بلجيكا تسهّل قبول الأوكرانيين وتواصل إهمال باقي اللاجئين

تعتبر بلجيكا من أوائل الدول التي استقبلت اللاجئين الأوكرانيين وفق قانون "الحماية الموقتة" الصادر عن الاتحاد الأوروبي، ولكن بروكسل تواصل الإهمال والمماطلة تجاه اللاجئين من البلدان الأخرى.

  • بلجيكا تقدم حلول سريعة للأوكرانيين وتواصل إهمال باقي اللاجئين
    شكّل اللاجئون الجدد القادمون من بلدان أخرى جزءاً من طالبي اللجوء في بلجيكا

سارعت بلجيكا إلى تقديم حلول واستثناءات متعلقة بموجة اللجوء الأوكرانية، عقب بدء العملية العسكرية الروسية، فيما تواصل الإهمال والمماطلة منذ سنوات طويلة تجاه اللاجئين من البلدان الأخرى.

وعقب الأحداث في  أوكرانيا، لجأ قرابة مليونين و 700 ألف أوكراني إلى بلدان الاتحاد الأوروبي المجاورة مثل المجر وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا.

وسارع الاتحاد الأوروبي إلى منح اللاجئين الأوكرانيين صفة "الحماية الموقتة"، بعد فترة قصيرة من اندلاع الأزمة، وذلك في أول تطبيق لقرار الحماية الصادر عام 2001.

وقامت المفوضية الأوروبية بتقديم مقترح "منح الحماية الموقتة للأوكرانيين"، للدول الأعضاء في الاتحاد، وذلك عقب أسبوع واحد فقط من بدء العملية العسكرية الروسية.

وكانت بلجيكا من بين الدول التي استقبلت الأوكرانيين وفق قانون "الحماية الموقتة"، حيث بلغ عدد اللاجئين الذين استقبلتهم، حتى يوم الإثنين الماضي، نحو 6 آلاف أكراني. ومن المنتظر أن يرتفع هذا العدد إلى 200 ألف لاجئ.

في الوقت نفسه، تشهد بلجيكا أزمة لاجئين منذ فترة طويلة، ويتجسد ذلك بوضوح في الطوابير الطويلة الممتدة ليلاً نهاراً أمام الوكالة الاتحادية لاستقبال طالبي اللجوء.

وتبرر الحكومة البلجيكية إهمالها تجاه طالبي اللجوء من الدول الأخرى، بعدم وجود أماكن كافية لإيوائهم.

"عديمو الوثائق" ينتظرون في طوابير

ويشكّل اللاجئون الجدد القادمون من بلدان أخرى، جزءاً من طالبي اللجوء في بلجيكا، فيما القسم الأكبر هم ممن كانوا يقطنون في البلاد منذ سنوات طويلة وانتهت مدة إقاماتهم أو تصاريح العمل الممنوحة لهم، حيث ترفض السلطات البلجيكية تجديدها.

وتستخدم عبارة "عديمي الوثائق" محلياً للإشارة إلى عدم حصول هؤلاء الأشخاص على حق الإقامة القانونية في البلاد.

وتشير تقديرات إلى وجود نحو 150 ألف طالب لجوء عديم الوثائق، يعيشون في بلجيكا، معظمهم في بروكسل.

وتظهر الإحصاءات أنّ 40% فقط من طلبات اللجوء التي يتم التقدّم بها إلى الدول الأوروبية سنوياً، تحظى بالقبول.

وعقب تصاعد أزمة طالبي اللجوء على أراضيها، طالبت بلجيكا الاتحاد الأوروبي بدعمها، لتبرم في كانون الأول/ديسمبر 2021 اتفاقية مع المكتب الأوروبي لدعم اللجوء (EASO) للحصول على هذا الدعم.

إبرام الاتفاقية المذكورة بين المكتب الأوروبي وبلجيكا لم يجد حلاً لأزمة طالبي اللجوء، حيث يتواصل في البلد الأوروبي، منذ 24 كانون الثاني/يناير الماضي، ترك ما بين 15 إلى 40 شخصاً يومياً في الشوارع.

عقب بدء موجة اللاجئين الأوكرانيين، قامت بلجيكا بتفعيل منظومة المساعدات المذكورة، حيث إنّه وعقب منح صفة "الحماية الموقتة" للأوكرانيين، باتوا يتوجهون إلى مراكز أخرى غير التي يتوجه إليها المهاجرون الآخرون، لتقديم طلب اللجوء.

ويتم منح الأولوية للأطفال والنساء والمسنين من الأوكرانيين المتقدمين بطلب اللجوء إلى بلجيكا.

وعقب التقدم بطلب اللجوء إلى المركز المخصص لهم، تقوم سلطات البلديات بنقل الأوكرانيين إلى مراكز الإيواء المخصصة لهم، فيما يتم تأمين مأوى موقت لمن لا يتمكنون من إتمام إجراءات التقدم بطلب اللجوء خلال اليوم.

وتمنح السلطات البلجيكية الأوكرانيين المستكملين لإجراءات طلب اللجوء، تصريح إقامة وإذن عمل، فضلاً عن الاستفادة من الخدمات التعليمية والصحية. كما يحصل الأوكرانيون على مساعدات بلجيكية مخصصة لـ "الرخاء الاجتماعي"، و"الإيواء والمعيشة".

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك