جورج عبد الله في "يوم الأسير": الأسرى يُبرِزون مقاومة الشعب الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى
المناضل اللبناني الأسير في فرنسا منذ 4 عقود، جورج إبراهيم عبد الله، يبعث برسالة لمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني".. ماذا جاء فيها؟
بعث المناضل اللبناني المسجون في فرنسا، جورج إبراهيم عبد الله، برسالة لمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني"، أكد فيها أنّ الاحتفال بهذا اليوم يهدف، قبل أي شيء آخر، إلى "تأكيد واجباتنا تجاه الأسرى، بصوت عالٍ وواضح"، إلى جانب "إدراج تحريرهم في الديناميكية العامة لنضالاتنا المستمرة".
وأضاف عبد الله أنّ الاحتفال بيوم الأسير الفلسطيني يهدف أيضاً إلى "تشجيع قوى الثورة الحية وطلائعها المناضلة على تنفيذ كل الإجراءات اللازمة للتعبير العملي عن عزمنا الأكيد على تحرير رفاقنا من براثن سجّانيهم".
وأكد عبد الله أنّ آلاف الأسرى، الذين سُجنوا أعواماً طويلة، وبعضهم سُجن عدةَ عقود، "يُبرِزون، اليوم، أكثر من أي وقت مضى، مقاومة الشعب الفلسطيني، في تعدّد أشكالها"، ضدّ الاحتلال الإسرائيلي.
وشدّد على أنّ الحكومة الإسرائيلية الحالية "لا يمكنها، أكثر من أي حكومة سابقة، إلا أن تكثّف القمع، وتحاول توسيع تدمير كل ما هو فلسطيني"، ولاسيما كل من ينضمّ إلى الإرادة الجماعية للمقاومة.
ولفت إلى أنّ "أبطال النضال الثوري، وخصوصاً أولئك الذين جسّدوا عبر وجودهم الإرادة الجماعية للمقاومة (في إشارة إلى الأسرى)"، هم "الأهداف المفضّلة لسياسات الإبادة التي سارع الفاشيون من جميع الأطياف إلى تنفيذها، وخصوصاً أنّ أجواء الإبادة الجماعية جعلت من السهل القيام بذلك".
الأسير المقاوم.. شخصية تتقاسمها أغلبية العائلات الفلسطينية
إزاء ذلك، دعا المناضل اللبناني الحركات الدولية المتضامنة مع الفلسطينيين إلى أخذ هذا الواقع في الحسبان، موضحاً أنّنا "نتعامل مع إبادة جماعية تجري أمام الجميع، وليس في ضباب المعسكرات السرية"، حيث يشهد مئات الملايين من البشر إبادةً جماعيةً جاريةً (في غزة)، للمرة الأولى في تاريخ البشرية.
وإذ أشار عبد الله إلى المكانة الخاصة التي يحتلّها الأسير في الذاكرة الجماعية الفلسطينية، فإنّه لفت إلى أنّ "الأسير المقاوم، إلى جانب الشهيد، هو الشخصية التي تتقاسمها أغلبية العائلات الفلسطينية".
وحثّ عبد الله، في رسالته، على "اليقظة ومنع المجرمين الصهاينة من إبادة الأبطال الثوريين في الأَسر"، وعلى تنظيم المبادرات التضامنية لمصلحة فلسطين ومقاومتها.
وأبدى المناضل، المسجون في فرنسا منذ 4 عقود، تضامنَه مع المقاومين في السجون الإسرائيلية، وزنازين الحبس الانفرادي في المغرب وتركيا واليونان والفليبين، وأماكن أخرى في العالم.
وليد دقة.. استُشهد واقفاً على قدميه
وتحدّث جورج عبد الله، في رسالته أيضاً، عن الأسير الشهيد وليد دقة، الذي ارتقى في الـ7 من الشهر الجاري، أي قبل أيام من "يوم الأسير الفلسطيني"، والذي يصادف في الـ17 من نيسان/أبريل من كل عام.
وأكد عبد الله أنّ الشهيد دقة هو رمز من رموز المقاومة الفلسطينية، ولم يستسلم ولم يتوانَ، في أي شكل من الأشكال، طوال عقود من الأسر في سجون الاحتلال، متحدّياً التعذيب والحرمان والعزلة والمرض، فضلاً عن حظر رسائله وكتاباته.
وأشار إلى عبارات التضامن الثابتة معه، ومع غيره من المقاومين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، والنداءات والدعوات إلى دعمه، والمبادرات النضالية التي كانت جاريةً بهدف انتزاع الشهيد، الذي كانت حالته الصحية تنذر بالخطر، من براثن سجّانيه المجرمين.
لكن تلك الجهود لم تكن كافيةً للتغلب على تعنّت وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وأعوانه من السجانين والقضاة، كما أكد عبد الله في رسالته.
وأوضح المناضل أيضاً أنّ الموت، عبر الحرمان من الرعاية الطبية، "أصبح سيد الموقف في مختلف السجون الإسرائيلية، وخصوصاً سجن النقب، حيث يُحتجز أسرى غزة".
وعلى الرغم من ذلك، فإنّ "وليدنا مات على قدميه"، بحسب ما أضافه عبد الله، مشدداً على أنّ الشهيد "سيبقى حياً إلى الأبد في قلوبنا، وفي أذهان جموع الناس والمناضلين المشاركين في ملحمة المقاومة هذه، ومع كل من سبقه أو لحق به، كمشاعل تضيء طريق المقاومة والتحرير والحرية".