ماي تعلن باكية استقالتها من رئاسة الحكومة وحزبها
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تستقيل من منصبها ومن زعامة حزب المحافظين في السابع من حزيران/ يونيو المقبل. واستطلاعات الرأي في بريطانيا تشير إلى أن بوريس جونسون هو الأوفر حظاً لخلافة ماي.
أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي استقالتها من منصبها ومن زعامة حزب المحافظين وذلك بدءاً من السابع من حزيران/ يونيو المقبل.
وقالت ماي التي بدا عليها التأثر خلال مؤتمر صحافي، عقدته صباح اليوم الجمعة، إنها أبلغت الملكة إليزابيث الثانية باستقالتها، وبقائها في منصبها لحين تشكيل حكومة جديدة.
وأضافت: "أصبح من الواضح لي الآن، أن مصلحة البلاد تقتضي وجود رئيس وزراء جديد ليقود هذه الجهود، لذا أعلن اليوم أنني سأستقيل من زعامة حزب المحافظين، يوم الجمعة السابع من حزيران/يونيو".
وقالت ماي: "حاولت التوصل إلى اتفاق، بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، ولكنني فشلت". وأوضحت أنه يمكن الوصول إلى توافق حول بريكست إذا أبدى كل الأطراف استعدادهم لتقديم تنازلات.
مراسل الميادين أفاد بأن المزاج داخل حزب المحافظين سيحدد هوية خلف ماي وما إذا كان سيكون متشدداً بشأن بريكست أو مؤيداً له.
المتحدث باسم الحكومة الألمانية قال إن ميركل تحترم قرار ماي بالاستقالة.
أما وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون فقال إن الوقت حان لإنجاز بريكست.
زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن قال من جهته إنه لا يمكن لماي ولا لحزبها المفكك والمنقسم حكم البلاد، مؤكداً أنه يجب اجراء انتخابات عامة بعد إعلان استقالة ماي.
هذا وأشارت استطلاعات الرأي في بريطانيا إلى أن بوريس جونسون هو الأوفر حظاً لخلافة ماي.
وكان اتفاق بريكست الذي توصلت إليه ماي مع مفوضية الاتحاد الأوروبي، أثار اعتراض أغلبية مجلس العموم البريطاني، منهم أعضاء في حزب المحافظين الذي تترأسه ماي، وبعضهم مؤيدين لانسحاب بريطانيا من الاتحاد، الأمر الذي هدد بإقالة حكومة ماي وإمكانية انتقال الحكم من المحافظين إلى العمال.
ماي كانت قد قللت من شأن التكهنات بإمكانية إقالتها من منصبها بسبب مشروع اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي وأكدت حينها أنها باقية لآخر المطاف رغم سلسلة استقالات وزارية والتي كان على رأسها الوزير المكلف بملف الخروج من الاتحاد الأوروبي دومينيك راب.
وصوّت البرلمان البريطاني في 15 كانون الثاني/ يناير الماضي بالأغلبية بالرفض لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث صوّت 432 نائباً ضد خطة ماي مقابل تأييد 202.
ردود فعل دولية أولية على الاستقالة
وفي أول ردود الفعل الدولية على الاستقالة، قال الاتحاد الأوروبي إن استقالة ماي لن تغير شيئاً في محادثات بريكست.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رأى من جهته أنه من المبكر جداً التكهن بنتائج قرار ماي الاستقالة.
وأشار إلى أنه سيستمر تنفيذ مبادىء الاتحاد الأوروبي وخصوصاً أولوية الحفاظ على حسن سير عمل الاتحاد.
ماكرون دعا إلى "توضيح سريع" لملف بريكست بعد إعلان الاستقالة.
رئيس الوزراء الهولندي قال بدوره على موقعه على تويتر إن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن بريكست لايزال على الطاولة.
الباحث في الشؤون السياسية أنطوان شاربنتييه اعتبر من جهته أن اليمين المتطرف هو المستفيد الأول من التطورات في بريطانيا.
شاربنتييه أشار إلى أن زعيمة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبان ستستخدم الورقة البريطانية للضغط على الرئيس الفرنسي.