عبد الرحمن للميادين: نتجه نحو تصعيد كبير في غزة إذا لم يستجب الاحتلال للمقاومة

الكاتب في الشؤون السياسية والعسكرية أحمد عبد الرحمن يصرّح بأنّ "المقاومة لم ترد بنحو عشوائي وعاطفي بل عمدت إلى رد تدريجي من غلاف غزة إلى دائرة أوسع".

  • عبد الرحمن: المعركة في غزة يمكن أن تتحول إلى حرب في الإقليم إذا استمر التصعيد
    الكاتب في الشؤون السياسية والعسكرية أحمد عبد الرحمن

أكّد الكاتب في الشؤون السياسية والعسكرية، أحمد عبد الرحمن، أنّ "إسرائيل" تفاجأت على مستوى تكتيك المقاومة في غزة، مضيفاً أنّ "إسرائيل لا تملك القدرة على خوض عمليات طويلة الأمد إذ لا يوجد لدى زعماء الاحتلال طاقة لتحمّل معركة تزيد عن أسبوع".

ولفت عبد الرحمن خلال مقابلة مع الميادين إلى أنّ "الاحتلال لا يتحمل معركة طويلة الأمد لأنّ جبهته الداخلية هشّة، فنحو 2 مليون صهيوني في غلاف غزّة ووصولاً إلى عسقلان عاشوا في حرب أعصاب ومعظمهم هرب، وحتى اليوم يهرب المستوطنون باستخدام الباصات إلى شمال فلسطين المحتلة".

وقال عبد الرحمن إنّ "الاحتلال الإسرائيلي حاول أن يفاجأ المقاومة من خلال اغتيال الشهيد القائد تيسير الجعبري، ولكن رد فعل المقاومة كان مفاجئاً أكثر".

وأضاف أنّ "المقاومة في غزّة وبالتحديد حركة الجهاد الإسلامي استطاعت بعد اغتيال الشهيد  الجعبري أن تتجاوز المحنة ورّت على العدو بشكلٍ تدريجي ونوعيٍ ومنظم ولم تردّ بنحوٍ عشوائي وعاطفي".

وأشار إلى أنّ "ردّ المقاومة كان تدريجي من غلاف غزة إلى دائرة أوسع، ففي البداية كان الرد على نطاق 10 كلم شرق غزة إذ استهدفت سرايا القدس مستوطنة سديروت، ومستوطنة كرميه، إضافةً إلى مستوطنة نيريم، ووصلت المقاومة اليوم إلى مسافة 110 كلم بحسب اعتراف الإسرائيلي نفسه".

وكشف عبد الرحمن أنّ "الصواريخ التي استخدمتها المقاومة، عصر اليوم السبت، هي من نوعٍ جديد، ولم تستخدم من قبل وفق العدو الإسرائيلي الذي اعترف وقال اليوم إنّ الصاروخين اللذين سقطا على شواطئ نتانيا لم تكتشفهما القبة الحديدة".

وتابع: "في المجمل المقاومة وسرايا القدس، وكل أبناء الشعب الفلسطيني، وكل فصائل المقاومة وأبناء الأمتين العربية والإسلامية، تضامنوا مع غزّة، وشاهدنا شجب واستنكار من دول وحكومات، فهناك حملة تضامن ودعم لخيار المقاومة الذي اتخذته حركة الجهاد الإسلامي للرد على هذا التصعيد".

ورأى عبد الرحمن أنّ "الأوضاع تتجه إلى تصعيدٍ كبير إذا لم يستجب الاحتلال لمطالب المقاومة"، مضيفاً أنّ "المعركة في غزّة يمكن أن تتحول إلى حربٍ في الإقليم إذا استمرّ الاحتلال في التصعيد".

وأوضح عبد الرحمن أنّ "يوم غد الأحد يعتبر يوماً حاسماً، لأنّ اليوم هو إجازة السبت لدى اليهود، وغداً يجب أن تعود الأمور إلى سياقها حيث سيخرج المستوطنون إلى أعمالهم".

وتابع: "بحسب المصادر إذا وسّع العدو الإسرائيلي عدوانه فصواريخ المقاومة ستستهدف ما بعد شواطئ نتانيا وما بعد تل أبيب، وهنا سيكون الاختبار الحقيقي للحكومة الصهيونية المربكة والتي لا تملك خبرة كافي"ة.

وكشف عبد الرحمن أنّ "الحكومة الإسرائيلية تستعين بأميركا لتحديد بعض الإحداثيات في قطاع غزّة"، متابعاً: "الأوضاع تتجه إلى تصعيدٍ كبير إذا لم يستجب الاحتلال لمطالب المقاومة وهي مطالب بسيط تتلخص بوقف العدوان على القطاع، العودة إلى قزاعد الاشتباك القديمة، الإفراج عن الشيخ بسام السعدي، إضافةً إلى إنهاء قضية الأسير خليل عواودة المضرب عن الطعام المضرب عن الطعام منذ أكثر من 150 يوماً".

وأضاف عبد الرحمن أنّ "إدارة المعركة ليست مقتصرة على الداخل الفلسطيني، ولا على الفصائل الفلسطينية، بل هناك إدارة معركة على مستوى الإقليم، وعلى مستوى محور المقاومة ككل".

وذكّر بلقاء "الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة مع القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي حيث نسّقا من أجل ما يجري في قطاع غزّة"، مضيفاً: "هناك تكامل بين فصائل المقاومة في قطاع غزّة ومحور المقاومة، لذلك الأداء على الأرض هو أداء باقتدار وحنكة وسيطرة وتوزيع للنيران".

ولفت إلى أنّ "المعركة في غزّة يمكن أن تتحول إلى حربٍ في الإقليم، إذا استمرّ الاحتلال في التصعيد"، مشيراً إلى أنّ "هناك وعود من الخارج سواء من العراق أو لبنان أو اليمن أنهم سيساعدوا وسيضغطوا على العدو ليوقف عدوانه".

وصرّح بأنّ "سرايا القدس أعطت أمر جهوزية لوحدات النخبة والوحدة الخاصة، وهذا أمرٌ مهم لأنّ هذه الوحدات تعمل خلف خطوط العدو، فيمكن أن نشهد خلال ساعات إن لم نتوصل إلى اتفاق عمليات خلف خطوط العدو، وهذا الأمر سوف ينقل المعركة نقلة نوعية وكبيرة وسيجعل منها حرب كاملة الأركان". 

وأشار إلى أنّ "فرص الوسيط المصري لإيقاف عمليات المقاومة باتت شبه معدومة وربما سيتدخل الوسيط الأممي حينها يمكن أن نرى تقدماً في المباحثات أو على أقل تقدير تهدئة الأجواء بعض الشيء". 

وكان الاحتلال الإسرائيلي بدأ عدواناً في قطاع غزّة، أمس الجمعة. وبدأت "سرايا القدس"، في وقتٍ لاحق، عملية رد على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، عبر إطلاق صليات من الصواريخ في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.  

اخترنا لك