"سوّيت بالأرض".. صور الأقمار الصناعية تظهر الدمار في دارفور السودانية
صور من الأقمار الصناعية تظهر الدمار الذي لحق قرى دارفور بسبب الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني المستمرة منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي.
أُحرقت قرى بأكملها في منطقة غرب دارفور في السودان وسويت بالأرض من قبل الأطراف المتصارعة في السودان، ووكالات الإغاثة حذّرت من أن المنطقة على شفا "كارثة إنسانية".
وقد أدّى انتشار النهب وتدمير البنية التحتية الحيوية في المنطقة إلى حرمان الكثيرين من الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والأدوية.
وعلى الرغم من أنّ وقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية أدّى إلى تهدئة أعمال العنف حول العاصمة السودانية الخرطوم، إلا أنّ القتال في دارفور مستمر، ومع دخول الصراع هناك أسبوعه السابع، يبدو أن المنطقة قد غرقت في حالة من الفوضى.
وقام بعض السودانيين الذين لم يتمكنوا من الفرار من الحرب بحفر الخنادق حول أحيائهم ووضعوا حواجز لإبعاد مقاتلي الميليشيات الذين دمروا كل شيء في طريقهم.
وتظهر صور الأقمار الصناعية، التي حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أنّ قرية بالقرب من نيالا في جنوب دارفور، أبو آدم، قد تم القضاء عليها بالكامل.
وتعاني منطقة نيالا نفسها من انقطاع التيار الكهربائي المتقطع، والتحدث مع الناس داخل المدينة أمر صعب بسبب قطع الاتصالات.
وقالت مصادر محلية إنّ "قوات الدعم السريع اقتحمت المدينة بعشرات الشاحنات الصغيرة المحملة بالبنادق وعدد كبير من الدراجات النارية"، مضيفةً أنّه في يوم الجمعة الماضي تم "نهب مكاتب المنظمات غير الحكومية والمتاجر".
وأضافت أنّ "المستشفى أفرغ لأنّه كان في منطقة القتال ونهبت أغلب الصيدليات وتم إغلاق جميع المناطق السكنية في نيالا بحواجز وحفر خنادق حتى لا تتمكن المليشيات من دخول الأحياء السكنية".
وقال ناشط محلي في نيالا، إنّ "أكثر من 600 ألف نازح داخلياً، يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية، لم يتلقوا أي مساعدات لمدة 40 يوماً بسبب القتال".
كذلك تظهر صور الأقمار الصناعية الهجمات على شريان الحياة الأساسي للمدنيين، مثل السوق الرئيسي في نيالا، الذي دمّر جزءاً منه.
ومنذ 15 نيسان/أبريل، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، عن مقتل المئات ونزوح أكثر من مليون شخص داخلياً ولجوء أكثر من 300 ألف آخرين إلى دول الجوار.
وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
ومع تواصل العنف، يخشى محللون تجدد الحرب الأهلية في دارفور، خصوصاً بعد دعوة حاكم الإقليم مني مناوي المواطنين إلى حمل السلاح.
هذا وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمس الأحد، في تقرير جديد يفضح حجم الكارثة التي اجتاحت الدولة الأفريقية، إنّ "ما يقرب من 1.4 مليون شخص نزحوا الآن في السودان منذ اندلاع الصراع".
والجدير ذكره، أنّه حتى قبل اندلاع القتال في نيسان/أبريل، أدّت سنوات من عدم الاستقرار السياسي إلى نزوح عدة ملايين من الأشخاص داخل السودان.