صربيا ترفع حالة الاستعداد القتالي للقوات المسلحة مع كوسوفو

رئيس صربيا يعلن رفع حالة التأهب في البلاد إلى الحد الأقصى، ويبرّر الخطوة بأنها تهدف إلى حماية سيادة صربيا وحماية أراضيها ومواطنيها من أي اعتداء.

  • صربيا
    وزير الدفاع الصربي ميلوش فوتشيفيتش

أعلن وزير الدفاع الصربي ميلوش فوتشيفيتش أن رئيس الجمهورية، القائد العام للجيش الصربي ألكسندر فوتشيتش "أمر بوضع الجيش الوطني في حالة تأهب قصوى".

ونقلت وكالة تانيوغ الصربية عن فوتشيفيتش قوله إنّ "رئيس صربيا كقائد أعلى للقوات المسلحة أمر الجيش الصربي بأن يكون في أعلى درجة من الاستعداد القتالي، الاستعداد لاستخدام القوة العسكرية، أي استنفار الإمكانات المسلحة للجيش الصربي".

وبحسب الوزير الصربي: "هذا يرفعنا إلى أعلى مستوى من الاستعداد للأعمال التي يجب أن يقوم بها الجيش الصربي، حفاظاً على سلامة أراضي صربيا وسيادتها، وحماية جميع مواطني صربيا ومنع المذبحة والإرهاب ضد الصرب، أينما كانوا يعيشون".

وأشار وزير الدفاع إلى أن الرئيس أمر بزيادة "الاستعداد القتالي"، مع "مراعاة الحالة في مقاطعة كوسوفو وميتوهيا المتمتعة بالحكم الذاتي، وحقيقة أن السلطات الألبانية في كوسوفو تواصل الاستعداد للهجوم على الصرب والإزالة القسرية للحواجز" في المنطقة.

وشدد فوتشيفيتش على أن "بلغراد تشعر بالقلق إزاء رد الفعل الناعم للمجتمع الدولي ورفض المفاوضات والحوار السياسي حول الأسباب، وليس حول العواقب التي أدت إلى هذا النوع من النضال السياسي للمجتمع الصربي في المقاطعة المتمتعة بالحكم الذاتي" وفق تعبيره.

وكان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أرسل قائد الجيش إلى الحدود مع كوسوفو، مع استمرار تدهور العلاقات بين الجانبين المتنازعين، ووسط مخاوف من الانجرار إلى "صراع مسلح".

وقال قائد الجيش الصربي الجنرال ميلان مويسيلوفيتش في مقابلة مع قناة "بيتك تي في" المحلية، يوم الأحد، إنّ "الوضع هناك متأزم ومعقد"، مضيفاً أن "وجود الجيش الصربي على طول الحدود أمرٌ ضروري".

وقبل وقتٍ قصير من مغادرة مويسيلوفيتش إلى الحدود، بثت العديد من وسائل الإعلام الصربية مقطع فيديو يتضمن أصوات إطلاق نار، ونقلت عن مصادر أن "قتالاً" وقع، مساء الأحد الماضي، عندما حاولت قوات كوسوفو تفكيك حاجز، وهو ما نفته شرطة كوسوفو.

من جهتها، قالت قوة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي، إنها تحقق في "حادث إطلاق نار غير مباشر وقع في 25 كانون الأول/ديسمبر على مقربة شديدة من دورية تابعة لها، تضمنت عدداً غير معروف من المسلحين".

وكانت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش حذّرت من أنّ الوضع في كوسوفو "على حافة نزاع مسلّح"، بينما يقيم الصرب حواجز  داخل الإقليم. فيما أشارت صحيفة "لو موند" إلى أن تصريح برنابيتش، الأسبوع الماضي، "يبدو أنها أكثر صدقًا من أي وقت مضى عندما تم وضع الجيش الصربي في حالة استعداد قتالي، مساء الاثنين".

وكانت وزارة الخارجية الروسية حذّرت مؤخراً من أن تجاهل القانون الدولي بشأن كوسوفو "ينذر ببدء صراع واسع النطاق في البلقان".

والجدير بالذكر أنّ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1244 يؤكد أنّ "كوسوفو جزء لا يتجزأ من صربيا، وأنّ المعاملة التعسفية لمبدأ وحدة الأراضي، فيما يتعلق بدولة ذات سيادة، لا يمكن عدّها إلّا تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية".

خلفية التصعيد الأخير

هذا وتصاعدت حدة التوتر ولا تزال مرتفعة في كوسوفو وميتوهيا بعدما احتجزت شرطة كوسوفو عدداً من رجال الشرطة الصرب السابقين بتهمة ارتكاب جرائم يزعم أنها تعود الى زمن الصراع في الفترة 1998-1999.

ورداً على ذلك، أقام صرب كوسوفو حواجز على الطرق السريعة في شمال المقاطعة.

كما غادر الجيش الصربي كوسوفو وميتوهيا بعد الصراع في عام 1999، وأعلنت استقلالها في العام 2008، إلا أن بلغراد ترفض الاعتراف بهذه الخطوة وتشجع السكان الصرب البالغ عددهم 120 ألفا المتبقين على التمرّد على سلطة بريشتينا الانفصالية والتي تحظى باعتراف دولي جزئي.

وفي وقتٍ سابق طلبت صربيا من قيادة قوة كوسوفو "كفور" السماح لها بنشر جنود وعناصر شرطة تابعين لها شمالي البلاد، من دون تلقّي ردّ حتى الآن، وذلك بالرغم من تشكيك الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بقبول الطلب، الذي يعدّ مشروعاً بموجب اتفاق السلام الموقع.

في حين رفضت رئيسة كوسوفو فيوزا عثماني، هذا الاقتراح، قائلةً إنّ "فوتشيتش يعلم جيداً بأنّ وجود الجيش الصربي في كوسوفو انتهى عام 1999". 

كذلك، تصاعد التوتر بشكلٍ كبير في شمال كوسوفو، عندما أعلنت بريشتينا عزمها إجراء انتخابات في البلديات ذات الأغلبية الصربية. 

يذكر أن أكبر حزب صربي أعلن مقاطعته عمليات الاقتراع، فيما أرجأت سلطات كوسوفو الانتخابات إلى شهر نيسان/أبريل المقبل.

اخترنا لك