الملك سلمان يستقبل الرئيس التركي إردوغان في جدة

الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، يصل إلى السعودية، ويلتقي الملك سلمان، ويعبّر عن نيّته "تطوير العلاقة بين البلدين إلى مستوى أفضل من السابق".

  • الملك سلمان يستقبل الرئيس أردوغان في جدة:
    الملك سلمان يستقبل إردوغان في جدة: تركيا والسعودية ستبدآن "حقبة جديدة" لتعزيز العلاقات الثنائية

استقبل الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، مساء اليوم الخميس، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مراسم رسمية في مدينة جدة.

وعقد إردوغان لقاءً مع الملك السعودي عقب مراسم الاستقبال الرسمية التي أقيمت في قصر "السلام" الملكي.

أوّل زيارة منذ عام 2018: "حقبة جديدة"

ووصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مساء اليوم الخميس، إلى السعودية، في زيارة رسمية تستغرق يومين. وهبطت طائرة إردوغان في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، حيث كان أمير منطقة مكة خالد الفيصل في استقباله.

وحضر اللقاء السفير التركي في الرياض فاتح أولسوي، والممثّل الدائم لتركيا لدى منظمة "التعاون الإسلامي" محمد متين إيكر.

وقال إردوغان، في وقت سابق، قبيل مغادرته للسعودية، إنّ تركيا والسعودية ستبدآن "حقبة جديدة" لتعزيز العلاقات الثنائية، مشيراً إلى نيّته العمل على "إعادة العلاقات بالسعودية إلى مرحلة أفضل من السابقة"، ومشدداً على إدانة بلاد لـ"الهجمات التي تتعرض لها الأراضي السعودية، باعتبار أنّ أمن دول الخليج من أمن تركيا واستقراره".

وصرّح إردوغان للصحافيين في مطار أتاتورك في إسطنبول بأن "زيارتي للسعودية هي تعبير عن إرادتنا المشتركة لبدء حقبة جديدة من التعاون كدولتين شقيقتين"، موضحاً أنّ "من مصلحتنا المشتركة زيادة تعاوننا مع المملكة العربية السعودية في مجالات مثل الصحة والطاقة والأمن الغذائي والتقنيات الزراعية وصناعة الدفاع والتمويل".

وأكّد إردوغان أنّ تركيا "تسعى جاهدة لضمان السلام الإقليمي وحلّ المشاكل عبر الحوار والدبلوماسية"، وقال: "أعتقد أننا سنعزز علاقاتنا في كل المجالات من خلال جهودنا المشتركة"، مشيراً إلى "الإمكانات المشتركة، وخصوصاً في تقنيات الطاقة المتجددة والنظيفة".

وكشف أنّ التطورات الإقليمية والدولية ستكون في جدول الأعمال خلال زيارته، مشيراً إلى "أننا نعبر في كل مناسبة عن اهتمامنا باستقرار أشقائنا في منطقة الخليج وأمنهم بقدر اهتمامنا بأمننا".

وشدّد إردوغان على أهمية "الحوار والتعاون" لأمن المنطقة بأكملها واستقرارها، بحيث إنّ "التهديدات تزداد تعقيداً أكثر فأكثر".

خلفيات الزيارة وأبعادها

وقال الكاتب والباحث في الشؤون السياسية، فراس رضوان أوغلو، للميادين، تعليقاً على زيارة إردوغان للسعودية، إنّ الزيارة تشكّل فعلاً "حقبة جديدة في العلاقات الاقتصادية" بين البلدين، موضحاً أنّها "تتخذ طابعاً مهماً لكونها تحدث قبيل الانتخابات التركية، ولاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية في تركيا".

ولفت رضوان أوغلو إلى أنّ تحسّن العلاقات التركية الإماراتية كان سريعاً"، لكنّه "لا يعتقد أنّ الأمر سيكون بالسرعة نفسها مع السعودية".

وأضاف: "في زمن الحلف اليوناني المصري الإسرائيلي، لم يكن الميزان لمصلحة تركيا. أمّا اليوم، فإنّ تحسن العلاقات التركية الخليجية سينعكس إيجاباً مع مصر".

وكشف الباحث والكاتب السياسي أنّ تركيا، بعد عقود من دعمها بعض الأحزاب في المنطقة، "هي الآن مستعدة لتقديم بعض التنازلات والتراجع"، موضحاً أنّها "قد تقوم بوقف دعم الإخوان المسلمين، وهذا أحد أوجه التراجع لها في المنطقة". 

يُذكَر أن زيارة إردوغان تأتي بعد أن أجرت تركيا، مطلع نيسان/أبريل الجاري، المرحلة الأخيرة من المحاكمة الغيابية لـ26 مشتبهاً فيهم في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، قبل إحالة القضية على الرياض، في قرار قوبل بتنديدات من منظمات حقوقية.

وأفاد نائب مدير قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، مايكل بيج، بأنّ إحالة القضية "سيعزّز الاعتقاد السائد لدى السلطات السعودية، كما يبدو، بأنّ في إمكانها ارتكاب عملية قتل والإفلات من العقاب".

وحُكم بالإعدام على 5 أشخاص في المملكة على خلفية مقتل خاشقجي، لكن في أيلول/سبتمبر 2020، أصدرت محكمة في الرياض أحكاماً نهائية في القضية، قضت بسجن 8 مدانين لفترات تتراوح بين 7 و20 عاماً، في تراجع عن أحكام الإعدام بعد إجراءات قضائية سريّة.

اخترنا لك