بمشاركة مرشحي المعارضة.. الانتخابات الرئاسية في السنغال تنطلق أواخر الشهر الجاري
مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقول إن الانتخابات الرئاسية في السنغال ستنطلق في 24 مارس/آذار الجاري، بعد شهر من الفوضى، بمشاركة مرشحي المعارضة.
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أنه "بعد شهر من إدخال الرئيس السنغالي، ماكي سال البلاد في أزمة سياسية من خلال تعليق الانتخابات الرئاسية، من المقرر انطلاق الانتخابات في 24 مارس/آذار الجاري" في البلاد.
وأشارت كاتبة المقال، نصموت غباداموسي، إلى أنه "تم إطلاق سراح زعيم المعارضة المثير للجدل، عثمان سونكو، ومرشحه الرئاسي الذي اختاره، باسيرو ديوماي فاي، من السجن في 14 مارس/آذار الحالي، وكانا يجذبان الحشود في الحملة الانتخابية".
وأضافت أن سونكو وفاي "درسا القانون وتحدّثا بشكل واضح عن التهرب الضريبي من قبل الشركات الأجنبية والرشاوى المزعومة التي حصل عليها السياسيون السنغاليون"، موضحةً أن الرجلين وعدا "بمعالجة الفساد، الذي يعتبر مطلباً شعبياً بين الشباب المحبط بسبب نقص الوظائف وارتفاع تكاليف المعيشة" وفق ما ذكرت المجلة.
وقالت غباداموسي: "لا يزال سونكو غير مؤهلٍ للترشح بسبب إدانته بالتشهير بعدما اتهم وزير السياحة، مامي مباي نيانغ، بسرقة ما يقدّر بنحو 47 مليون دولار أميركي من إحدى الوكالات الحكومية" وفق تعبيرها.
وفي شهر حزيران/يونيو 2023، حُكم على سونكو بالسجن لمدة عامين بتهمة "إفساد الشباب" و"الاغتصاب". كذلك، تم سجن مرشحه فاي ووجهت إليه عدة تهم، بما في ذلك التمرد.
وبحسب "فورين بوليسي"، فإن سونكو وفاي هما المستفيدان الرئيسيان من قانون العفو الذي أعلنه سال، في 26 شباط/فبراير الماضي، لنزع فتيل التوترات السياسية التي أوجدها.
كما لفتت المجلة الأميركية إلى أنه "ولأول مرة في تاريخ السنغال، لن يكون شاغل المنصب موجوداً في بطاقة الاقتراع"، مشيرة إلى أنه "من بين أولئك الذين صوتوا لصالح الرئيس الحالي سال في الانتخابات الأخيرة، يُعتقد أن 60% فقط يخططون للتصويت لخليفته المختار، رئيس الوزراء أمادو با، وفقًا لاستطلاعات حكومية داخلية".
ومع ذلك، فإن "الحشود الكبيرة من المؤيدين في العاصمة داكار، لا تضمن لفاي مساراً واضحاً نحو النصر" بحسب تعبير المجلة.
اقرأ أيضاً:"رئيس السنغال يؤكد موعد انتهاء ولايته.. ويترك موعد الانتخابات مفتوحاً"
وفي السياق نفسه، قالت غباداموسي: "إذا تضرر مسعى فاي بسبب الممارسات الانتخابية الخاطئة والمخالفات، فمن المرجح أن يهز خطر الاضطرابات المستمرة البلاد".
واعتبرت أن "لدى اللجنة الانتخابية الآن نافذة قصيرة للغاية لتنظيم الانتخابات، حيث يتوقع المحللون أن التصويت من المرجح أن يتجه إلى جولة الإعادة - والتي ستحدث إذا لم يفز أي مرشح بالأغلبية المطلقة.
وتابعت: "لدى المرشحين الآخرين فرص ضئيلة للفوز. ومن بين هؤلاء خليفة سال، الذي شغل منصب عمدة داكار مرتين، وإدريسا سيك، الذي جاء في المركز الثاني في عام 2019".
أما بالنسبة للعديد من السنغاليين، بحسب غباداموسي، "تبدو هذه الانتخابات وجودية، ويجب أن تسير بسلاسة، محذّرة من أن "الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة، إذا حدثت احتجاجات قبل التصويت أو بعده، يمكن أن يترك وصمة عار دائمة" وفق ما قالت.
يذكر أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" أعلنت، قبل يومين، أنها ستنشر بعثة مراقبة تابعة لها في الانتخابات الرئاسية المُقبلة التي ستجري في السنغال، مكوّنة من 130 مراقباً برئاسة النائب السابق للأمين العام للأمم المتحدة، ووزير خارجية نيجيريا الأسبق، إبراهيم أغبولا غامباري.
وكان الرئيس السنغالي، ماكي سال، قد حدّد أواخر شهر آذار/مارس الحالي، موعداً جديداً لانطلاق الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، معلناً حلّ مجلس الوزراء الحالي.
كما أعلن المجلس الدستوري في السنغال، قبل أيام، رفض تأجيل الانتخابات الرئاسية في البلاد إلى 2 حزيران/يونيو المقبل.
وكان قادة المعارضة السنغالية رفضوا مقترحاً بإجراء الانتخابات المؤجلة، يوم 2 حزيران/يونيو، وتمديد ولاية الرئيس، ماكي سال، لحين انتخاب خليفة له.