الجزائر تلبي نداء ليبيا.. الحماية المدنية تتوجه للمساعدة في أعمال الإغاثة
بعد أن طالب رئيس المجلس الرئاسي الليبيّ "الدول الصديقة" بالمساعدة على إنقاذ "ما تبقّى" من مدينة درنة في مناطق الجبل، تستعدّ الحماية المدنية الجزائرية للانطلاق إلى ليبيا من أجل المساعدة على أعمال الإغاثة.
أفاد مراسل الميادين في الجزائر بأنّ مصالح الحماية المدنية، المتخصصة بالبحث والإنقاذ، تستعدّ للانطلاق إلى ليبيا، اليوم الثلاثاء، للمساهمة في جهود الإغاثة.
وأشار مراسلنا إلى أنّ الجيش الجزائري والحماية المدنية يشرفان على شحن المساعدات الإنسانية العاجلة إلى ليبيا، بحيث خصصت السلطات الجزائرية 8 طائرات عسكرية من الحجم الكبير، لنقل المساعدات عبر جسر جوي.
وأجرى وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، اليوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً برئيس المجلس الرئاسي الليبيّ، محمد يونس المنفي، بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بحسب بيان صدر عن الخارجية الجزائرية.
ووفق البيان، قدّم عطاف تعازي بلاده إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبيّ، معرباً عن "استعداد الجزائر لتقديم كل المساعدات المطلوبة من أجل التخفيف عن الشعب الليبي الشقيق"، في إثر الفيضانات المدمرة التي مسّت ليبيا.
وأكّد عطاف أنّ الجزائر تتقاسم مع ليبيا آلامها وأحزانها في إثر هذه الفاجعة.
وأعرب وزير الخارجية الجزائري عن "استعداد الجزائر التام لمدّ الأشقاء في ليبيا بكلّ أشكال الدّعم بغية المساهمة في تخفيف وطأة هذا المصاب الجلل"، مؤكّداً أنّ "الرئيس تبون يتابع، من كثب وباهتمام كبير، تداعيات هذه الكارثة الطبيعية، وما خلّفته من مآسٍ"، وأنه "أسدى تعليماته إلى السلطات الجزائرية المتخصّصة من أجل لقيام فوراً بإرسال المساعدات اللازمة إلى المناطق المنكوبة".
وقررت الجزائر إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى المناطق المنكوبة في ليبيا بسبب إعصار "دانيال".
وتتضمّن المساعدات الإنسانيــــة موادّ غذائيـــة وطبيـــة، بالإضافة إلى الألبسة والخيم، وتُنقل عن طريق جسر جوي مؤلف من 8 طائــرات، تابعة للقوات الجوية للجيش الجزائري.
من جانبه، أعرب رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا عن شكره وامتنانه العميقين للجزائر على هذه الهبّة التضامنية، والتي أكد أنها "ليست غريبة عن الجزائر وقيادتها التي لطالما وقفت إلى جانب الشعب الليبي في كل الظروف والأوقات، ترسيخاً لما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من عرى متينة وأواصر وثيقة للأخوّة والتكاتف والتعاون وحسن الجوار".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن المتحدث باسم الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تامر رمضان، أنّ عدد المفقودين في ليبيا، من جراء إعصار "دانيال"، قد يتجاوز 10 آلاف شخص، مشيراً إلى أنّ حصيلة الفيضانات "ضخمة".
وأكد الناطق باسم الإسعاف والطوارئ في العاصمة الليبية طرابلس، أسامة علي، أنّ مدينة درنة، شرقي البلاد، "محاصَرة" حتى اللحظة، مشيراً إلى وجود آلاف الوفيات، بينما تمّ انتشال 700 جثة.
وتعيش مدينة درنة الليبية كارثة لا مثيل لها، بيئياً وانسانياً، منذ نحو 40 عاماً بعد إعصار "دانيال".
"درنة تعيش كارثة إنسانية وبيئية بعد الإعصار لم تشهدها #ليبيا من قرابة الـ 40 عاماً"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 12, 2023
الأستاذ في العلوم السياسية أحمد المهدوي لـ #الميادين#تضامنا_مع_ليبيا pic.twitter.com/4xpPxqwA9p
وأمس الإثنين، أكد الناطق باسم وزارة الصحة الليبية، مالك مرسيط، في حديث إلى الميادين، أنّ بلاده "لم تشهد إعصاراً مماثلاً لإعصار دانيال، منذ أربعين عاماً".