تقارير إسرائيلية: نتنياهو يُماطل في قضية الأسرى ويسعى للبقاء في غزة

نتنياهو يحضر جلستين للكنيست، ويضمّنهما تصوره لمستقبل الوضع في غزة، والذي يشمل استبدال سلطة "حماس"، وسيطرة "إسرائيل" على القطاع، ويقول إن الأسرى الإسرائيليين في غزة "سيعودون قريباً". 

0:00
  • تظاهرات المستوطنين لمطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإبرام صفقة تبادل أسرى
    تظاهرات المستوطنين لمطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإبرام صفقة تبادل أسرى

غزة في "اليوم التالي" للحرب، ومصير الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، موضوعان هيمنا، اليوم الإثنين، على جلستي الكنيست الإسرائيلي العلنية والمغلقة، بمشاركة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو. 

في كِلتا الجلستين، أطلق نتنياهو مواقف ضمّنها تصوره لمستقبل الوضع في غزة، الذي يشمل استبدال سلطة "حماس"، وسيطرة "إسرائيل" على القطاع، معرباً عن اعتقاده أن الأسرى الإسرائيليين في غزة "سيعودون قريباً". 

كلام نتنياهو بشأن الأسرى سبقه حراك بارز لقادة في المؤسستين العسكرية والأمنية، دعوا فيه الحكومة الإسرائيلية إلى إبداء مرونة بشأن بقاء جيش الاحتلال في غزة ووقف الحرب، إذا كانت تريد التوصل فعلاً إلى "صفقة أسرى"، في ظل "الوضع الصعب والخطير الذي يعيشونه في غزة".

"نتنياهو يريد السيطرة المطلقة على غزة بعد الحرب"

وأدلى نتنياهو بمواقف تتعلق بمستقبل الحرب على قطاع غزة، خلال الجلستين العلنية والمغلقة.

وقال، في الجلسة العلنية، أمام الهيئة العامة للكنيست، إنه يؤمن بالنجاح في "تحرير عشرات الأسرى في المستقبل القريب"، كاشفاً أنه أوعز في "وضع خطة لاستبدال سلطة حماس، والقضاء على قدراتها الحكومية، بما في ذلك قدرتها على توزيع المساعدات الإنسانية". 

أما في الجلسة المغلقة مع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، والتي تناولت "صفقة الأسرى"، فنُقل عن نتنياهو قوله إن ""إسرائيل" ضربت "حماس" عسكرياً، لكنها لم تضرب قدراتها الحكومية بما يكفي"، لافتاً إلى أن "الشيء الوحيد، الذي تريده "حماس"، هو اتفاق يُنهي الحرب ويؤدي إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي حتى تتمكن من العودة إلى السلطة". 

وأكد رئيس حكومة الاحتلال أنه ليس مستعداً لذلك "بأي شكل من الأشكال"، وأنه يريد أن "تسيطر إسرائيل بعد الحرب على غزة سيطرةً مطلقة".

ونقلت مصادر إسرائيلية، عن نتنياهو، قوله في المناقشات الأخيرة في "الكابينت"، إنه "متشائم بشأن دفع مقترح لصفقة أسرى في ضوء مطالبة "حماس" بإنهاء الحرب".

وانتقد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، رفض جيش الاحتلال "تحمل مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة". وفي مقابل تشديد نتنياهو وسموتريتش على القضاء على "حماس"، أكد وزير الأمن الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أمس الأحد، أن "إعادة الأسرى هي الهدف الأخلاقي الأهم ضمن أولويات الحرب"، متعهداً "العمل مع المؤسستين العسكرية والأمنية على إعادتهم".

وفي موقف مساند لتوجهات نتنياهو، قال رئيس هيئة الأمن القومي سابقاً، يعقوب عميدرور، وهو أحد المقربين إلى نتنياهو، وفقاً لتقارير، إن "إبرام صفقة أسرى سيسمح لحماس بالاستمرار في السيطرة في غزة، لذلك لا يمكن تنفيذها". 

وأطلق عميدور موقفاً مشابهاً لآخر مفادُه أن "إسرائيل ستحافظ على وجود لها في قطاع غزة في نهاية الحرب". 

كلام نتنياهو على السيطرة على قطاع غزة بعد الحرب، سبقه قول أحد الضباط الإسرائيليين، الذين يخدمون في القطاع، إن "الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من غزة قبل عام 2026". 

وأفادت تقارير إسرائيلية بأن "الجيش الإسرائيلي يوسّع طرقاً، ويبني مواقع كبيرة، وينشئ بنية تحتية طويلة الأجل، في عدة مناطق في قطاع غزة، الأمر الذي يُشير إلى استعداده للبقاء حتى نهاية عام 2025 على الأقل". 

وأضافت التقارير أن "العمل يتقدم في أقصى سرعة، فما كان قبل بضعة أشهر مجرد ساتر ترابي على أنقاض مبانٍ مُدمَّرة أصبح الآن موقع بناء نشطاً للغاية". 

ووفقاً لتقارير أُخرى، يُتوقع أن تستمر "إسرائيل" في خوض قتال "حلقات"، في قطاع غزة، مدةَ عقد كامل، من أجل استئصال بنية "حماس" التحتية ومقاتليها، وفي ظل غياب بديل سياسي من سيطرتها الضعيفة على مليوني غزّي.

قادة المؤسستين العسكرية والأمنية يدفعون نحو صفقة أسرى سريعة

وأفادت مجموعة من التقارير في "إسرائيل" بأن قادة المؤسستين العسكرية والأمنية: رئيس ألاركان، هرتسي هاليفي؛ رئيس الشاباك، رونيين بار؛ رئيس الموساد، دافيد برنياع؛ ممثل الجيش في الوفد الإسرائيلي بشأن المفاوضات، نيتسان ألون، يرون أن "إسرائيل" في حاجة إلى أن تكون مرنة في مواقفها بشأن الانسحاب من غزة ووقف الحرب، إذا كانت تريد التوصل إلى صفقة أسرى، الأمر الذي يرفضه نتنياهو حتى الآن. 

وأضافت التقارير أن هؤلاء "يبذلون جهداً لتحريك صفقة، أو فحص أفكار، بشأن كيفية الخروج من الطريق المسدود". 

ولهذه الغاية، عُقدت، أمس الأحد، جلسة مع نتنياهو بشأن "قضية الأسرى"، عُرضت فيها "مواد حساسة لم تُنشَر بعد" تعكس صورة مقلقة جداً عن وضع الأسرى الإسرائيليين في غزة. 

ويهدف القادة العسكريون والأمنيون، من خلال هذه الجلسات، إلى الإيضاح لنتنياهو أنه "إذا لم تُبدِ إسرائيل مرونة، فلن تحدث صفقة، وهذا يعني التخلي عن الأسرى، وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، أوضحت أن قادة المؤسستين الأمنية والعسكرية يدفعون في اتجاه صفقة أسرى، ولو كان ثمنها إنهاء القتال"، في ظل إصرار "حماس" على وقف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال من غزة.

وفي هذا السياق، نُقل عن عدة مصادر إسرائيلية أن الرسالة الصارمة، التي قيلت في الجلسات التي عُقدت، في المفاوضات، هي أنه "حتى في عهد ما بعد السنوار، فإن حماس لم تتنازل عن مخطط يُنهي الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بصورة كامل. وليس هناك طريقة لإعادة الأسرى. وعدم المضي في هذا المسار معناه حائط مسدود وتخلٍّ عن الأسرى". 

وتقدّر المؤسستان العسكرية والأمنية أن عدد الأسرى الأحياء يبلغ 51 من أصل 101 أسير.

وفي سياق الخلاف بين نتنياهو والمؤسستين العسكرية والأمنية، قال مسؤول أمني إسرائيلي ضالع "بشكل عميق" في مفاوضات تبادل الأسرى بين "إسرائيل" و"حماس"، لعائلات الأسرى، إن "حماس تريد صفقة، وهي في ضائقة، وتحتاج إليها جداً. وتوجد الآن فرصة في التوصل إلى صفقة ويحظر إهدارها، وخصوصاً أن فصل الشتاء يقترب. والأسرى الباقون في قيد الحياة قد لا ينجون من فصل الشتاء". 

وأثارت هذه الأقوال غضباً لدى المستوى السياسي، فرد عليها "وزير بارز"، بقوله لأهالي الأسرى أيضاً، إنه "يوجد في المؤسستين العسكرية والأمنية أشخاص لا يتفقون مع من قال لكم ذلك. ولديه الحق في التعبير عن رأيه، وهذا مجرد رأي. و"حماس" ليست منهَكة، وليست قريبة من صفقة".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك