ماكرون يوقظ الأغلبية بعد مخاوف من "آثار سلبية" لنشاط اليسار
قبيل الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقرر استنهاض الناخبين بعد حملة انتخابية بطيئة وصامتة جعلت حركته محفوفة بالمخاطر.
بعد أسابيع من حملة بطيئة وصامتة دار حول مضمونها جدل كثير، قرر إيمانويل ماكرون قبل أيام قليلة من الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية "إيقاظ" الأغلبية. هذا الأسبوع، يمكن أن يقوم رئيس الدولة برحلتين جديدتين لاستنهاض الناخبين.
كانت استراتيجية إيمانويل ماكرون تقوم على عدم الإكثار من الخطابات والضوضاء في هذه الحملة للانتخابات التشريعية في 12 و19 حزيران/يونيو. كان لدى الرئيس نية راسخة في تكرار نجاح الانتخابات الرئاسية، التي سمحت بإعادة انتخابه "من دون إطلاق رصاصة واحدة". تأخرت حملته الانتخابية في الانطلاق، مصحوبةً ببعض الغموض بشأن الأهداف السياسية التي سيحددها للولاية الثانية. باختصار، لم يطلق الرئيس حملة انتخابية بالفعل، وبالتالي فإنّ معركته محفوفة بالمخاطر، ومن المرجّح أن تتعثر الحركة الرئاسية وحلفاؤها في انتزاع الأغلبية في الجمعية الوطنية.
السبب هو أن الوزراء، ولا سيما الوافدين الجدد، طُلب منهم بعد فترة الاحتياطي التنظيمي التزام الصمت لتجنّب الأخطاء الفادحة التي من المحتمل أن تخيف الناخب، والتي تعد تكلفتها باهظة على الاقتراع.
شارع للمعارضة
على عكس الانتخابات الرئاسية، أثبتت هذه الاستراتيجية غير البارزة أنها تأتي بنتائج عكسية، إذ تحوّل صمت الحكومة المطبق تدريجاً إلى لوحة أصوات ضخمة للأحداث الخارجية: اتهامات بالعنف الجنسي وجهتها امرأتان إلى دميان آباد وزير التضامن الجديد، والإخفاق في إدارة نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول ومدريد، وأحداث كبيرة، وفشل للشرطة.
يقر أحد المقربين من ماكرون: "قضية الوزير آباد تؤثر في مرشحينا الذين يحملون ثقافة نسوية. وُجه الكثير من الاتهامات إلينا. بالنسبة إلى أحداث الملعب، فإنّ صورة الفوضى لا تساعدنا، لأن الفرنسيين بحاجة إلى النظام، وخصوصاً في الأوقات الصعبة".
ومع ذلك، إنّ السلطة التقديرية للحكومة تركت أيضاً مجالاً للمعارضة، وفي مقدمتها جان لوك ميلينشون، الذي يقود منذ الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية حملة لـلوصول إلى رئاسة الحكومة.
في خلفية الانتخابات، اتخذت استطلاعات الرأي منعطفاً مقلقاً لتحالف ماكرون. استطلاع " إيفوب" هذا الأسبوع أعطى توقعاً من 275 إلى 310 نواب للأغلبية الرئاسية، والتي لم يعد من الممكن أن تكون مطلقة، وبالتالي سيتم إثقالها بتحالفات المصلحة، وأعطت من 170 إلى 205 نواب لليسار الذي يعد بمناقشات محتدمة في البرلمان.
إذا أضفنا بعض الوزراء المرشحين المهددين بعدم انتخابهم، وبالتالي الاضطرار إلى ترك الحكومة مساء الجولة الثانية، فإنّ الصورة ليست مشجعة للغاية للحركة الرئاسية وحلفائها. قبل يومين، تعرّض الوزير السابق جان ميشال بلانكي، أثناء حملته الانتخابية في لوار، للرش بالكريمة المخفوقة، وأهانه اثنان من المدرسين.
"حان الوقت ليستيقظ الجميع!"
في حاشية رئيس الدولة، هناك إنكار عام: "الأحداث التي وقعت في استاد فرنسا لن تؤدي إلى تصويت واحد لميلينشون أو لوبان"، وفق ما يؤكد صديق مقرب إلى ماكرون، الذي يعترف مع ذلك بأن "أولئك النشطاء يناضلون لجذب الانتباه". مصدر القلق هو أنه "لا توجد حملة حقاً، والفرنسيون غير مهتمين بها"، وفق ما يؤكد أحد مستشاري الجهاز التنفيذي للرئيس، الذي يتابع: "في هذا التباطؤ، عليك أن تكون حذراً من المفاجآت".
يوم الخميس الماضي، قال ماكرون لمن حوله: "حان الوقت لإيقاظ الجميع!". هذا الأسبوع، كرّس رحلتين لاثنين من أولويات فترة السنوات الخمس القادمة: الصحة والمدرسة.
وأعلن إنشاء "مجلس وطني لإعادة التأسيس" يضمّ "قوى سياسية واقتصادية واجتماعية وتعاونية". ويقول ماكرون إنّ في برنامجي جان لوك ميلينشون ومارين لوبان "مشروع الفوضى والاستسلام"، ويضيف: "آمل أن يختار الفرنسيون الصلابة في استمرار الانتخابات الرئاسية. أغلبية مستقرة وجادة تحميهم في مواجهة الأزمات وتعمل من أجل المستقبل".