"فورين أفيرز" عن تدخّلات واشنطن الخارجية: مخيّبة للآمال وإخفاقات تامّة
مجلة "فورين أفيرز" تتحدّث في مقال عن أسباب فشل التدخلات العسكرية في تحقيق مصالح الولايات المتحدة.
ذكر مقال في مجلة "فورين أفيرز" أنّ الولايات المتحدة دأبت على نشر قواتها في الخارج على نحو شبه مستمر منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، إلاّ أنّ أشهر تدخلاتها الخارجية، كانت "كبيرة وطويلة ومكلفة".
وأوضح المقال الذي كتبه الباحثان جينيفر كافانا، الباحثة الأولى في برنامج الحكم الأميركي في مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي، وزميلها برايان فريدريك، الباحث السياسي في مؤسسة "راند"، أنّ العمليات الأميركية مثل التي كانت مسارحها في الصومال وهاييتي وأفغانستان والعراق وليبيا وأماكن أخرى، جاءت نتائجها إمّا مخيّبة للآمال، أو مُنيت بإخفاق تام".
ورغم ذلك، فإنّ "دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة لا تزال تنحاز بشدة لمصلحة التدخل العسكري"، وفق المقال.
اقرأ أيضاً: "دماء وكنوز".. كم كلّفت الحرب الأميركية على العراق وسوريا؟
وللتحقق من مدى نجاح تلك التدخلات في إحراز تقدم نحو الأهداف المرسومة لها، عمد الباحثان إلى بناء قاعدة بيانات للصراعات والأزمات التي شملت المصالح الأميركية بين عامي 1946 و2018، وذلك بالاستعانة بمشروع بيانات للصراعات، وهو برنامج لجمع البيانات عن العنف المنظم تابع لجامعة أوبسالا السويدية، وكذلك ببرنامج دولي آخر يرصد السلوك في الأزمات.
وخلُص الباحثان إلى أنّه من بين 222 صراعاً وأزمة وقعت خلال الفترة من عام 1946 حتى عام 2018، ولها علاقة بالمصالح الأميركية، اختارت الولايات المتحدة التدخل في 50 منها، وعدم التدخل في 172، فيما أثبتت الأدلة أنّ التدخلات العسكرية الأميركية "لا تحقق دائماً سوى القليل من الأهداف المرسومة لها".
وفي السياق، أعرب الكاتبان عن اعتقادهما، بأنّ "واشنطن بحاجة إلى إعادة التفكير في علاقتها بالقوة العسكرية، وعليها أن تكفّ عن اعتبار المغامرات العسكرية الحل الأمثل لجميع التهديدات المحتملة".
وبيّن المقال أنّ "الخطر الحقيقي لا يكمن في التدخلات العسكرية في حد ذاتها، بل في التدخلات الكبيرة ذات الأهداف التوسعية البعيدة عن الواقع على الأرض".
ولفت إلى أنّه "عند استخدام القوة العسكرية في ظروف خاطئة، يمكن أن تفشل التدخلات على نحو كارثي"، مؤكّداً أنّ "التدخلات الكبيرة الحجم تكون محفوفة بالمخاطر بشكل خاص".
ويرى المقال بأن الجيش الأميركي "غير مُعَد جيداً للتعامل مع المهام السياسية، وإذا ما نجحت القوة العسكرية بالإطاحة بالأنظمة، إلا أنها لا تستطيع أن تؤسس بديلاً فعالاً، كما أنها لا تستطيع تحقيق الاستقرار في الحروب الأهلية المستمرة منذ مدة طويلة".