مندوب الصين في فيينا: نحن على بعد خطوة من الاتفاق وجهود إيران كبيرة
الصين تثني على جهود إيران في سبيل تحقيق اتفاق نهائي في ما يتعلق بمفاوضات فيينا النووية، والخارجية الفرنسية تحذر من إبطاء عملية التفاوض.
قال المندوب الصيني في مفاوضات فيينا، وانغ كوان، إن المفاوضات الآن في مراحها الأخيرة، آملاً أن تتحقق خطوات إلى الأمام في هذا المسار.
وتابع المندوب الصيني بالقول: "نحن على بعد خطوة من الاتفاق، وهذا ما نسعى اليه جميعاً وبجهد".
وأشاد كوان بجهود إيران التي وصفها بـ"الكبيرة"، وذلك "من خلال اتباع نهج مباشر للغاية في المفاوضات"، مضيفاً: "هذا يعني أنهم وضعوا كل الأمور على الطاولة، بناءً على القرار السياسي".
ونقل موفد الميادين تأكيد أوساط الوفد الإيراني ما قاله المندوب الصيني من أن اليومين المقبلين حاسمان.
وفي هذا السياق، قال مستشار الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا محمد مرندي في تغريدة له: "إننا نقترب من اتفاق في فيينا، ومع ذلك هناك بعض القضايا المتبقية التي تحتاج الى قرار أميركي – أوروبي، ومن الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاق في غضون أيام".
فرنسا: يجب التوصل إلى اتفاق بأسرع وقت
وقال بيان صادر عن مكتب الرئاسة الفرنسية، اليوم الأربعاء، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينغ اتفقا على ضرورة تكثيف جهودهما المشتركة للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
وفي سياق متصل، حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، الأربعاء، من أنّه إذا لم يتمّ التوصّل في غضون بضعة أيام إلى اتفاق في فيينا بين إيران والدول الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني، فإنّ العالم سيواجه "أزمة" انتشار نووي حادّة، بحسب تعبيره.
وقال لو دريان أمام مجلس الشيوخ الفرنسي إنّه "كلّما تقدّمنا أكثر، زادت إيران من سرعة إجراءاتها النووية، وقلّ اهتمام الأطراف بالانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق 2015)".
وتابع: "نحن بلغنا اليوم نقطة التحوّل، والأمر ليس مسألة أسابيع، بل مسألة أيام"، لكنّ الوزير الفرنسي شدّد في الوقت نفسه على أنّ التوصّل لاتفاق أصبح "في متناول اليد".
وذكر لو دريان على أنّ بقية الأطراف الموقّعين على الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، وكذلك الولايات المتحدة التي انسحبت منه في 2018) توصّلوا إلى "تفاهم" بشأن الاتفاق الواجب إبرامه في فيينا، وكل ما يبقى الآن هو موافقة إيران عليه.
وقال "نحن بحاجة الآن إلى قرارات سياسية من الجانب الإيراني، وأمامنا خياران واضحان، إما أزمة حادة، أو القبول بالاتفاق".
الجدير بالذكر أن أوساطاً غربية مشاركة في مفاوضات فيينا قالت للميادين إن "الحوار مع الجانب الإيراني وصل إلى مراحل حاسمة ومفصلية، وإن الأمور قد تترجم بسرعة إلى اتفاق نهائي، في حال قرّر الجانب الإيراني وقف شروطه وطلباته التي لا نستطيع تقديمها أحياناً".
وقالت هذه الأوساط إن "98% من الخلافات قد توصلنا إلى مخارج وحلول لها، وما تبقّى هو فقط ما يصرّ الجانب الإيراني على تحقيقه، ورفضت الأوساط تحديد مهلة زمنية لنهاية العملية التفاوضية، لكنها أكدت أن "الهدف هو اختتام المفاوضات قبل نهاية الشهر الحالي".
كما أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في وقت سابق، أن "نكث أميركا المؤكد للعهود هو أهم عامل يهدّد أيّ اتفاق"، قائلاً إن "الإلغاء الحقيقي للحظر يعني أن إيران تتمتع بفوائد اقتصادية موثوقة ومستدامة"، مشيراً إلى أن "التحقق من إلغاء الحظر، وتقديم الضمانات يعدّ جزءاً لا يتجزأ من اتفاق جيد".
وقد استؤنفت الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا بشأن رفع الحظر عن إيران بحضور وفود إيران ومجموعة 4+1 في العاصمة النمساوية، الخميس 10 شباط/ فبراير، بعد انقطاع استمر 11 يوماً، لتشاور الوفود مع عواصمها.