودان منذ انقلاب عام 2021، وبين قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو. وتحوّل النزاع على السلطة، الكامن لأسابيع بين الضابطين الكبيرين، إلى معركة ضارية.

اقرأ أيضاً: "لهيب السودان".. ما الأسباب التي تبقي البلد الأفريقي على صفيح ساخن؟

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك