لافروف: قمة جدة كانت تهدف إلى إقناع الجميع بعدم جدوى المفاوضات من دون روسيا
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحدث عن عدم جدوى مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا من دون روسيا، ويؤكّد أنّ بلاده لن تتعاون مع الغرب في المجالات المتعلقة بأمنها.
أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، أنّ السعودية أخطرت روسيا بأنّ الاجتماع في جدة بشأن أوكرانيا كان مخططاً له من أجل إقناع الجميع بعدم جدوى المفاوضات من غير موسكو.
وقال لافروف، خلال كلمة ألقاها أمام طلاب وأعضاء هيئة التدريس في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، بمناسبة بدء العام الدراسي إنّ "الرياض أخبرت موسكو أنّها تريد استضافة اجتماع آخر بهذه الصيغة في جدة".
وأوضح أنّ "ذلك يتم فقط من أجل إيصال فكرة إلى المشاركين الغربيين وأوكرانيا نفسها، بعدم جدوى أي مناقشات من دون مشاركة روسيا الاتحادية، وهو ما فعلوه في الحدث الذي أقيم في جدة".
وأضاف لافروف أنّ موسكو علمت بالنداء الموجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لإرسال ممثليه إلى اجتماعات مجموعات العمل عبر الإنترنت بشأن "صيغة السلام" التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وشدد، في هذا السياق، على أنّ ذلك "أمر غير مقبول"، قائلاً: "لقد رأيت السيد غوتيريش في جوهانسبرغ، على هامش قمة بريكس، وقلت له بصراحة إنّ ذلك ينتهك جميع مبادئ عمل الأمانة، لأنّها وفقاً للميثاق، يجب أن تكون محايدة ولا ينبغي لها أن تتلقى تعليمات من أي حكومة".
واحتضنت مدينة جدّة في السعودية، يومي 5 و6 آب/أغسطس، مشاورات بشأن التسوية في أوكرانيا، بمشاركة مستشاري الأمن الوطني وممثلين لأكثر من 40 دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، لكن من دون مشاركة الجانب الروسي.
واتفق المشاركون في الاجتماع على "مواصلة التشاور لإيجاد أرضية مشتركة تمهد للسلام".
روسيا لن تتعاون مع الغرب في المجالات المتعلقة بأمنها
كذلك، أعلن لافروف أنّ بلاده لن تتعاون مع الغرب في المجالات المتعلقة بأمنها العسكري والسياسي والاقتصادي والتكنولوجي.
وقال إنّه "حتى لو اقترح الغرب فجأة وبإملاء غير مفهوم من الأعلى، عودة العلاقات إلى طبيعتها إلى حد ما، فسوف نفكر ملياً، ما إذا ينبغي لنا فعل ذلك أم لا، وإذا كان الأمر كذلك، في أي المجالات".
وبشأن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا، بيّن لافروف أنّ هناك صعوبات واضحة، وسوف تتفاقم، لكن حكومة البلاد تفعل كل ما في وسعها، والجهود "تعطي نتيجة إيجابية"، مشيراً إلى أنّ آمال عودة العلاقات مع الغرب إلى طبيعتها، "مبنية على الأوهام".
وتدهورت العلاقات بين روسيا والغرب، منذ بدء الحرب في أوكرانيا، بعدما فرضت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، عقوبات غير مسبوقة على روسيا، استهدفت شخصيات وكيانات روسية، على نطاق واسع.
وجاء ذلك، في محاولة لعرقلة أهداف العملية العسكرية الخاصة؛ فيما ردت موسكو، بالشروع في مسار إحلال الواردات، معلنةً أكثر من مرة، أنّ التعامل معها بلغة العقوبات، يأتي بنتائج عكسية.
روسيا تبحث مع شركائها إمداد أوزبكستان بالغاز
في سياقٍ منفصل، صرّح وزير الخارجية الروسي بأنّ بلاده تبحث مع شركائها الاتفاق على استخدام نظام نقل الترانزيت الكازاخستاني، لتوريد الغاز الروسي إلى أوزبكستان.
وقال لافروف، في تصريح بهذا الصدد: "نحن نتفق بشأن هذا الأمر، بجيث كان هناك عدد من الاتصالات بين رؤساء روسيا وكازاخستان وأوزبكستان، بشأن استخدام نظام نقل الترانزيت الكازاخستاني لتلبية احتياجات أوزبكستان من الغاز".
وأشار إلى أنّ ذلك "سيتطلب عملاً تقنياً وفنياً على أرض الواقع، وهو أمر قابل للتحقيق، ولن يستغرق وقتاً طويلاً".
وكانت روسيا قد اقترحت على كازاخستان وأوزبكستان، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تأسيس اتحاد ثلاثي للغاز لتنسيق نقل الغاز الروسي عبر أراضي البلدين الآخرين.
وفي كانون الثاني/يناير الماضي، وقعت شركة "غازبروم" الحكومية الروسية خارطة طريق مع وزارة الطاقة الأوزبكية للتعاون في مجال الغاز.
وذكرت طشقند آنذاك أنّ الوثيقة تنص على نقل الغاز الروسي عبر خط أنابيب "آسيا الوسطى - المركز" المار بأراضي كازاخستان وأوزبكستان، بعد التقييم الفني.
وفي شباط/فبراير الماضي، أعلنت وزارة الطاقة الأوزبكية أنّ الأطراف المعنية بحثت النتائج الأولية للتقييم الفني، وإمدادات الغاز المحتملة وتنفيذ خارطة الطريق الموقعة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل غالوزين، في أيار/مايو الماضي، إنّ معايير اتحاد الغاز الجديد وحجم الاستثمارات موضوع نقاش جار بين الأطراف المعنية.
وتمر خطوط أنابيب غاز "آسيا الوسطى - المركز" عبر أراضي روسيا وكازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان، ومن خلالها كانت تُنقل إمدادات الغاز إلى قرغيزستان وأوكرانيا ومولدوفا وليتوانيا وإستونيا.
لن نتبنى إعلان مجموعة العشرين ما لم يعكس موقفنا
وبشأن تبني بلاده إعلان مجموعة العشرين، أوضح لافروف أنّ موسكو لن تتبنى ذلك الإعلان ما لم يعكس موقفها من الأزمات العالمية.
وأشار لافروف إلى أنّ الغرب يثير موضوع أوكرانيا في كل حدث من أحداث مجموعة العشرين، على الرغم من أنّ دور "العشرين" يفترض في البداية اتخاذ قرارات بشأن استقرار العمليات المالية والاقتصادية العالمية.
وأضاف: "إذا كنتم قد قررتم إعادة كتابة صلاحيات العشرين، وتريدون أن تتعامل مع الأزمات الدولية، فلقد تقدمنا بوثيقتنا التي تسرد الصراعات التي لا تزال قائمة والتي ترتبط جذورها بالحروب التي أشعلها الغرب".
وتابع أنّه "إذا أرادوا ذلك، فيجب مناقشة كل شيء، ولكن هذا سيكرر عمل الأمم المتحدة ويقوض الدور الأصلي لمجموعة العشرين".
يُذكر أنّ القمّة ستنعقد في العاصمة الهندية نيودلهي، يومي التاسع والعاشر من أيلول/سبتمبر الجاري.