"غلوبال تايمز": واشنطن تضع نفسها على ارتفاع آلاف الأمتار وتريد "هبوطاً ناعماً"
صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية تتحدّث عن أنّ حادثة المنطاد هي اختبار للحكمة الدبلوماسية والقدرات السياسية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين.
تحدّثت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية عن وجود بعض التغييرات الواضحة في لهجة الولايات المتحدة في اليومين الماضيين، بشأن قضية المنطاد الصيني.
وقالت نائبة وزيرة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان منذ أيام، إنّ الولايات المتحدة والصين "لم تتوقّفا أبداً عن التواصل ومحاولة فهم بعضهما البعض"، مضيفةً "نؤمن بقوة الدبلوماسية في منع الحسابات الخاطئة التي يمكن أن تؤدي إلى الصراع".
من جهتها، قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، إنّها لا تعتقد أن حادث المنطاد يجب أن يضر بالعلاقات الدبلوماسية، مضيفةً "نحن نسعى إلى المنافسة وليس الصراع أو المواجهة".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ بعض وسائل الإعلام الأميركية فسّرت ذلك على أنّه "أحد أوضح الجهود العامة" التي تبذلها واشنطن لمنع حادث المنطاد من" التخمير".
ووفق الصحيفة، فإنّ الولايات المتحدة تجاهلت معارضة الصين، وأصرّت على إسقاط طائرة مدنية صينية من دون طيار توغلت في المجال الجوي الأميركي بسبب قوة قاهرة، وأسقطت مراراً ما يسمى بالأطباق الطائرة، فقد نصبت الولايات المتحدة نفسها بالفعل على ارتفاع 10000 متر ، مما جعل من الصعب "الهبوط بهدوء".
اقرأ أيضاً:"غلوبال تايمز": بعد حادثتي المنطاد وأشعة اللايزر، كيف ستتعامل الصين مع الولايات المتحدة؟
كما أوضحت الصحيفة، أنّ الحقائق أظهرت أنّه من السهل تأجيج الجو، لكن من الصعب للغاية نزع فتيله، ويجب أن تكون أفعال واشنطن مقيدة به، مضيفةً أنّ الولايات المتحدة في وضع حرج من صنعها.
وتابعت الصحيفة: "حتى اليوم، لا يزال بعض السياسيين في الكونغرس الأميركي يستخدمون هذه القضية لإثارة المشاكل، وأصدر مجلس النواب مؤخراً ما يسمى بالقرار بشأن استخدام الصين لمنطاد على ارتفاع عال فوق الأراضي الأميركية لتنفيذ ضجة خبيثة".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "الولايات المتحدة تريد استخراج آخر انخفاض في القيمة السياسية من هذا الحادث العرضي، وغير المتوقع بين الصين والولايات المتحدة".
وفي هذا الصدد، أصدرت لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني بياناً في 16 شباط/فبراير، أعربت فيه عن إدانة شديدة ومعارضة حازمة. ومع ذلك، في الرسائل المختلطة التي أرسلها الجانب الأميركي، من الواضح أن بعض الأشخاص، بما في ذلك الإدارة الأميركية ، يريدون تهدئة الأمور.
كما قالت الصحيفة، إنّ الأميركيين يدركون أنّ الطريقة التي تعاملت بها الحكومة الأميركية مع حادث المنطاد كانت إشكالية، ومن الواضح أن عواقب المبالغة في رد الفعل وإثارة الضجة تضرّ بالولايات المتحدة، ويمكن للعالم الخارجي أن يشعر بإرهاقها بسبب الضجيج المستمر لنظرية "التهديد الصيني".
وفي سياق الافتقار الشديد للثقة المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة، شددت الصحيفة، على ضرورة أن يكون كلا الجانبين مستعدين لمواجهة الاضطرابات المحتملة غير المتوقعة في أي وقت، تماماً مثل حادثة البالون هذه.
اقرأ أيضاً:واشنطن: انتهاء عمليات انتشال حطام المنطاد الصيني
ووفق الصحيفة فإنّ "هذا اختبار للحكمة الدبلوماسية والقدرات السياسية لكلا الجانبين، ويجب أن يقال إنّ الأداء العام للولايات المتحدة في حادثة البالون ليس على الإطلاق ما يتوقعه المرء من قوة عظمى ناضجة، يبدو حقيراً ومثيراً للسخرية".
كما لفتت الصحيفة أيضاً، إلى أنّه "طوال الحادثة بأكملها، وفي مواجهة الأداء المبالغ فيه للإدانة والعقوبات من جانب الولايات المتحدة، مارست الصين دائماً أقصى درجات ضبط النفس والعقلانية. ومع تطوّر الوضع، كان الاحتراف الدبلوماسي للصين، والموقف المسؤول، والهدوء الاستراتيجي في استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، واضحاً بشكل متزايد. إلا أنّه على العكس من ذلك، رفعت واشنطن نبرتها عالياً للغاية، بحسب الصحيفة.
وختمت الصحيفة بالقول "نأمل ألا تكون المهزلة الفاشلة لـ "حادثة المنطاد" هي التي يمكن أن تهدأ واشنطن فحسب، بل يجب أن تفكر في المزيد، ويمكن لأي شخص لديه نظرة فاحصة في المجتمع الدولي أن يرى بوضوح سلوكه المتعمد. الآن يعتمد الأمر على ما إذا كانت واشنطن مستعدة للاستيقاظ.