تظاهرات في السودان ضد الحكم العسكري والاقتتال القبلي
آلاف السودانيين يتظاهرون ضد الحكم العسكري والاقتتال القبلي بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في إقليم النيل الأزرق بين قبيلة الهوسا والقبائل المنافسة.
تظاهر آلاف السودانيين، اليوم الجمعة، في مدن عدة ضد الحكم العسكري، وطالبوا بـ "عودة أكتوبر" 1964، حين شهد السودان "ثورة" أطاحت حكماً عسكرياً.
وفي الخرطوم، هتف آلاف المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط النظام"، أما في مدينة أم درمان على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث أطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع، هتف المحتجون "العسكر إلى الثكنات" في إشارة لمطالبتهم بالحكم المدني.
وردد المحتجون أيضاً "لا للقبلية" و"لا للعنصرية"، غداة يومين داميين في ولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد، بعد اشتباكات بين الهوسا والقبائل المنافسة، أدّت إلى سقوط 150 قتيلاً من بينهم نساء وأطفال وشيوخ، وجرح 86 شخصاً.
وإضافةً إلى الخرطوم وضاحيتها أم درمان، نظمت تظاهرات في مدينة ود مدني وفي الأبيض وفي ولايتي كسلا وشرق النيل.
ومنذ الصباح، انتشرت قوات الشرطة في العاصمة الخرطوم وعند جسورها. وكانت "لجان المقاومة"، التي تنظم التحركات المناهضة للانقلاب، تدعو منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التظاهر، وقد دعت إلى تظاهرات جديدة يومي 25 و30 من الشهر الجاري.
وكان الفراغ الأمني الناجم عن الانقلاب قد أدَّى إلى عودة النزاعات القبلية على الأرض والمياه، وإلى أزمة سياسية واقتصادية وعدم استقرار في كثير من مناطقه.
وأُعلنت أمس حالة الطوارئ في جميع أنحاء إقليم النيل الأزرق لمدة 30 يوماً، بسبب الاشتباكات، كذلك تمت دعوة المسؤولين المحليين للشرطة والجيش والمخابرات، وكذلك قوات الدعم السريع، إلى "التدخل بكل الإمكانات المتاحة لوقف الاقتتال القبلي".
وفرضت السلطات، منذ الاثنين، حظر تجول ليلياً بعد مقتل 13 شخصاً وفق الأمم المتحدة، في اشتباكات بين أفراد قبيلة الهوسا وقبائل متناحرة، لكن الاشتباكات تجددت رغم الانتشار الأمني.
وتظاهر المئات، أمس الخميس، في الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، احتجاجاً على العنف، وطالب متظاهرون آخرون برحيل المحافظ بادي معتبرين أنّه غير قادر على حماية السكان.
وقُتل ما لا يقل عن 149 شخصاً ونزح 65 ألفاً في النيل الأزرق، بين تموز/يوليو ومطلع تشرين الأول/أكتوبر، وفق الأمم المتحدة.
وقُتل منذ كانون الثاني/يناير نحو 550 شخصاً، ونزح أكثر من 210 آلاف، بسبب النزاعات القبلية في السودان، وفق المصدر نفسه.