لماذا تبقي واشنطن قواتها في العراق بعد 20 عاماً من احتلاله؟
تقرير لـ"بي بي إس" الأميركية في ذكرى الاحتلال الأميركي للعراق، يتحدّت فيه عن عدد القوات الأميركية الحالية في العراق، ويستغرب من استمرار تواجدها هناك.
نشرت شبكة إخبارية أميركية تقريراً حول الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة الأميركية تحتفظ بقوات عسكرية في العراق بعد 20 عاماً من غزوه.
وقالت الشبكة إن الولايات المتحدة الأميركية تحتفظ بقوات صغيرة في العراق (تقول إنها لمهام غير قتالية)، بعد عقدين من غزوه ليكون لها وجود دائم يؤكد استمرار علاقاتها العسكرية وشراكتها الدبلوماسية مع دول محورية في الشرق الأوسط.
وتابعت أن عدد القوات الأميركية الموجودة في العراق يقدر بـ 2500 جندي منتشرون في أماكن متفرقة وخاصة في بعض المنشآت العسكرية في بغداد وشمالي البلاد".
ولفتت الشبكة إلى أنه رغم الفارق الكبير بين حجم الوجود الحالي للقوات الأميركية وبين ما كانت عليه في السابق، إلا أن الحفاظ على وجود دائم في العراق يمثل أهمية كبيرة لواشنطن لإظهار التزامها تجاه المنطقة في مواجهة إيران.
وتناول التقرير كيف بدأت الولايات المتحدة هجومها الواسع ضد العراق من خلال هجمات جوية حولت أجزاء كبيرة من الدولة إلى حطام عام 2003.
وتابعت: "بدأت الولايات المتحدة غزو العراق بمزاعم كاذبة عن إخفاء الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لأسلحة دمار شامل".
وقالت الشبكة إن "تلك المزاعم ثبت خطأها لاحقاً ولم تتمكن واشنطن من إثبات حقيقة وجود أسلحة دمار شامل بعدما تسببت في انهيار العراق".
ولفتت إلى أن الاحتلال الأميركي للعراق قاد إلى إسقاط صدام حسين وتفكيك نظام الحكم الذي كان على رأسه وتسريح الجيش.
وبحسب الشبكة، فإن القوات الأميركية التي انسحبت من العراق عام 2011، عادت بعد ظهور تنظيم "داعش"، في 2014 واستمر حتى نهاية التنظيم في 2019.
وبعد ذلك استمرت القوات الأميركية في العراق بأعداد قليلة ضمن مهام تدريبية أو مهام تتعلق "بمكافحة الإرهاب"، كما تقول الشبكة، التي أوضحت أنه رغم تصريحات المسؤولين الأميركيين عن دور تلك القوات في مكافحة "داعش"، إلا أن السبب الرئيسي لها هو التصدي لإيران .
يشار إلى أنه في في 19 آذار/مارس 2003، أعلنت الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جورج بوش الابن حربها على العراق، من دون أي تفويض من مجلس الأمن. وانطلاقاً من الاستراتيجية الأميركية القائمة على ما تسميه "الحرب الاستباقية"، ساقت الإدارة الأميركية عدة مبررات واهية للغزو، أخفت في ثناياها خلفيات وأهدافاً أخرى، جزء كبير منها كان حماية أمن "إسرائيل".