إجراءات أمنية مشدّدة تشلّ "إسرائيل".. هلع وقلق من الرّد الإيراني

وفقاً لتقديرات أمنية، "جيش" الاحتلال يُصدر إجراءات للمسوطنين في غلاف غزّة والمستوطنات الأخرى، ووسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن توصيات للمسؤولين السياسيين تؤكد حالة القلق الإسرائيلية المتعاظمة من الرّد الإيراني.

  • إجراءات أمنية مشدّدة تشلّ
    مستوطنون يغادرون الأراضي الفلسطينية المحتلة من مطار "بن غوريون"

يبرز القلق الإسرائيلي من ردّ إيران المرتقب على استهداف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، في عدّة إجراءات اتُّخذت في الجبهة الداخلية.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ كلّ السياسيين الإسرائيليين تلقوا أمراً بالبقاء في "إسرائيل" وإلغاء سفرهم إلى الخارج، مشيرةً إلى أنّ وزير خارجية الاحتلال، إسرائيل كاتس، أجّل سفره، الذي كان مقرراً غداً لهنغاريا والنمسا، بسبب "الوضع الأمني".

وبيّنت أنّه جرى نقل وزراء وأعضاء "كنيست" وآخرين من كبار المسؤولين من منازلهم إلى "أماكن آمنة"، قبل بضعة أيام.

وأعلن الإعلام الإسرائيلي أن غداً الأحد سيكون اليوم الأكثر ازدحاماً في مطار "بن غوريون"، بسبب تعليمات الجبهة الداخلية وعبور 55 ألف مسافر حتى اللحظة، مشيراً إلى إغلاق المجال الجوي بدءاً من الساعة الـ 1:00 بعد منتصف هذه الليلة.

وأعلنت وزارة التعليم التابعة للاحتلال، في أعقاب تعليمات من الجبهة الداخلية، إلغاء كلّ أنشطتها، كما ألغت الرحلات في كلّ أرجاء المستوطنات.

من جهته، أعلن المتحدث باسم "الجيش" الإسرائيلي، دانييل هغاري، تغييرات في سياسة الجبهة الداخلية يسري مفعولها ابتداءً من الساعة الـ11:00 من مساء اليوم السبت، وتستمر لغاية الساعة نفسها من يوم الاثنين المقبل.

وشدّد المتحدث باسم "جيش" الاحتلال على أنّ هذه التعليمات صدرت وفقاً للتقدير الأمني الجديد في ظل الأحداث الراهنة.

وفي تفاصيل الإجراءات، "يُسمح في غلاف غزّة بالتجمع في المناطق المفتوحة حتى 100 شخص، وفي المناطق المبنية حتى 300 شخص، وتغلق الشواطئ"، بينما لم يُسمح في مستوطنات أخرى إلا بتجمّع 30 إسرائيلياً في المناطق المفتوحة، و300 في المبنية.

ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى حالة الذعر التي يعيشها المستوطنون، في ظل ترقّب ردّ إيراني، إذ ذكر أنه لم يبقَ معلبات وعبوات مياه في المحال التجارية.

وشرح إعلام الاحتلال أنّ الإجراءات في الجبهة الداخلية اتُّخدت على أساس تقديرات تشير إلى أنّ سيطرة إيران على سفينة قرب مضيق "هرمز" هو "للتضليل، من أجل دفع إسرائيل إلى الاعتقاد أن هذا هو الانتقام، وعملياً تستعد طهران لشيء أكبر كثيراً".

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية معلومات عن "مصادر أمنية" تزعم أنّ إيران ستهاجم أهدافاً عسكرية. وعلى الرغم من ذلك فإن توسيع الإجراءات تقرّر في الجبهة الداخلية.

وفي وقت سابق، أشار موقع "301 العالم العربي" الإسرائيلي إلى أنّ  السؤال لم يَعُدِ ما إذا كان الرد الإيراني سيقع، بل "متى سيقع، وإذا كانت المنظومة الإسرائيلية متأهبةً لحدث سيغيّر وجه الحرب".

وعدّد الموقع الأسباب التي ستجعل الرد الإيراني يغيّر الحرب، أوّلها أنّ "الحدث الذي حاولت "إسرائيل" حصره في ساحة رئيسة، هي قطاع غزة، سيتحوّل إلى حرب مباشرة متعددة الساحات مع إيران".

ورأى الموقع أنّ وقوع إصابات وأضرار في بنى تحتية إسرائيلية "سيُلزم إسرائيل بالرد على إيران، الأمر الذي سيدخل إسرائيل في حرب استنزاف". 

وأمام ذلك، أكد الموقع أنّ "قواعد اللعبة آيلة إلى التغيّر"، إذ "سيُقابل أي هجوم إسرائيلي ضدّ إيران - فيما يطلق عليه الجيش الإسرائيلي المعركة بين الحروب - بردّ مباشر من طهران".

اقرأ أيضاً: إيران: حرس الثورة يسيطر على سفينة إسرائيلية في مضيق هرمز

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك