"لوموند": فرنسا تجري مناقشات مع جيش النيجر لانسحاب جزء من قواتها
صحيفة "لوموند" الفرنسية تتحدث عن محادثات تجريها باريس مع جيش النيجر لسحب وحدات من قواتها الموزّعة على عدة قواعد في البلد الأفريقي.
أفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية بإجراء باريس مناقشات لسحب بعض الوحدات العسكرية من دول الساحل الأفريقي، بعد أن رفضت فكرة ترحيل جنودها، البالغ عددهم نحو 1500 جندي، والموزعين على 3 قواعد عسكرية، حتى الآن.
ويأتي ذلك بعد أن صرّحت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، الأحد الماضي، في مقابلة مع الصحيفة، بأنّ "اليوم، لم يعد من الممكن ضمان هذه المهمة، حيث لم يعد لدينا، بحكم الأمر الواقع، عمليات تنفذ بالاشتراك مع القوات المسلحة في النيجر"، من دون التعليق على إمكان الانسحاب.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" تأكيدها أنّ فرنسا تجري محادثات مع جيش النيجر بشأن سحب قواتها من البلد الواقع في الساحل الأفريقي، بعد شهر من إدانة المجلس العسكري في النيجر اتفاقيات "التعاون العسكري" بين نيامي وباريس.
وتتم المحادثات "مع الجيش فقط"، لا المجلس العسكري الحاكم، بحسب ما أكد أحد المصادر، مع إصرار باريس على عدم الاعتراف بالحكومة الجديدة في البلاد.
وحتى الآن، لم يحدّد عدد الجنود ولا طرق رحيلهم رسمياً، بيد أنّ المبدأ أصبح قائماً، وفقاً لـ"لوموند". وحالياً، يتوزع الجنود الـ1500 الموجودون في النيجر على 3 قواعد: قاعدة في العاصمة نيامي، وأخرى في أولام، عاصمة الشمال، والثالثة في أيورو، قرب الحدود مع مالي.
وقد تتم إعادة توزيع الوحدات العسكرية في المنطقة، تحديداً في تشاد المجاورة، أو إعادتهم إلى باريس مباشرةً، كما أوضحت الصحيفة الفرنسية.
وأمس الإثنين، أكّد رئيس وزراء النيجر المُعيَّن من جانب المجلس العسكري الحاكم، علي محمد الأمين الزين، وجود "محادثاتٍ جارية" من أجل انسحابٍ "سريع" للقوات الفرنسية المتمركزة في البلاد، آملاً "المحافظة على تعاونٍ مع فرنسا".
وقال الزين إنّ القوات الفرنسية في وضعٍ غير قانوني في النيجر، مذكّراً بأنّ حكومة بلاده ألغت اتفاقياتٍ عسكرية مبرمة مع باريس، موضحاً أنّ "المحادثات الجارية ينبغي لها أن تتيح انسحاب هذه القوات سريعاً جداً".
وأمل رئيس وزراء النيجر أنّ تصل بلاده، خلال أيامٍ قليلة، إلى "اتّفاقٍ مع منظمة دول غربي أفريقيا"، مُشيراً إلى أنّ نيامي لم توقف اتصالاتها بـ"إكواس"، بحيث لا تزال الاتصالات قائمة.
يُذكر أنّ النيجر هي آخر معاقل الوجود الفرنسي العسكري في الساحل الأفريقي، حيث انسحبت قوات باريس من مالي وبوركينا فاسو، المجاورتين للنيجر، والداعمتين للمجلس العسكري فيه.
وفي آب/أغسطس الماضي، أعلنت فرنسا انسحاب مَن تبقّى من جنودها الموجودين في مالي، ضمن "عملية برخان"، بعد قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنهاء العملية وسحب القوات الفرنسية.
وقبل ذلك، أعلن المجلس العسكري الحاكم في مالي أنّ فرنسا لم يعد لديها "أساس قانوني" لتنفيذ عمليات عسكرية في أراضي الدولة، بعد انسحاب باماكو من اتفاقيات الدفاع الرئيسية. كما شهدت البلاد عدة تظاهرات رافضة للوجود الفرنسي.
أما في بوركينا فاسو، ففي مطلع آذار/مارس الماضي، توقّف العمل رسمياً بـ"اتفاق المساعدة العسكرية" الموقّع عام 1961 مع فرنسا، بعد أسابيع من طلبها سحب القوات الفرنسية من هذا البلد، الذي يشهد أعمال عنف ينفّذها مسلحون.