بعد تهديدات أنقرة .. "الإدارة الذاتية" الكردية تؤجل انتخاباتها شمال شرق سوريا
"الإدارة الذاتية" الكردية تؤجّل موعد انتخابات مجالس المدن والبلدات التي كانت مقررة الشهر الجاري إلى آب/أغسطس القادم، ومصادر موثوقة تؤكّد للميادين نت أنّ "التأجيل جاء بعد رسائل تحذير أميركي للإدارة الكردية".
أجّلت "الإدارة الذاتية" الكردية موعد انتخابات مجالس المدن والبلدات، والتي كانت مقررة في الحادي عشر من شهر حزيران/يونيو الجاري، إلى شهر آب/أغسطس القادم، من دون تحديد يوم محدد لإجراء الانتخابات.
وبررت المفوضية العليا للانتخابات في الإدارة الذاتية، في بيان رسمي، أنّ " التأجيل جاء استجابة لمطالب الأحزاب والتحالفات السياسية المشاركة في العملية الانتخابية، وحرصاً على تنفيذ العملية الانتخابية بشكل ديمقراطي".
وأضافت أنّ الأحزاب "طالبت بالتأجيل لضيق الوقت المخصص للفترة الدعائية التي ينبغي أن تكون كافية أمام جميع المرشحين الذين جرى قبولهم لخوض العملية الانتخابية، ولتأمين المدة الزمنية الكافية من أجل مخاطبة المنظمات الدولية لمراقبة سير العملية الانتخابية في إقليم شمال وشرق سوريا".
بدورها، أكّدت مصادر موثوقة للميادين نت، أنّ "التأجيل جاء بعد رسائل تحذير أميركية للإدارة الكردية، نبهتهم إلى وجود توجه تركي جدي في اعتبار الانتخابات ذريعة لشن عملية عسكرية جديدة"، مشيرةً إلى أن "الأميركيين طلبوا رسمياً من الإدارة الذاتية تأجيل الانتخابات أو إلغاءها، وهو ما حصل بالفعل".
وكانت السفارة الأميركية في دمشق، قد أصدرت بياناً قبل أسبوع، أكدت فيه أنّ "الولايات المتحدة تحثّ الإدارة الذاتية على عدم المضي في خطوة إجراء الانتخابات، لأنّ الظروف الملائمة لمثل هذه الانتخابات غير متوفرة في شمال وشرق سوريا في الوقت الحاضر".
بدورها، كثّفت تركيا من تصريحاتها الإعلامية المهددة لـ"الإدارة الذاتية" بشن عملية عسكرية برية واسعة في حال أقيمت الانتخابات التي ترى فيها تهديداً لأمنها القومي.
وسبق وأن ألغت "الإدارة الذاتية" قبل 7 أعوام انتخابات مماثلة، بعد أن أقرت "عقداً اجتماعياً" (دستور) أُطلق على المنطقة التي تديرها اسم "فدرالية شمال وشرق سوريا"، ما آثار مواقف محلية و إقليمية ودولية دفعتهم إلى إلغاء هذه الخطوة.