حكومة غير مكتملة في لبنان ومخاوف من فراغ رئاسي.. ما السيناريوهات؟
مع اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، ما هي ملامح المرحلة المقبلة فى لبنان؟
بدأ اليوم العدّ التنازلي لمهلة الستين يوماً لانتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان. المهلة الدستورية تستوجب دعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ضمن صلاحياته المنصوص عليها لعقد جلسة الانتخاب.
ومن هنا، تبرز تساؤلات عديدة: هل لبنان مقبل على انتخابات في موعدها أم سيشهد فراغاً رئاسياً؟ من هم المرشحون لرئاسة الجمهورية عام 2022؟ هل سيعرقل التأخّر في تشكيل الحكومة عملية انتخاب الرئيس؟
انتخابات أم فراغ رئاسي؟
حدّدت المادة 49 من الدستور اللبناني مدّة ولاية رئيس الجمهورية بـ6 سنوات، لا يجوز عند انتهائها إعادة انتخابه إلا بعد انقضاء 6 سنوات أخرى.
ووفق القانون اللبناني، يستطيع رئيس البرلمان دعوة الأعضاء إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية. وإذا لم يدعُ إلى جلسة، يجتمع البرلمان إلزامياً قبل 10 أيام من انتهاء ولاية الرئيس عون، ولكن هذه الاجتماعات يمكن ألا ينتج منها انتخاب رئيس، ما يدخل البلاد في فراغ رئاسي بدءاً من 31 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
في هذا السياق، يشير الكاتب اللبناني في الشؤون السياسية غسان سعود في حديث إلى الميادين نت إلى أنّ "احتمال الفراغ الرئاسي في لبنان أكبر بكثير من احتمال انتخاب رئيس، على الأقل في المدى القريب".
وفي حال الفراغ، فإنّ المهام الرئاسية ستُناط بالوكالة إلى مجلس الوزراء، وذلك وفقاً للمادة 62 من الدستور. أما دستورياً، "فيوقّع على المراسيم رئيس الحكومة والوزير المختص، بدلاً من رئيس الجمهورية، في حال الفراغ".
من هم المرشحون لرئاسة الجمهورية لعام 2022؟
تعجّ الساحة المحلية في لبنان بأسماء مطروحة للرئاسة، على الرغم من أنها لم تُعلن رسمياً. وعن الأسماء المتوقعة للرئاسة، يقول سعود إنّ "المرشحين لهذا المنصب كُثر، فما كان يُعرف بمسيحيي 14 آذار لديهم أكثر من 4 مرشحين، هم: سمير جعجع، ميشال معوض، نعمة أفرام، وسامي الجميل".
ويتوقع سعود أنّ قوى 8 آذار لديها أكثر من مرشّح، هم: رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وإميل رحمة، فيما "تريد السفارة الأميركية ترشيح قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، وتميل السفارة الفرنسية إلى مرشح أو مرشحين، وهناك أيضاً مرشح أو مرشحان وسطيان، يعد مروان شربل واحداً منهما"، بحسب سعود.
يذكر أنّ قادة الجيش في لبنان يُعدّون من المرشحين الدائمين لرئاسة الجمهورية، آخرهم إميل لحود (تولى الرئاسة بين 1998-2007)، وميشال سليمان (2008-2014)، وميشال عون منذ 2016، خصوصاً أنّ الواقع الأمني يحكم البلاد، وغالباً ما كان الاستحقاق الرئاسي يترافق مع خضّات أمنية في البلاد.
ويرى سعود أنّ "جميع الأحزاب اللبنانية تسعى لتعطيل الانتخابات الرئاسية ما لم تكن نتيجتها لمصلحتها".
هل سيؤثر التأخّر في تشكيل الحكومة في انتخاب الرئيس؟
على الرغم من توالي الاجتماعات بين الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس ميشال عون للإفراج عن الحكومة اللبنانية الجديدة، لم تسفر اللقاءات عن أي تقدم ملموس، بالتزامن مع استمرار التباين بين الطرفين (ميقاتي وعون) حول بعض الحقائب الوزارية، ولا سيّما الاقتصاد والمهجرين.
ويلفت الكاتب في الشؤون السياسية غسان سعود إلى أنّ "عدم تشكيل حكومة هو عنصر ضاغط يدفع باتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، وليس العكس".
ويشرح سعود الأمر بقوله: "إنّ عدم وجود حكومة يُلزم جميع الأطراف السياسية بانتخاب رئيس جمهورية. أما في حال وجود حكومة، فهذا يعني أنّ الأمور تسير على ما يرام، ولا مشكلة في عدم وجود رئيس للبنان".
ولم يسبق للبنان بعد اتفاق الطائف عام 1989 أن أنجز الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد، بل شهد إما تمديداً وإما فراغاً رئاسياً. ويُرجّح خبراء إقباله على الحالة الثانية، في ظل عدم نضوج تسوية تنبئ بانتخاب رئيس جديد قبل أقصى موعد للمهلة الدستورية.
يُذكر أنّ العديد من الحكومات اللبنانية واجهت الفراغ الرئاسي، أبرزها في السنوات الأخيرة الماضية: حكومة فؤاد السنيورة منذ أواخر 2006 وحتى منتصف 2008، وحكومة تمام سلام التي باتت حكومة تصريف أعمال إثر الفراغ الرئاسي في 2014، وظلَّت في هذا الوضع حتى أواخر عام 2016 بعد انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وكذلك حكومة سعد الحريري الثالثة (أيار/مايو 2018- كانون الثاني/يناير 2019)، وحكومة حسان دياب التي تألفت في 21 كانون الثاني/يناير 2020 واستمرت حتى 10 أيلول/سبتمبر 2021 لحين تأليف حكومة نجيب ميقاتي.