"الغارديان": ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا شمال غربي سوريا بعد الزلزال
صحيفة "الغارديان"البريطانية تفيد بارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في سوريا بعد الزلزال الذي ضرب البلاد وتعطّل حملة التطعيم من جراء الدمار.
أفادت صحيفة "الغارديان"، اليوم الجمعة، بارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في شمال غربي سوريا (إدلب وريف حلب الشمالي الغربي) بعد الزلزال الذي ضرب البلاد في شباط/فبراير الماضي.
وأوضحت الصحيفة أنّ "حملة التطعيم الناجحة تعطّلت بشدة بسبب الدمار الذي حدث في شباط/فبراير، والذي تسبب في أضرار واسعة النطاق لإمدادات المياه وروابط النقل".
وأضافت "الغارديان" أنّ "تدهور الظروف المعيشية وتدمير البنية التحتية وزيادة نزوح العديد من الأشخاص تفاقم بعد الزلزال"، إذ تسببت الزلازل في وفاة أكثر من 4000 شخص في شمال غربي سوريا، وتدمّرت البنى التحتية كالأنابيب تحت الأرض وتضررت المستشفيات.
وأشارت إلى أنّ "هناك ما يقرب من 2 مليون شخص في خيام المخيمات الهشة المنتشرة فوق التلال الصخرية نزحوا داخلياً بسبب الحرب يحاولون بالفعل البقاء على قيد الحياة في منازل مؤقتة في منطقة صغيرة من الأراضي التي يسيطر عليها المسلحون في إدلب وريف حلب الشمالي الغربي".
وبيّنت "الغارديان" أنّ "الدمار الذي خلّفته الزلازل جعل عودة ظهور الكوليرا أمراً لا مفر منه، فبحلول أوائل نيسان/أبريل، سُجّل أكثر من 13000 حالة إصابة وما لا يقل عن 23 حالة وفاة مؤكدة في المنطقة".
وتابعت أنّه "لم يكن لدى الكثير من الناس إمكانية الوصول إلى الصرف الصحي الأساسي أو مصدر مياه موثوق به، ممّا يجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض التي تنتشر عن طريق الطعام والماء الملوّثين".
وفي وقتٍ سابق، حذّر خبراء الصحة العامة من أنّ كارثة أخرى قد تضرب قريباً المنطقة المتضررة من جراء الزلزال الأخير في تركيا وسوريا، وهي الكوليرا، بحسب موقع "كوارتز" الإخباري.
وقال الموقع إنّ المرض كان ينتشر في سوريا قبل الزلزال، وفي ظل هذه الظروف يمكن للكوليرا أن تنتشر بشكلٍ أكبر وأن تعبر الحدود إلى تركيا.
ويعزو السبب إلى أنّ العالم يعاني نقصاً في لقاحات الكوليرا حالياً، فمخزون لقاحات الكوليرا لدى الأمم المتحدة غير كافٍ لدرجة أن منظمة الصحة العالمية أصدرت توجيهاً طارئاً بضرورة الاقتصار على جرعة واحدة بدل الجرعتين التي يتطلبها البروتوكول المعتاد للعلاج.
وفي أيلول/سبتمبر 2022 أفادت منظمة الصحة العالمية بتفشي الكوليرا في 10 محافظات سورية وانتشارها في جميع أنحاء البلاد، محذرة من خطورة الوضع، وسط تسجيل 33 حالة وفاة و426 إصابة.
وقال فيليب باربوسا رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بالكوليرا وأمراض الإسهال الوبائي، إن تفشي الكوليرا في سوريا منتشر في 10 محافظات وينتشر في جميع أنحاء البلاد، والوضع ينذر بالخطر، وتأكدت أكثر من 426 حالة، وتوفي 33 شخصاً.
الكوليرا مرض بكتيري
يعرف الكوليرا بأنه مرض بكتيري، وعادة ما ينتشر عن طريق الماء الملّوث، ويتسبب للمصابين بإسهال حاد وجفاف شديد، وإذا لم يتم علاجه، فإنه يمكن أن يكون قاتلاً خلال فترة قصيرة.
وتنتج عدوى الكوليرا، بسبب أحد أنواع البكتيريا، يُسمّى ضمة الكوليرا، والآثار المميتة للمرض هي نتيجة لسم تفرزه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، يتسبب في إفراز الجسم لكميات هائلة من الماء، ما يؤدي إلى الإسهال وفقدان سريع للسوائل والأملاح.
وقد لا تسبب الكوليرا المرض لدى جميع الأشخاص الذين يتعرضون لها، لكنها لا تزال تمرر البكتيريا في البراز، وهي يمكن أن تلوث الطعام وإمدادات المياه.