مركز فلسطين: 1800 حالة اعتقال في القدس المحتلة منذ بداية العام الحالي
مركز فلسطين لدراسات الأسرى يقول إن الاعتقالات خلال النصف الأول من العام الحالي استهدفت كل شرائح المقدسيين من الأطفال والنساء والقيادات الإسلامية والوطنية، وحتى المرضى وكبار السن.
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال العام الجاري حملات الاعتقال المكثفة التي تستهدف المقدسيين بكل شرائحهم، حيث رصد 1800 حالة اعتقال لمواطنين من القدس المحتلة خلال النصف الأول من العام الجاري.
وقال مركز فلسطين إن الاعتقالات خلال النصف الأول من العام الحالي استهدفت شرائح المقدسيين كافة من الأطفال والنساء والقيادات الإسلامية والوطنية، وحتى المرضى وكبار السن.
ومن بين الملاحقين بالاستدعاءات والاعتقالات رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري 85 عاماً، حيث استُدعي للتحقيق مرتين خلال تلك الفترة، وتم منعه من السفر.
كذلك أعاد الاحتلال اعتقال الأسير المحرر والنائب المقدسي أحمد عطون، وزير القدس الأسبق خالد أبو عرفة، وصدرت بحقهما قرارات اعتقال إداري لمدة 4 أشهر.
وأكد الباحث رياض الأشقر الناطق الإعلامي للمركز أن "ممارسات الاحتلال الإجرامية بحق المقدسيين وفي مقدمتها الاعتقالات المسعورة، تهدف إلى استنزافهم وردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة، والتصدي للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى، وإفراغ المدينة من أهلها الأصليين".
اعتقال النساء والأطفال
وبيَّن الأشقر أن حالات الاعتقال بين القاصرين في القدس المحتلة بلغت 435 حالة من بينهم 29 طفلاً تقل أعمارهم عن 12 عاماً، أصغرهم الطفلان ريان أبو ريان 10 أعوام من بلدة سلوان، والطفل عمر النتشة 10 أعوام من حي بطن الهوى.
واستدعت شرطة الاحتلال الطفل المقدسي محمد إبراهيم العباسي الذي لم يتجاوز عمره 6 سنوات فقط للتحقيق في مركز الشرطة، بحجة امتلاكه لعبة بلاستيكية على شكل مسدس.
وأصدرت محكمة الاحتلال حكماً بالسجن الفعلي لمدة 15 عاماًَ على الطفل الأسير محمد رجب أبو قطيش 14 عاماً من بلدة عناتا، وغرامة مالية كبيرة بلغت 258 ألف شيكل.
وبلغت حالات الاعتقال بين النساء 55 حالة من بينهن 4 قاصرات، تم الإفراج عن معظمهن بعد التحقيق لساعات، ومن بين المعتقلات المرابطات خديجة خويص، وهنادي حلواني ونفيسة خويص حيث اعتقلن أكثر من مرة خلال الستة شهور الماضية.
واعتقل الاحتلال المربية شذى محمود مديرة مدرسة رأس العمود للبنين، بعد اقتحام المدرسة واقتادها للتحقيق حول منشور لها على موقع الفيسبوك، وعبير أبو خضير زوجة الأسير المحرّر ناصر أبو خضير من شعفاط شرقي القدس، حيث تم اقتيادها إلى التحقيق لساعات قبل الإفراج عنها، كذلك استدعى الصحافيتين المقدسيتين ليالي عيد ولانا كاملة للتحقيق في المسكوبية.
اقرأ أيضاً: مركز فلسطين لدراسات الأسرى: الاعتقال الإداري يلاحق القاصرين الفلسطينيين
مصادرة وحجز ممتلكات
وأضاف الأشقر أن سلطات الاحتلال نفذت خلال النصف الأول من العام الحالي هجمة شرسة بحق الأسرى المقدسيين والمحررين وعائلاتهم، حيث داهمت منازل العشرات منهم ونفذت سياسة حجز على أموال الأسرى وممتلكاتهم بحجة استلامها من السلطة الفلسطينية.
واحتجزت مصاغاً من الذهب والفضة ومقتنيات وألعاباً ومركبات ودراجات نارية، إضافة الى الحجز على الحسابات البنكية لعشرات الأسرى وعائلاتهم من دون إبلاغهم، وحتى حصالات الأطفال لم تسلم من المصادرة.
وأرسلت سلطات الاحتلال، لعشرات العائلات قرار الحجز، مرفقاً باسم الأسير والمبلغ المفروض عليه عبر رسائل نصية على الهاتف.
الإبعاد والحبس المنزلي
وأشار الأشقر إلى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال العام الجاري سياسة إصدار قرارات الإبعاد، والحبس المنزلي والأوامر الإدارية بحق المقدسيين، حيث رصد المركز 850 قرار إبعاد، غالبيتها عن المسجد الأقصى، والبلدة القديمة، والمناطق المحيطة بها.
وأصدرت سلطات الاحتلال ما يزيد عن 215 قرار حبس منزلي لفترات مختلفة، بينما أصدرت محاكم الاحتلال 88 قراراً إدارياً ما بين جديد وتجديد بحق أسرى مقدسيين.
كما واصلت سلطات الاحتلال سياسة اعتقال الأسرى المحررين من القدس المحتلة فور الإفراج عنهم من السجون بعد انتهاء محكوميتهم، حيث جرى هذا الإجراء مع 16 أسيراً محرراً أفرج عنهم بشروط أبرزها: الإبعاد عن القدس، الإبعاد عن منطقة السكن، منع الاحتفالات ورفع الأعلام والرايات في المدينة.
اعتقال الجرحى
وكشف الأشقر أن قوات الاحتلال اعتقلت 8 من الشبان والقاصرين المقدسيين بعد إطلاق النار عليهم وإصابتهم بجراح مختلفة بعضها خطيرة، كان من بينهم الفتى وديع عزيز أبو رموز 16 عاماً من بلدة سلوان والذي استشهد بعد يومين من اعتقاله مصاباً خلال مواجهات في البلدة، واحتجز جثمانه لخمسة أشهر قبل تسليمه لذويه.
كذلك اعتقلت الطفل الجريح محمود محمد عليوات 13 عاماً من بلدة سلوان، بعد إصابته بجراح خطرة، برصاص المستوطنين، في شارع وادي حلوة في البلدة، وتم تحويله الى مؤسسة خاصه نظراً لصغر سنه.
واعتقلت الجريح رامي حمودة من مخيم شعفاط، بعد إصابته بالرصاص وهو ينزف من داخل سيارة الإسعاف، كذلك الطفل عمر إبراهيم أبو ميالة 15 عاماً، من بلدة سلوان، بعد إصابته فى بطنه وخضوعه لعمليتين جراحيتين، والفتى محمد يحيى العباسي 17 عاماً، في بلدة سلوان، والشاب عبد الكريم أبو طاعة.
وطالب مركز فلسطين بضرورة تعزيز مقومات الصمود لدى المقدسيين، وتوفير الدعم القانوني المكثف لأسرى القدس وخاصة فئة الأطفال والنساء، وتوثيق انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المقدسيين والعمل على رفعها للمحاكم الدولية.
ويأتي التقرير الحقوقي بالتزامن مع أعمال الاحتلال العدوانية، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة لليوم الثاني على التوالي، فيما يتصدّى المقاومون الفلسطينيون لقوات الاحتلال بإطلاق الرصاص وتفجير العبوات الناسفة.
ومنذ الأمس، ارتقى 10 شهداء من جراء عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيّمها، بحسب ما أعلنت وزراة الصحة الفلسطينية.