العشائر تصعّد ضد "قسد".. وحظر تجوال في بلدات ضمن ريف دير الزور
مقاتلو العشائر يصعّدون هجماتهم ضد "قسد" في ريفي دير الزور الشرقي والغربي، ويؤكّدون أنّ التصعيد العسكري ضده التنظيم مستمر، إلى حين إخراجه من المنطقة.
صعّد مقاتلو العشائر هجماتهم ضد "قسد"، عبر تكثيف استهدافهم مقار التنظيم وآلياته في عدة قرى وبلدات في ريفي دير الزور الشرقي والغربي.
وشنّ مسلحون، يَتْبَعون فصيل "جيش مقاتلي العشائر"، الذي يقوده شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل، هجوماً مسلحاً بالأسلحة الرشاشة وقذائف "آر.بي.جي" على مقر لـ"قسد" في جسر الميادين، عند خط التماس مع مناطق سيطرة الجيش السوري، بالإضافة إلى مقارّ في بلدات الدحلة وذيبان والحوايج والصبحة في ريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي أدّى إلى وقوع خسائر مادية وبشرية في صفوف الطرفين.
ورفع المهاجمون صوراً لشيخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل، على عدد من جدران بلدتي ذيبان والحوايج، من أجل تأكيد وجود حاضنة شعبية لمقاتلي العشائر في المنطقة.
وتعرضت عدة آليات تابعة لـ"قسد" على طريق الحسكة _ دير الزور، المعروف باسم "الطريق الخرافي"، لهجومٍ مسلح من مسلحين يُعتقد أنّهم تابعون لـ"جيش العشائر"، أدى إلى وقوع قتلى في صفوف "قسد"، تزامناً مع هجومٍ مماثل على آلية للتنطيم في بلدة الصبحة.
ويحرص "جيش العشائر" على مهاجمة مقارّ ومواقع وآليات لـ"قسد" في ريف دير الزور، بصورة متكررة، من أجل التأكيد أنّ التصعيد العسكري ضد التنطيم مستمر، إلى حين تحقيق مطالب العشائر بإخراج "قسد" من المنطقة، وإدارتها من جانب أهلها من أبناء العشائر.
في المقابل، عمدت "قسد" إلى استقدام تعزيزات عسكرية، مع تكثيف انتشارها ودورياتها، في ريف دير الزور الشرقي، مع تنفيذ جولات مشتركة مع "التحالف" الدولي في ريف دير الزور الشرقي، والقرى والبلدات المحيطة بحقل العمر النفطي، وصولاً إلى جسر الميادين.
وأعلنت "قسد" حظراً للتجوال في بلدات الحصان والجنينة وشقرا في ريف دير الزور الشمالي، بعد معلومات عن وجود نيات في شن هجمات على نقاطها العسكرية في هذه البلدات، ونفذت بعدها حملة اعتقالات طالت عدداً من الأشخاص، بينهم نساء، بتهمة الاشتباه في الانتساب إلى خلايا تنظيم "داعش".
وأيضاً، منعت "قسد" حركة تنقل الأهالي في أحياء الحسكة الجنوبية خلال اليومين الماضيين، مع بدء حملة تفتيش واعتقالات طالت أكثر من 40 شخصاً في المنطقة بتهمة الاشتباه في انتمائهم إلى "داعش"، قبل أن تُخلي سراح عدد منهم، بسبب عدم ثبوت التهم الموجهة إليهم.
وتواجه "قسد"، منذ نحو عام، هجمات متكررة على مقارّها وآلياتها في عموم مناطق دير الزور الخاصعة لسيطرتها، على خلفية إعلان شيخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل، الحراك المسلح ضدها، بعد اتهامها بارتكاب انتهاكات بحق الأهالي، وحرمان أبناء العشائر من أخذ أي دور حقيقي أو فعال في إدارة مناطقهم، واعتمادها على العناصر الكردية في إدارة المنطقة.
وعملت "قسد" على استيعاب هذه الهجمات، من خلال بناء مخابز، وفتح قنوات الري، مع إخلاء عدد من المقار والمدارس التي كانت تشغلها، في محاولة لكسب ود السكان، إلا أنّ هذه المحاولات لم تنجح في ظل تكرر الهجمات على مقارها ومواقعها، بصورة شبه يومية، الأمر الذي تسبب بحالة عدم استقرار فيها.
وتُعَدّ المدن والبلدات والقرى، التي تسيطر عليها "قسد"، من أغنى المناطق السورية في النفط والغاز، في ظلّ وجود حقول نفطية وغازية غزيرة الإنتاج، أبرزها حقول العمر والجفرة والتنك النفطية، وحقل كونيكو للغاز، بالإضافة إلى خصوبة أراضيها وغزارة إنتاجها من محاصيل القمح والشعير والقطن والخضروات الصيفية والشتوية.