عون: لبنان يرفض التطبيع مع "إسرائيل" حتى عبر تقاسم حقول النفط والغاز

الرئيس اللبناني العماد ميشال عون يقول إنه "توجد حالياً معطيات وتطورات فرضت نفسها في العالم والمنطقة، ولا يمكن تجاهلها عند الحديث عن استراتيجية دفاعية"للبلاد.

  • الرئيس اللبناني العماد ميشال
    الرئيس اللبناني العماد ميشال عون 

حذر الرئيس اللبناني العماد ميشال عون اليوم السبت، من مطامع الإسرائيليين في الثروات اللبنانية من نفط وغاز ومياه.

واستبعد عون في حوار مع وكالة الأنباء القطرية، شنّ "إسرائيل" عدواناً على لبنان، معرباً عن اعتقاده بأنّها "لن تسعى إلى مثل هذه المغامرة حالياً لأنّ الثمن سيكون غالياً جداً".

وشدد الرئيس اللبناني على أنّ بلاده "ستقف صفاً واحداً في وجه المعتدي بكل مكوناته ومقاومته".

وقال عون "بات الإسرائيلي يعلم أنّه في مقياس الربح والخسارة، ستكون خسارته كبيرة إذا اعتدى على لبنان، علماً أنّ لبنان ملتزم بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701، فيما تعمد إسرائيل إلى خرق هذا القرار في كل مناسبة".

وأكد الرئيس اللبناني أنّ "السنوات الأخيرة أثبتت أنّ الاستقرار على الحدود هو مطلب الجميع"، وأنّ لبنان لم يكن يوماً في "موقع المهاجم بل المدافع".

وحول إمكان التوصل إلى اتفاق إطار مع "إسرائيل" بشأن ترسيم الحدود البحرية بعد تقدم الوساطة الأميركية في هذا الملف، صرح الرئيس اللبناني بأنّه في "مفهوم المفاوضات، لا بد من التوصل إلى حلّ يرضي الطرفين، وإلا فإنّ الأمور محكومة بالفشل".

وكشف أنّ لبنان "انطلق ولا يزال من عدم التنازل عن حقه في النفط والغاز، وعدم التطبيع مع إسرائيل حتى من خلال تقاسم الحقول النفطية والغازية، وهو منفتح على العروض التي تصله، ويدرس كل الطروحات، كما يعرض أيضاً اقتراحات يرى أنّها قد تصلح لتشكل أرضية يمكن الإنطلاق منها".

وأضاف عون أنّه "وبفضل الوساطة الأميركية تبقى المفاوضات قائمة بطريقة غير مباشرة، ولو أنّها قد توقفت عملياً بسبب الوقت المطلوب لدرس الخيارات والطروحات، إلا أنّ هذا لا يعني أنّ المفاوضات انتهت وأنّ الملف قد طوي"، مشيراً إلى أنّ "أي اتفاق مبدئي أو نهائي لا يمكن أن يوافق لبنان عليه ما لم يصدر عن السلطات المعنية أي رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب".

وأكد الرئيس اللبناني "نجاح بلاده ومساعيها الدائمة من أجل ضبط الوضع الأمني"، مبيناً في الوقت عينه أنّ "القلق من العمليات الإرهابية يبقى وارداً في كل حين، وهو أمر يهدد كل دول العالم".

ورداً على سؤال حول تطبيق لبنان "الاستراتيجية الدفاعية الموحدة"، قال العماد ميشال عون إنّ "معالجة قضية بهذا الحجم تتطلب توافقاً شاملاً من قبل كل الأطراف اللبنانية لأن انعكاس المسألة يطال الجميع من دون استثناء".   

وأوضح أنّ مسألة الاستراتيجية الدفاعية لا يمكن تبنيها وتطبيقها من قبل طرف واحد، مبيناً أنّه طرح "سابقاً على الأطراف اللبنانية رؤيته الموضوعية للوصول إلى أرضية صالحة للنقاش حول موضوع السلاح وكيفية مواجهة التهديدات والأطماع الإسرائيلية خصوصاً في ظلّ التفوق الإسرائيلي في ميزان القوى من ناحية السلاح".

وفي هذا السياق، أوضح عون أنّه "توجد حالياً معطيات وتطورات فرضت نفسها في العالم والمنطقة، ولا يمكن تجاهلها عند الحديث عن استراتيجية دفاعية"، مضيفاً أنّه "لذلك كنت قد دعوت إلى لقاء وطني شامل لبحث هذا الأمر إنّما بعد بحث الموضوع الأكثر حيوية وخطورة والمتمثل بالوضعين الاقتصادي والمالي، وفي حين تجاوب البعض مع هذه الدعوة، قرر البعض الآخر صم أذنيه".

ونبّه الرئيس اللبناني إلى خطورة الخلافات العربية - العربية وتأثيراتها السلبية على كل الدول والشعوب العربية، معرباً في الوقت عينه عن "التزام لبنان بموقف التضامن والوحدة بين الدول العربية"، ومؤكداً حرص بلاده على "إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص".

انتخابات تشريعية مصيرية يشهدها لبنان، بعد ما يزيد على العامين من أزمة اقتصادية سياسية غير مسبوقة، تشابك فيها المحلي مع الإقليمي والدولي، فكيف سيكون وجه لبنان بعد هذه الانتخابات؟

اخترنا لك