الحروب الثقافية بين اليمين الشعبوي واليسار الليبرالي.. هل وصلنا إلى ذروتها؟

مجلة "New Statesman" تتحدّث عن الحروب الثقافية بين اليمين الشعبوي واليسار الليبرالي التي باتت بارزة وسط الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتصاعدة التي تجتاح الغرب.

  • رسم توضيحي لدانيال بودلز (Ikon Images)
    رسم توضيحي لدانيال بودلز (Ikon Images)

ذكرت مجلة "New Statesman" البريطانية أنّ "الجماهير تحاول تأكيد الكرامة والاختيار، في عالم من انعدام الأمن، وذلك من خلال المعارك بشأن سياسات الهوية". 

وأضافت المجلة أنّ "الدوافع الأساسية لسياسات الهوية تبرز في الواجهة، وسط الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتصاعدة التي تجتاح الغرب، منذ الانهيار المالي عام 2008، التي اتسعت بعدها الفوارق في الثروة والسلطة والوضع الاجتماعي بين أعلى 20% وأدنى 80% بشكل كبير".

هل وصلنا إلى ذروة الحروب الثقافية بين اليمين الشعبوي واليسار الليبرالي؟

يتهم اليسار، اليمين باختلاق "حروب ثقافية" بهدف "فرّق تسد"، في حين أنّ اليمين يختزل كل مشكلة في "الصحوة" اليسارية الليبرالية. 

وبحسب مجلة "New Statesman"، فإنّ سياسات الهوية والحروب الثقافية، لم تُقسّم اليسار واليمين فحسب، بل أيضاً النظام السياسي المشترك.

وأشارت المجلة إلى أنّ ما يدعم الحروب الثقافية اليمينية في مقابل سياسات الهوية اليسارية هو "صراع طبقي أعمق"، حيث "ترتبط الانقسامات الثقافية إلى حد كبير بالانقسامات الاقتصادية". 

في ضوء ذلك، فإنّ الحروب الثقافية اليمينية وسياسات الهوية اليسارية "وجهان لعملة رأسمالية واحدة"، لأنّ الرأسمالية هي "أفيون الجماهير الجديد، حيث يتصالح الناس سراً مع فقدان الحريات الأساسية والفاعلية والكرامة".

ووفقاً للمجلة، فإنّ "اليسار يحتاج، لضمان النجاح الانتخابي في السنوات المقبلة، إلى تشكيل تحالف متعدد الطبقات والثقافات بين الخريجين التقدميين، والناخبين المحافظين الاجتماعيين في الأماكن المنسية - الضواحي والمناطق الريفية والساحلية".

وتابعت أنّه "من أجل استعادة الثقة، من الأفضل لليسار أن يؤكد مسألة احترام كرامة العمل وإنجازات العمال". وبطبيعة الحال، "سوف يكون التغيير الثقافي ضرورياً لتحقيق ظروف اقتصادية أفضل، تكون فيها الحاجة إلى قدر أقل من النزعة الفردية وجشع الشركات والمزيد من التضامن".

ومع ذلك، فمن الصحيح أيضاً، قول الكاتب الأميركي سهراب الأحمري، إنّ "النظام المادي يؤثر بشكل كبير في شكل الثقافة، بحيث إنّ الجهود المبذولة لتغيير الثقافة دون إصلاح الاقتصاد ما هي إلاّ جهود عقيمة في أحسن الأحوال".

وأوضحت مجلة "New Statesman" أنّ "كل من اليمين الوسطي والشعبوي يعارضان الصحوة، حتى عندما يؤيدان الإنفاق وتخفيض الضرائب الذي يفيد الأوليغارشية المالية والتكنولوجية".

وذلك، وفقاً للصحيفة، "يوفّر انفتاحاً سياسياً على اليسار"، فبدلاً من الانخراط في سياسات الهوية وخوض الحروب الثقافية التي لا يمكن كسبها، "ينبغي لها أن تركز على الواقع الاقتصادي وتقترح نماذج تعمل على الحد من انعدام الأمان ودعم شعور أعظم بالانتماء".

اقرأ أيضاً: أزمات الرأسمالية بين الديون والكوارث المصرفية

اخترنا لك