بولندا وهنغاريا تصوتان ضد "إصلاح" نظام الهجرة الأوروبي
دول الاتحاد الأوروبي تفشل في الوصول إلى موافقة بالإجماع على "إصلاح" نظام الهجرة، بسبب معارضة بولندا وهنغاريا.
أخفقت دول الاتحاد الأوروبي، في تحقيق إجماع حول اتفاق لإصلاح نظام الهجرة، رغم نجاحها في التغلب على تحفظات إيطاليا.
وصوتت بولندا وهنغاريا، اليوم الجمعة، ضد الاتفاق، فيما امتنعت كل من النمسا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك عن التصويت.
بدورها، وافقت معظم بلدان التكتل القاري، خلال اجتماعها في بروكسل الأربعاء، على نص رئيسي لإصلاح سياسة الهجرة في أوروبا، قبل قمة التكتل المنعقدة في إسبانيا.
ويهدف النص إلى تنسيق استجابة مشتركة في حال تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين، إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، كما حدث أثناء أزمة اللاجئين 2015-2016.
وبعد يومين من توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن إصلاح نظام الهجرة الأوروبي، أبدت بولندا وهنغاريا اليوم الجمعة، معارضتهما للاتفاق المهم خلال قمة الدول السبع والعشرين المنعقدة الجمعة في إسبانيا.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، لدى وصوله إلى قمة الاتحاد الأوروبي غير الرسمية المنعقدة في غرناطة "لسنا خائفين من الإملاءات التي تأتي من بروكسل وبرلين".
وكرر رفضه فرض نظام "لتوزيع المهاجرين غير الرسميين" على بلاده، قبل عشرة أيام من الانتخابات التشريعية في بولندا التي يتوقع أن تشهد منافسة حادة.
وذهب نظيره المجري فيكتور أوربان إلى أبعد من ذلك في انتقاداته، قائلاً: "إذا تم انتهاكك باسم القانون، وأرغمت على قبول شيء لا يعجبك، فكيف يمكن التوصل إلى تسوية أو اتفاق؟ هذا مستحيل".
وأدرج موضوع الهجرة، وهو أحد المواضيع الشائكة بين الدول السبع والعشرين، على جدول أعمال هذه القمة في أعقاب التدفق الأخير للمهاجرين، إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة.
كذلك، اتفق سفراء دول الاتحاد الأوروبي الأربعاء، على لائحة تنظيمية، تنشئ آلية تضامن إلزامية بين الدول الأعضاء، في حال واجهت إحدى هذه الدول "وضعاً استثنائياً" مرتبطاً بوصول "أعداد كبيرة" من المهاجرين إلى حدودها.
واللائحة التي تنص أيضاً على نظام ينتقص من إجراءات اللجوء التقليدية، ويوفر قدراً أقل من الحماية للمهاجرين، خضعت للتسوية لتجاوز التردد الألماني ثم الإيطالي.
غياب الإجماع
والجزء الأخير من ميثاق الاتحاد الأوروبي للجوء والهجرة، الذي سيتم التفاوض بشأنه مع البرلمان الأوروبي، وافقت عليه الدول الأعضاء بالأغلبية، وليس بالإجماع كما تطالب بولندا والمجر.
وصوتت الدولتان ضد النص، بينما امتنعت النمسا وسلوفاكيا والتشيك عن التصويت.
من جهتها، رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اليوم الجمعة، بما وصفته بأنه "نجاح كبير".
ويوم أمس، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن رضاها عن الميثاق قائلة "إن تصور أوروبا وطموحاتها في مسائل الهجرة تتطور نحو خط أكثر واقعية، فيما يتعلق بمسألة الشرعية والرغبة في محاربة المتاجرين بالبشر، والرغبة في وقف الهجرة غير الشرعية".
وطالبت بولندا وهنغاريا من دون جدوى بأن يتضمن الإعلان الختامي لقمة غرناطة إشارة إلى ضرورة الإجماع على تبني إصلاح الهجرة، حسبما عُلم من مصادر دبلوماسية.