فرنسا: تأهب في مواجهة توسع الهجمات بالسكاكين
تتزايد هجمات الطعن بالسكين، في مدن أميان، ميتز، مونبلييه، وعبر فرنسا، والسلطات في حالة تأهب لمواجهة الظاهرة المقلقة.
لوحظ منذ عدة سنوات، تزايد الهجمات بالسكاكين في فرنسا والتي باتت الآن خارج أي سياق إرهابي.
قال رئيس مركز التفكير في الأمن الداخلي، تيبو دي مونبريال، إنّه "منذ عدة سنوات، تشهد البلاد انفجاراً من هذا النوع من الهجمات التي تؤثر حتى على البلدات المتوسطة الحجم، التي كانت خارج الظاهرة حتى الآن"، مضيفاً أنّه "يقوم الناس الآن بإستخدام السكين، لمعالجة بعض القضايا الصغيرة بشكل متزايد، إنّهم لا يسعون بالضرورة إلى القتل، لكن فرضية موت الآخر لا تخيفهم تماماً. هذا ما هو مرعب".
وتابع: "كل أقسام الشرطة قلقة من هذا النوع من العنف، أعمال عنف تسببت في العديد من الأحداث الدرامية في الأيام الأخيرة، خاصة خلال احتفالات 14 تموز/يوليو".
ظاهرة تزداد سوءاً
في مدينة أميان، طعن رجل يبلغ من العمر 23 عاماً في صدره من قبل رجل متشرد يبلغ من العمر 25 عاماً، وتمّ سجنه منذ ذلك الحين. وبحسب العناصر الأولى من التحقيق، فإنّ الأمر بسبب نزاع حول جهاز كمبيوتر محمول مع مهاجر في وضع غير نظامي. في اليوم نفسه مساءً، في دروم، سقط رجل يبلغ من العمر 37 عاماً نتيجة ضربات متكررة من مهاجمه.
في مدينة "ميتز" مرة أخرى، في نفس الوقت، في وسط المدينة ومع اقتراب انتهاء حفلة، أصيب رجل يبلغ من العمر 22 عاماً بجروح قاتلة بعد تقاتل. كانت الضحية مع مجموعة من الأصدقاء عندما هاجمها رجلان، أحدهما يحمل سكيناً. في اليوم التالي، في الليل من السبت إلى الأحد، حوالي الساعة 2 صباحاً، تمّ تنبيه الشرطة مرة أخرى بهجوم مماثل، هذه المرة في مدينة تولوز، حيث أصيب رجل في الخمسينيات من عمره في حلقه. على الرغم من إصابته بجروح خطيرة، إلّا أن حياته ليست في خطر.
قبل أيام قليلة، في 11 تموز/يوليو، الساعة 11 صباحاً في وسط مدينة مونبلييه، تعرضت امرأة تبلغ من العمر 46 عاماً، كانت تسير مع أختها، للطعن. لحسن الحظ، كانت الإصابات طفيفة فقط. وألقي القبض على الفاعل على الفور، وهو إريتري في وضع غير نظامي. تعتبر هذه الهجمات، بالنسبة لرئيس تنفيذي لمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، تيبو دي مونبريال، إنّ "الضرر الجانبي الناجم عن ضعف السيطرة على الهجرة مع الأشخاص الذين يأتون من بلدان عنيفة، يستوردون هذا العنف إلى فرنسا".
أمّا بالنسبة لمحافظ هيرولت، هوغو موتوه، فإنّ هذا إعتدا مونبلييه، بعيداً عن العزلة، هو جزء من ظاهرة تزداد سوءاً. فلمدة عام، تم تنبيه السلطات بالفعل من خلال الزيادة الحادة في استخدام هذه الأسلحة في مونبلييه، التي تؤثر على كل من المجتمع المهمش والشباب من الأحياء ذات الأولوية.
على أبواب المدارس الثانوية، أصبحت السكين ظاهرة. بدلاً من القتال بأيدي عارية من أجل خلافات مبتذلة مختلفة، ظهرت السكاكين، لدرجة أن المحافظ، بدعم من المدعي العام لمونبلييه فابريس بيلارجنت، وبموافقة رؤساء المؤسسات، يجري عمليات تفتيش منتظمة، طوال العام الدراسي، حول المدارس، حيث تصر الشرطة على مخاطر حمل هذا السلاح على حامله. حتى بين الشباب الذين يقولون إنهم يريدون الدفاع عن أنفسهم، فإنّ استخدام العنف لم يعد من المحرمات.
الأشرار والمهاجرون غير النظاميون ويحتلون أرصفة المدينة وبات إستخدام السكين يجري بسهولة أكبر. وفي محاولة للسيطرة على الوضع، يتم وضع أي شخص بحوزته سلاح أبيض بشكل منهجي في حجز الشرطة. "تمّ هذا الاختيار حتى تكون هناك استجابة فورية، بدلاً من الاستدعاء من قبل قاضي التحقيق في تاريخ لاحق"، بحسب ما يؤكد هوغو موتوه. وفي محاولة لمنع هذه الهجمات، تم تنظيم عمليات مراقبة لتفتيش الحقائب والجيوب بحثاً عن السكاكين.