"بوليتيكو": صقور الكونغرس يستغلّون المنطاد الصيني لتضخيم الإنفاق العسكري
تقرير في موقع "بوليتيكو" الأميركي يتحدث عن أنّ "صقور الكونغرس ينقضّون على البالون الصيني لتضخيم الإنفاق الدفاعي".
تحدث تقرير في موقع "بوليتيكو" الأميركي بعنوان "صقور الكونغرس ينقضّون على البالون الصيني لتضخيم الإنفاق الدفاعي"، اليوم الأربعاء، عن الاستغلال السياسي من قبل "صقور" أعضاء الكونغرس لقضية البالون الصيني، وتوظيفه لفرض تطبيق سياساتهم.
وأكّد الموقع أنّ "صقور الدفاع في الكونغرس الأميركي كانوا يستشهدون بالعديد من الأسباب للحفاظ على تدفق الأموال إلى البنتاغون، أبرزها أساطيل الأعداء والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتهديدات النووية، والآن لديهم شيء جديد، وقد تمّ إسقاطه فوق المحيط الأطلسي في 4 شباط/فبراير".
وأضاف التقرير أنّ "المشرعين وجماعات الضغط ينقضّون الآن على منطاد التجسس الصيني الذي حلّق فوق أميركا الشمالية هذا الشهر، للردّ على تخفيضات ميزانية الدفاع المحتملة، والحصول بالتالي على المزيد من التمويل، حيث يتصارع الكونغرس مع التهديد المتزايد من بكين والشكوك حول قدرة الجيش على اكتشاف أشياء متشابهة".
ويرى بعض المدافعين عن كبح جماح الإنفاق أنّ "الصقور يستغلون الحادث من أجل ميزانية أكبر للبنتاغون"، وفق "بوليتيكو".
وأضاف أنه "تمّ إطلاق مشاريع من أجل التعزيزات الدفاعية، بحجة أنّ ردع الصين يتطلب المزيد من الأموال، والآن، بالون المراقبة هذا، بالإضافة إلى الكشف عن أنّ ما لا يقلّ عن ثلاثة بالونات صينية أخرى حلقت فوق الأراضي الأميركية ولم يتمّ اكتشافها في الإدارة السابقة، تغذي تلك الدعوات لحماية ميزانية الأمن القومي".
ويجادل المشرعون بأنّ "الحادث أظهر الحاجة إلى تحديث أنظمة الدفاع عن الوطن في البنتاغون"، فيما "ينتهز العديد من أعضاء جماعات الضغط الفرصة، من خلال نصب رادارات جديدة وأنظمة دفاع وطنية أخرى لمسؤولي وأعضاء البنتاغون في الكابيتول هيل".
ويقول العضو الجمهوري الأعلى في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، السناتور روجر ويكر من ولاية ميسيسيبي، أنّ "خفض ميزانية الدفاع بعد زيادة كبيرة سيكون غير حكيم للغاية".
وتتفق جماعات الضغط على أنه "سيكون من الصعب على الكونغرس خفض ميزانية الدفاع، بينما يهيمن بالون التجسس الصيني على دورة الأخبار".
اقرأ أيضاً: واشنطن: لا دليل على علاقة الصين بالأجسام الطائرة المجهولة
وينتهز العديد من أعضاء جماعات الضغط الفرصة لتوجيه مسؤولي وأعضاء البنتاغون في الكابيتول هيل، باتجاه نصب رادارات جديدة وأنظمة دفاع وطنية أخرى.
لكنّ الصدام بين بايدن والجمهوريين في مجلس النواب ما يزال محتدماً بشأن ما إذا كان "دمج تخفيضات الإنفاق مع زيادة حدّ الدين سيؤثر بشكل كبير على خطط الإنفاق في البنتاغون في الأشهر المقبلة"، ولا يتفق الجميع في واشنطن على وجوب الإبقاء على ميزانية البنتاغون.
وبحسب الموقع، فحتى قبل الحادث، كانت الصين بالفعل مصدر قلق من الحزبين للمشرعين، الذين رفعوا الإنفاق على الدفاع الوطني إلى مستوى 858 مليار دولار هذا العام جزئياً لزيادة الموقف العسكري في المحيطين الهندي والهادئ.
وفي غضون ذلك، من المقرر أن يطلب بايدن من الكونغرس أكبر ميزانية للبنتاغون في التاريخ الشهر المقبل، مع اقتراب شبح الاقتطاعات، إذ من المرجح أن يجادل صقور الدفاع مرة أخرى بأن هناك حاجة إلى المزيد.
ويحصل كلّ هذا اللغط بشأن المنطاد، في وقت أعلن فيه البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أنّ الولايات المتحدة "لا تملك حتى الآن أي مؤشرات إلى أنّ الأجسام الثلاثة الطائرة التي أُسقطت خلال الشهر الحالي مرتبطة بالصين أو بأي برنامج تجسس أجنبي".
إذ أوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أنّ السلطات الأميركية "لم ترَ حتى الساعة أي مؤشر يفيد بالتحديد أنّ الأجسام الثلاثة جزء من برنامج مناطيد التجسس لجمهورية الصين الشعبية أو أنّها ضالعة بالتأكيد في جهود خارجية لجمع معلومات استخبارية".
كما كانت الصين نفت الادعاءات الأميركية بشأن المنطاد، وأكّدت أنّ الأميركيين "يضخمون ويبالغون، ويصعدون الوضع إلى أقصى الحدود، باستخدام المنطاد كمبرر لفرض عقوبات غير قانونية على الشركات والمؤسسات الصينية".
وسبق أن اعترف البنتاغون برصده أجساماً طائرةً غريبة خلال سنوات ماضية، ولكن الهدف من إثارة الأمر حالياً، بحسب أكاديميين، قد يكون زيادة ميزانيّة المجمّع العسكري لإعادة تجهيز جميع الطائرات المقاتلة والقدرات الدفاعية الاستراتيجية.
وتُتّهم واشنطن أيضاً بحرف الأنظار عن قضايا حساسة تواجهها، بعدما اتّهمها الصحافي الاستقصائي، سيمور هيرش، بالوقوف وراء تفجير خطّ أنابيب السيل الشمالي.
وكان وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو انتقد، أمس، الرئيس جو بايدن على طريقة تعامله مع قضية المنطاد الصيني، وقال إنّ الإدارة الحالية "ارتكبت خطأً فادحاً" تسبب بـ"عار عالمي".
وزعم بومبيو أنّ تراخي بايدن في العمل أعطى "ميزة جيوسياسية هائلة" للصين، مشيراً إلى أنّ "مشهد سقوط بعض الحطام على بقعة أميركية مثل مونتانا هو شيء يجلب العار للولايات المتحدة".
يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إسقاط منطاد تشتبه واشنطن بأنه أرسل لأغراض "التجسس" في الولايات المتحدة.