كوريا الجنوبية تنفي تجسس واشنطن على مسؤوليها
رئاسة كوريا الجنوبية تقول إنّ اتهامات تنصت الولايات المتحدة على مكالمات هاتفية لمسؤولين كوريين جنوبيين "أكاذيب لا معنى لها".
قالت رئاسة كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء، إنّ "عدداً كبيراً" من الوثائق الأميركية السريّة التي تتحدّث عن كوريا الجنوبية من بين مواضيع أخرى "مزور".
مكتب الرئيس يون سوك يول، المقرر أن يقوم يون بزيارة رسمية للولايات المتحدة في نيسان/أبريل الجاري، دافع عن نفسه قائلاً إنّه يتمتع "بأمن صارم"، مضيفاً أنّ اتهامات التنصت على المكالمات الهاتفية "أكاذيب لا معنى لها".
وأكّد بيان صادر عن الرئاسة الكورية الجنوبية أنّ وزير الدفاع الأميركي ونظيره الكوري الجنوبي قدّرا، خلال اتصال هاتفي الثلاثاء، أنّ "عدداً كبيراً من الوثائق المعنية قد تم تزويرها".
يأتي ذلك بعدما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأنّ وثائق البنتاغون السرية التي ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تثبت أنّ الأميركيين تنصّتوا على بعض المسؤولين الكوريين الجنوبيين.
ووفقاً لمعطيات الصحيفة، وافقت كوريا الجنوبية، في وقتٍ سابق، على بيع قذائف مدفعية للجانب الأميركي، بشرط أنّ يكون الجيش الأميركي "المستهلك النهائي"، لكن مساعدي الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول كانوا قلقين من أنّ الأميركيين سيحولون هذه القذائف إلى أوكرانيا.
وسبّب التسريب الذي اعتبر البنتاغون أنّه يشكل "خطراً جسيماً جداً" على الأمن القومي الأميركي، إحراجاً دبلوماسياً للولايات المتحدة، إذ إنّ قسماً من هذه الوثائق يشير إلى أنّ الولايات المتحدة تتجسّس على حلفائها وبينهم "إسرائيل" وكوريا الجنوبية.
وأفادت تقارير صحافية بأنّ العديد من الوثائق تتحدث عن مخاوف لدى كبار مسؤولي الأمن القومي في كوريا الجنوبية من أن تُستخدم الأسلحة والذخيرة المنتجة في بلادهم في أوكرانيا في نهاية المطاف، فيما يشكّل حصول هذا الاحتمال انتهاكاً لسياسة سيؤول المتمثلة في عدم بيع أي أسلحة إلى دول في حالة حرب.
وسُرّبت عشرات الوثائق والصور في منصّات "تويتر" و"تلغرام" و"ديسكورد" وغيرها من المواقع في الأيام الأخيرة، وقد يكون بعض منها متداولاً على الإنترنت منذ أسابيع إن لم يكن منذ أشهر، قبل أن تستقطب هذه الوثائق اهتمام وسائل الإعلام الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنّها تعمل على تحديد ما إذا كانت الوثائق أصلية، وأفادت بأنّه يبدو أنّ "إحداها على الأقل قد تم التلاعب بها"، ولكن نُقل عن مسؤولين أميركيين أنّ العديد من الوثائق بينها صحيحة.
ودفع التسريب المسؤولين الأميركيين إلى العمل على طمأنة حلفائهم مثل كوريا الجنوبية، إذ أثار الكشف عن محادثات مزعومة بشأن أوكرانيا بين كبار مسؤولي الأمن القومي انتقادات في كوريا الجنوبية بشأن اختراق اتصالات الإدارات الرئيسية في البلاد، مثل الرئاسة.