استمرار القتال في السودان على الرغم من محادثات جدة
ضربات جوية وأعمال نهب في الخرطوم مع استمرار محادثات الهدنة في جدة، ورئيس الاتحاد الأفريقي غزالي عثماني يعلن أنّه سيرسل مبعوثاً خاصاً إلى جدة.
أفاد سكان في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأربعاء، بوقوع ضربات جوية مكثفة بوسط المدينة مساء أمس وسط تصاعد في أعمال النهب فيما قالت السعودية إنّ المفاوضين يعملون على وقف قصير المدى لإطلاق النار.
وعلى خط مساعي التهدئة، أعلن رئيس الاتحاد الأفريقي غزالي عثماني، أنّ الاتحاد سيرسل مبعوثاً خاصاً إلى جدة، للمساهمة في التوصل لاتفاق بين طرفي الصراع في السودان.
وخلال اتصال هاتفي بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أكّد غزالي أنّ الاتحاد يدعم المفاوضات الجارية لتحقيق الاستقرار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
ونفّذ الجيش السوداني قصفاً جوياً مكثفاً في وسط الخرطوم وحول القصر الرئاسي، وقالت قوات الدعم السريع إنّ القصر، الذي تقول إنها تسيطر عليه، أصيب في ضربةٍ جوية ودُمّر لكنّ مصدراً في الجيش نفى ذلك.
وقالت قوات الدعم السريع في بيانات إنّها تسعى إلى استمرار الخدمات في الخرطوم ونفت صحة تقارير عن قيام أفرادها بأعمال نهب وانتهاكات أخرى.
وارتفع عدد النازحين بما يزيد على الضعفين خلال أسبوع إلى 700 ألف حسبما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وأوفد الطرفان المتحاربان، اللذان فشلا في الالتزام باتفاقات الهدنة المتكررة، ممثلين عنهما إلى محادثات بمدينة جدة السعودية يوم السبت.
ووسط تحذيرات من أن السودان على شفا كارثة إنسانية، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن مسؤول المساعدات في المنظمة مارتن غريفيث اقترح أن يدعم الطرفان المتحاربان في السودان "إعلان التزامات" لضمان المرور الآمن لمواد الإغاثة الإنسانية وطُرح الاقتراح في جدة للنقاش.
وأضاف فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية أن "جريفيث يأمل في المصادقة على الإعلان في أقرب وقت ممكن ليتسنّى توسيع نطاق عمليات الإغاثة بسرعة وأمان من أجل تلبية احتياجات الملايين في السودان".
وتقدّر الأمم المتحدة أنّ 5 ملايين شخص آخرين سيحتاجون إلى مساعدات طارئة داخل السودان بينما من المتوقّع أن يفرّ 860 ألفاً إلى دول مجاورة تعاني أصلاً من أزمات في وقت خفّضت فيه الدول الغنية مساعداتها.
ويُنذر اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بحربٍ طويلة ربما تجتذب قوى خارجية وتؤدي إلى أزمة إنسانية جديدة في المنطقة.
واتفق البرهان وحميدتي عدة مرات على وقف لإطلاق النار لم يتمّ التقيّد به، ومدّدا الهدنة الرسمية الأخيرة، يوم الأربعاء الماضي أسبوعاً، حيث ألقى كل طرف باللوم على الطرف الآخر مراراً للانتهاكات المتكرّرة.