الأمم المتحدة: أنهينا سحب النفط من الناقلة صافر قبالة السواحل اليمنية
الأمم المتحدة تعلن إنهاء سحب نحو مليون برميل من النفط من الناقلة صافر قبالة السواحل اليمنية، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يقول إن عملية السحب جنّبت وقوع كارثة ضخمة، إنسانياً وبيئياً، في البحر الأحمر.
أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إنهاء سحب أكثر من مليون برميل من النفط من الناقلة صافر المتهالكة قبالة سواحل محافظة الحديدة (غربي اليمن) في البحر الأحمر، متفاديةً نتيجة ذلك كارثةً بيئية مُحتملة، كانت ستكلّف 20 مليار دولار لمحو آثارها.
ويُحذّر مسؤولو الأمم المتحدة، منذ أعوام، من أنّ الناقلة تُواجه خطر الانفجار، واحتمال تسرّب كميّة من النفط تتجاوز 4 مرّات كارثة "إكسون فالديز"، عام 1989، قبالة ولاية ألاسكا.
وتسبب العدوان على اليمن، بقيادة السعودية، بتعليق عمليات صيانة ناقلة صافر النفطية منذ عام 2015.
وقبل أيام، أعلنت الأمم المتحدة وصول عملية سحب النفط المخزّن في ناقلة "صافر" إلى مرحلتها النهائية.
وتأمل الأمم المتحدة أن تزيل العملية، التي تبلغ تكلفتها 143 مليون دولار، مخاطر وقوع كارثة بيئية، قد تتسبب بأضرار تبلغ نحو 20 مليار دولار.
ونهاية أيار/مايو الماضي، أطلقت المنظمة الأممية عملية سحب حمولة "صافر"، البالغة أكثر من مليون برميل من خام مأرب الخفيف، إلى السفينة الجديدة، في عمليةٍ تهدف إلى تجنّب كارثة بيئية في المنطقة.
غوتيريش يشكر كل من ساهم في سحب النفط من "صافر"
بدوره، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإنهاء النقل الآمن للنفط من ناقلة صافر، قبالة ساحل اليمن.
وقال غوتيريش إنّ نقل النفط من سفينة صافر جنّب وقوع كارثة ضخمة، إنسانياً وبيئياً، في البحر الأحمر.
وجدد التزام الأمم المتحدة استكمالَ المشروع بصورة ناجحة، بما في ذلك عبر تسليم عوّامة مُتخصصة يتمّ ربطها بالسفينة البديلة بأمان.
وشكر الأمين العام للأمم المتحدة عدداً من الدول والشركات والجهات المانحة، وكل من ساهم في تمويل المشروع.
وفي آذار/مارس الماضي، وقّعت حكومة صنعاء والأمم المتحدة مذكرة تفاهم بشأن "صافر"، بشأن نقل حمولتها إلى سفينة أخرى، بعد أن كانت صنعاء أعربت سابقاً عن استيائها من تجاهل الأمم المتحدة التزاماتها تجاه خزان "صافر"، وتنصّلها من تنفيذ اتفاق الصيانة العاجلة.
وحذّرت حكومة صنعاء مراراً من التداعيات الكارثية في حال انفجار خزان "صافر" النفطي، والتي "قد تمتد إلى قناة السويس".
الوشلي: الانتهاء من نقل النفط لا يعني انتهاء العملية
قال رئيس اللجنة الإِشرافية لتنفيذ اتفاق الصيانة العاجلة والتقييم الشامل لخزان صافر في حكومة صنعاء، زيد الوشلي، إنّه وبحسب إعلان الأمم المتحدة تمّ الانتهاء من نقل شحنة النفط الخام من السفينة صافر، إلى السفينة البديلة اليمن.
وأوضح الوشلي في تصريحات صحافية لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أنّ اللجنة تلقّت من مكتب المُنسّق المُقيم ديفيد غريسلي رسالةً تؤكد الانتهاء من نقل شحنة النفط في تمام الساعة الـ 6 من مساء اليوم الجمعة.
وأشاد الوشلي بالوصول إلى هذه المرحلة المتقدّمة في إنهاء النفط من سفينة صافر، وذلك لمنع وقوع كارثة بيئية، مؤكداً أنّ أهم أسباب هذا النجاح هو التسهيل والتنسيق الذي تقوم به حكومة الإنقاذ والفرق الوطنية المشاركة في تنفيذ العملية.
ولفت "رئيس لجنة صافر" إلى أنّ "السبب الرئيسي لنجاح هذه العملية هو العمل البطولي الذي قامت به القوات البحرية عام 2020.
وأوضح الوشلي أنّ الانتهاء من نقل النفط لا يعني انتهاء العملية، بل سيتبقى غسل خزانات السفينة صافر، والتأكد من خلوها من أيّ مواد نفطية ملوثة للبيئة، ووصول عوامة التثبيت، وفحص وصيانة الأنبوب تحت الماء وتثبيت السفينة اليمن بالعوامة وتوصيل الأنبوب إليها وكل ما يتعلق بالمشروع، بحيث تكون قابلة للتصدير وهذا بحسب مُذكرة التفاهم الموقعة مع الأمم المتحدة في شهر مارس 2022.
واشنطن: تجنبنا أزمة بيئية كبرى
ورحّب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بإنهاء سحب أكثر من مليون برميل من النفط من الناقلة صافر، المتهالكة قبالة السواحل اليمنية.
وقال بلينكن إنّ عملية سحب النفط جنّبت اليمن والبلدان المحيطة أزمة بيئية كبرى.
وأشار إلى أنّ الأمم المتحدة تحتاج إلى دعمٍ مالي من المجتمع الدولي، قيمته 22 مليون دولار، من أجل إنهاء المهمة ومعالجة جميع التهديدات البيئية المتبقية.
ويقع خزان "صافر" النفطي، الذي صُنع قبل 47 عاماً ويُستخدم منصّةَ تخزين عائمة، في ميناء رأس عيسى، شمالي ميناء الحُديدة، حيث يحوي أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط الخام.
ولم يخضع لأعمال الصيانة، منذ عدوان التحالف السعودي على اليمن عام 2015، الأمر أدى إلى تسرّب المياه إلى هيكله، وهو ما دعا حكومة صنعاء إلى طلب مساعدة أممية للتوسّط بشأن الصيانة.