تمدد القاعدة في أفريقيا.. سباق نحو الفوضى وتهديد الأمن العالمي
تقرير "مودرن دبلوماسي" أكّد أنّ التركيز الأساسي لنمو تنظيم القاعدة وتطوره في الآونة الأخيرة كان القارة الأفريقية، حيث بدا واضحاً أنّ أنشطته في أفريقيا تتزايد.
تحدث تقرير في موقع "مودرن دبلوماسي" الأوروبي، بعنوان "كيف يشكّل النمو الأخير للقاعدة في أفريقيا تهديداً للأمن العالمي"، عن نشاط التنظيم الإرهابي في أفريقيا وكونه مثيراً للقلق، بالنظر إلى عدم الاستقرار السياسي وضعف البنية الأمنية في بلدانها.
وأكّد التقرير أنّ "التركيز الأساسي لنمو تنظيم القاعدة وتطوّره في الآونة الأخيرة هو القارة الأفريقية، وفي حين أنه من الصعب تحديد ما إذا كانت القاعدة تتوسع، فمن الواضح أن أنشطتها في أفريقيا تتزايد".
وأضاف بأنّ "المنظمة تعمل على ترسيخ وجود أقوى في المنطقة، وتحاول تجنيد المزيد من الأعضاء من مختلف البلدان الأفريقية، كما أفادت التقارير أن القاعدة تعمل على تأمين المزيد من التمويل من الأثرياء في المنطقة".
واعتبر التقرير، الذي نشره الموقع الأوروبي ونسبه لكاتب غير معروف اسمه ثاقب محسود، أنّ "نشاط القاعدة الأخير في أفريقيا مثير للقلق بالنظر إلى عدم الاستقرار السياسي في المنطقة وضعف البنية التحتية الأمنية، ما قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة".
اقرأ أيضاً: عقدان من حضور واشنطن العسكري في النيجر.. الهجمات الإرهابية أسوأ من قبل
وأوضح كذلك أنّ " مشاركتها ستجعل الحرب ضد الإرهاب في أفريقيا أكثر صعوبة.. وتركز دعاية القاعدة بشكل أكبر على تصوير التنظيم كقوة تقاتل من أجل المظلومين وضد الحكومات القمعية.. وقد تكون هذه الجهود محاولة لجذب أعضاء ومؤيدين جدد".
الهجوم على القوات الأوغندية يظهر حجم خطورة القاعدة في أفريقيا
وفي حين أنّ القوى العظمى في العالم قد تكون مشغولة في التعامل مع تحديات جيوسياسية أخرى، لا ينبغي تجاهل أنشطة القاعدة، يؤكد التقرير.
فقد هاجم مقاتلو حركة الشباب الصومالية قاعدة عسكرية تضم القوات الأوغندية التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال مؤخراً، وزعمت حركة الشباب في بيان أنها نفذت هجمات انتحارية وقتلت 137 جندياً.
وستحتاج الحكومة الصومالية وحلفاؤها إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة المدنيين ومنع أيّ هجمات أخرى من قبل الجماعات المتطرفة، لأنّ ذلك قد يقوّض الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في البلاد، ويؤدي إلى انتكاسة في الحرب ضد الإرهاب في المنطقة، ما يوجب أن تتكاتف جميع الأطراف المعنية وتعمل من أجل حلّ سلمي، يتابع التقرير.
اقرأ أيضاً: تصاعد الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي.. كيف يُقرأ الدور الفرنسي؟
الخسائر تتعدى الأرواح والممتلكات
وعدّد التقرير خسائر العمليات الإرهابية التي تقوم بها تنظيمات مرتبطة بالقاعدة في أفريقيا موضحاً أنها لا تقتصر على الخسائر في الأرواح والممتلكات، بل قد يؤدي الهجوم إضافة إلى مقتل جنود ومدنيين وتدمير ممتلكات حكومية وخاصة، إلى نزوح سكان المنطقة، مما يؤدي إلى أزمة إنسانية.
كما تضاعف هذه الهجمات في حجم عدم الاستقرار السياسي، مما يزيد من تعقيد جهود تشكيل حكومة مستقرة، ويؤدي إلى زيادة الأنشطة المتطرفة للجماعات الإرهابية، سواء في المنطقة وخارجها.
وبشكل عام، يؤكد الهجوم الحاجة إلى زيادة التدابير الأمنية والمراقبة لمنع هجمات مماثلة في المستقبل، كما يسلط الضوء على الضرورة الملحة لحل الصراع في الصومال لضمان سلام واستقرار دائمين في المنطقة، بحسب تقرير "مودرن دبلوماسي".
ودعا التقرير إلى "كبح توسع المنظمة في أفريقيا، وضرورة أن تستمر الجهود الدولية لتفكيكها"، وإلى "إدراك أنّ الحرب ضد الإرهاب هي حرب عالمية، ويجب خوضها بطريقة استراتيجية ومنهجية لضمان سلامة وأمن الناس في جميع أنحاء العالم".