رئيس وزراء الغابون الانتقالي: الانقلاب كان "أهون الشرّين"
بعد إطاحة المجلس العسكري في الغابون بنظام، علي بونغو، قبل نحو 22 يوماً، رئيس وزارء الغابون الانتقالي، ريمون ندونغ سيما، يعتبر أنّ الحدث كان "أهون الشرين"، وجاء منعاً لإراقة الدماء في البلاد.
قال رئيس وزراء الغابون الانتقالي، ريمون ندونغ سيما، الجمعة، إنّ "الانقلاب في الغابون كان أهون الشرّين، من أجل تلافي حدوث كارثة في مواجهة عرقلة انتخابية أخرى"، وذلك في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الـ78 في نيويورك.
وكشف ندونغ سيما، من على منبر الأمم المتحدة، أنّه سيعلن جدولاً زمنياً للانتخابات في البلاد، الأسبوع المقبل، مُضيفاً: "أقف أمام هذه الجمعية في سياقٍ غير مسبوق بالنسبة إلى بلادي، الشاهدة على مرحلة مروعة بعد عملية انتخابية اتسمت بالفوضى، وأوقفتها قوات الدفاع والأمن".
وفي تناوله تطورات الأحداث الأخيرة في الغابون، دعا ندونغ سيما المجتمع الدولي إلى "عدم إصدار أحكامٍ غير محددة، وعدم خلط الأمور بصورة منفصلة عن الحقائق".
ورأى رئيس الوزراء أنّ إدانة عملية إطاحة نظام بونغو تعني "أنّه كان من الأفضل ترك الاشتباكات تجري وإحصاء عدد الضحايا لاحقاً"، مُشدّداً على رفض الشعب الغابوني ومختلف الأحزاب السماح بالمضي قدماً في هذه الانتخابات.
وفي السياق ذاته، أوضح أنّه كان أمام قوات الأمن الغابونية "الاختيار بين الاستعداد لقمع هذه الاحتجاجات ومواجهة المثول، عاجلاً أو آجلاً، أمام المحاكم الدولية بسبب مسؤولياتها، أو اتخاذ قرار يقضي بوقف عملية مزورة وخطيرة تمسّ اللحمة الوطنية"، مؤكداً أنّ التدخل العسكري، الذي حدث، ومنع إراقة الدماء، "كانا أهون الشرّين".
وإذ أقرّ ندونغ سيما بأنّ "الوضع الراهن ليس هو الحل"، أكّد القيام بإصلاحاتٍ وانتخاباتٍ "ضمن إطارٍ زمني معقول بالنسبة إلى الجميع"، وفق تعبيره.
وفي ختام كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار إلى أنّه سيعلن، الأسبوع المقبل، جدولاً زمنياً لمشاوراتٍ بين الطبقة السياسية والمجتمع المدني، على نحو "يُفضي إلى انتخاباتٍ جديدة".
يُذكَر أنّ رئيس الوزراء الانتقالي الجديد أعلن، في 9 أيلول/سبتمبر الجاري، تشكيلة حكومية متنوعة تضم معارضين سابقين ووزراء سابقين في عهد الرئيس المخلوع، علي بونغو، بالإضافة إلى عسكريين وشخصيات من المجتمع المدني، مع استبعاد الوجوه الرئيسة في المعارضة السابقة، والتي خاضت الانتخابات الرئاسية.
وكان الجنرال بريس أوليغي نغيما عيّن ندونغ سيما على رأس الحكومة الانتقالية بعد أن قاد، في 30 آب/اغسطس، إطاحة الرئيس السابق بونغو، بُعيد إعلان فوز الأخير في انتخاباتٍ رئاسية، عُدَّت "مزوّرة".
وكان المجلس العسكري أعلن نهاية نظام علي بونغو، الذي حكم الغابون طوال 14 عاماً، بعد أقلّ من ساعةٍ من إعلان فوزه في انتخابات متنازَع على صدقيتها، أُجريت في 26 آب/أغسطس الماضي.