العدّ التنازلي لمعركة خيرسون الكبرى بدأ

روسيا متأكّدة من أنّ الحسم سيكون في مصلحتها في معركة خيرسون، وما بعد خيرسون، وأنها مستعدة للاستمرار في استنزاف القدرات الأوكرانية، بغضّ النظر عن حجم الدعم العسكري الغربي لها.

  • القوات الروسية في خيرسون
    القوات الروسية في خيرسون

يمكن الاستنتاج من جملة خطوات أقدمت عليها القيادة العسكرية الروسية بالتعاون مع سلطات مقاطعة خيرسون على مدى الأسابيع الأخيرة، ومن كلام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في "منتدى فالداي الدولي للحوار"، الذي يمكن قراءته بمعنى "أُعذر من أنذر"، أنّ "العدّ التنازلي لما بات يوصف بمعركة خيرسون الكبرى قد بدأ".

رئيس جمهورية القرم، سيرغي أكسينوف، والنائب الأول لرئيس الإدارة الرئاسية للاتحاد الروسي، سيرغي كيريينكو، زارا خيرسون في 27 تشرين الأول/أكتوبر.

ووفقاً للرئيس أكسينوف، انتهى عملياً إجلاء سكان خيرسون إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر.

وأضاف أكسيونوف: "العبّارات توقفت! تمّ الانتهاء من العمل على تنظيم إجلاء السكان إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر، وإلى مناطق آمنة في روسيا".

ظهور أكسيونوف وكيريينكو في خيرسون، بحدّ ذاته يُعدّ حدثاً لافتاً، ويحمل أكثر من معنى.

رئيس القرم يحتاج إلى أن يتأكد من أنّ خطوط الدفاع الروسية هناك، تؤمّن عدم وقوع اختراق عسكري أوكراني في اتجاه شبه الجزيرة.

أما ممثل الكرملين، فيجب أن ينقل إلى الرئيس الواقع الميداني هناك، ومدى جاهزية القوات الروسية، ليس فقط لصدّ أي هجوم أوكراني محتمل، وإنما استعداد الجيش الروسي لإنهاء الحملة العسكرية الصيفية، في مصلحة موسكو، قبل حلول الشتاء بكل ما يمثله من تعقيدات على صعيد الميدان واللوجستيات.

وللتذكير، أعلنت سلطات مقاطعة خيرسون بدء إجلاء السكان من المدينة إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر في 18 تشرين الأول/أكتوبر. وقد اتُخذ القرار آنذاك، بسبب الهجوم الوشيك المزعوم للقوات الأوكرانية.

ويُقدر أنّ نصف السكان (بين 150-170 ألف شخص)، سيبقون على الضفة اليمنى لنهر دنيبر، الذي يقسم خيرسون إلى نصفين.

وعلى الضفة اليسرى، بدأ عملياً تشكيل ما يُسمى "قوات الدفاع الإقليمي" من الرجال القادرين على حمل السلاح، والراغبين في الدفاع عن أرضهم.

بعيداً من الاعتبارات السياسية والتراشق الروسي الأطلسي عبر وسائل الإعلام، روسيا متأكّدة من أنّ الحسم سيكون في مصلحتها في معركة خيرسون، وما بعد خيرسون، وأنها مستعدة للاستمرار في استنزاف القدرات الأوكرانية، بغضّ النظر عن حجم الدعم الغربي لها، على اعتبار أنها تستنزف الغرب في هذه المعركة بالوكالة.

ولعلَّ التاريخ أثبت مراراً أنّ قُدرات روسيا لا يمكن استنزافها.

زد على ذلك، أنّ للروس قدرة كامنة على تحمّل الأعباء والصعوبات والبلاء..لذا، فإنّ بوتين سيُبلي بلاءَه.

هكذا يفسر كلامه في "فالداي".. ومرة أخرى: "أُعذر من أنذر".

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك