مساعد بوتين للميادين: العالم يتغيّر.. و"الغرب الجماعي" ليس موحَّداً
مساعد الرئيس الروسي، أندريه فورسينكو، يقول، في حديث إلى الميادين، إنّ "ما يسمى "الغرب الجماعي" ليس موحَّداً اليوم، وهناك وجهات نظر متباينة"، وعلى جميع الدول "الاعتناء بهذا العالم بعيداً عن الاصطفافات".
صرّح مساعد الرئيس الروسي، أندريه فورسينكو، في حديث إلى الميادين، بأنّ "العالم يتغيّر، ومن الصعب في مكان أن نتصوّر كيف سيكون شكله"، معرباً عن "أمله أن تنتهي المواجهة الحالية بين روسيا والغرب، بصورة سلمية، وبأقل الخسائر".
وقال فورسينكو للميادين إن "العالم يتغير، نعم يتغير، لكن من الصعب القول كيف سيكون شكله، وآمل أن يحلّ السلام، وألّا تستمر الحرب".
وأضاف: "أعتقد وآمل أن يؤدي هذا الصِّدام القاسي للغاية إلى أن تبدأ الدول الإصغاءَ أكثر فأكثر، بعضها إلى البعض الآخر، وتفهم أننا دنونا من حافة الهاوية، التي يمكن أن تندثر فيها الحضارة البشرية".
وتابع المسؤول الروسي: "لا يفارقني الأمل في أن يجد العالم الحلّ بعد أن يعي حجم الخطر، ولا يوصِلَ الأمور إلى نزاع كبير. وأعتقد أن لا خيارات أخرى لدينا".
"يجب أن نعتني بعالمنا بعيداً عن الاصطفافات"
وتطرّق مساعد الرئيس الروسي إلى الاصطفافات السياسية، التي تشكّل المشهد السياسي الراهن للعالم، وقال: "ربما لكلّ شخص أحاسيسه ومواقفه الخاصة، لكن حتى ما يسمى "الغرب الجماعي" ليس موحَّداً اليوم، وهناك وجهات نظر متباينة".
وأضاف أن "هذه الاختلافات قد لا تظهر في العلاقات بين النخب السياسية، وإنما في فهم ما يجري في داخل دول الغرب نفسها. والشيء الوحيد، الذي يراه الجميع، هو أنّ البروباغاندا والإعلام الموجَّه لهما تأثير كبير، بل تأثير غير متوقع في صناعة الرأي العام".
وتابع: "من خلال تقييم كلّ الضخّ الإعلامي، أشعر بأننا في روسيا نقيّم الوضع ونستوعبه بفهم أكبر ومسؤولية أكبر. ومع ذلك، لديّ أمل في أن يفهم الشركاء في الغرب أنّ عالمنا صغير، وأننا نتقاسم المسؤولية عن مصائره، ويجب أن نعتني به بعيداً عن الاصطفافات".
"الصين دولة كبرى ومعنية بالسلم العالمي"
وفي إجابة عن سؤال عن دور الصين في السياسة العالمية، قال فورسينكو: "أعتقد أنّ الصين، كدولة وكشعب، لها حضارة تسعى لفعل كل ما في وسعها لتطبيع الوضع. وبصورة عامّة، فإنّ الصين، كدولة كبرى وجيدة التسلح ومعنية بالسلم العالمي، تؤدي دوراً تطبيعياً في السياسة الدولية".
"تجنُّب الحرب"
وتحدّث مساعد الرئيس الروسي عن قدرة روسيا على خوض الصراع في أكثر من جبهة، وقال للميادين: "أعتقد أنّ روسيا لديها القدرة على فعل الكثير، لكن علينا أن نبني آمالنا على إمكان تجنّب الحرب، ليس في عدة جبهات فحسب، وإنما حتى في جبهة واحدة أيضاً، وأن ينتقل الصراع من الجبهات إلى مائدة المفاوضات، و(أن يعود) التواصل مع الدول الأخرى ضمن الأفق التاريخي المنظور".
وفورسينكو سياسي ورجل أعمال روسي، شغل منصب وزير التعليم والعلوم في الاتحاد الروسي بين عامي 2004 و2012. ويُعَدّ عضواً في الجماعات السياسية في سانت بطرسبورغ تحت رئاسة فلاديمير بوتين.