الرئيس بوتفليقة يعود إلى الجزائر بعد رحلة علاجٍ في جنيف
طائرة الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة تصل إلى البلاد والرئاسة تعلن عودته، ومعلومات غير مؤكدة عن عن توجهات لاقالة رئيس الوزراء احمد اويحي وتشكيل حكومة جديدة، بالتزامن مع إعلان رئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح أن "الجيش والشعب يمتلكان رؤيا موحّدة لمستقبل البلاد".
اعلنت الرئاسة الجزائرية عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى البلاد.
زأكد نائب وزير الدفاع الوطنيّ رئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح أن "الجيش والشعب يمتلكان رؤيا موحّدة لمستقبل البلاد"، وخلال زيارته المدرسة الوطنية التحضيرية وصف صالح العلاقات بين الجيش والشعب بأنّها "قوية".
وأكدت وزارة الداخلية الجزائرية مواصلة التحضيرات لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، رغم دعوات المعارضة إلى تأجيلها واستمرار الاحتجاجات.
وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن الأمين العام للوزارة صلاح الدين دحمون بحث في اجتماع تنسيقي مع الإطارات المركزية للوزارة والهيئات المحلية الجانب اللوجستي للعملية الانتخابية داخل الجزائر وخارجه.
الداخلية الجزائرية تؤكد استمرار التحضيرات لإقامة الانتخابات الرئاسية في موعدها رغم دعوات المعارضة لتأجيل... https://t.co/aHuYKQ9db4
— الجزائر نيوز (@algerianewsapp) March 9, 2019
وزارة التعليم العالي في الجزائر من جهتها أصدرت قراراً بإخلاء كل المساكن الجامعية.
ومنذ قليل، أفاد مراسل الميادين في الجزائر بأن مدير حملة الرئيس بوتفليقة أكد عزم بوتفليقة على إجراء تغييرات سياسية في النظام، وسط أنباء غير مؤكدة عن توجهات لاقالة رئيس الوزراء احمد اويحي وتشكيل حكومة جديدة.
حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري الحاكم حذّر في بيان له من العصيان المدني، ودعا الأطراف السياسية للعمل معاً لإنهاء الأزمة في البلاد.
وأكد أن الأطراف يراعون المصالح الوطنية والحفاظ على سلمية الحراك لضمان الأمن والاستقرار.
وطالب الحزب بعدم ترك الفرصة لبعض الجهات المجهولة التي تريد الزجّ بالجزائر وشعبها في المجهول.
بالتوازي استجاب الجزائريون بشكل جزئي للإضراب العام الذي دعت إليه قوى المعارضة، وأقفل عدد من المحال التجارية، فيما توقفت بعض الحافلات عن العمل.
وكانت قوى في المعارضة الجزائرية قد دعت إلى تنفيذ إضراب عام وعصيان مدني اليوم قبل ساعات من إعلان المجلس الدستوري المرشحين الرسميين لخوض الانتخابات الرئاسية.
هذا وتظاهر الآلاف من تلاميذ الثانويات في مختلف المناطق الجزائرية.
المتظاهرون خرجوا إلى ساحة أودان في العاصمة ودالي ابراهيم وباب الزوار منددين بترشح بوتفليقة لولاية خامسة، وطالبوه بالرحيل عن السلطة.
وخرج مئات آلاف الجزائريين أمس السبت في 48 محافظة رفضاً لترشُح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة في تظاهرات تحت شعار "جمعة الكرامة".
وأفاد مراسل الميادين بأن قوات الأمن استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، مضيفاً أن قوات الأمن اعتقلت 195 متظاهراً فيما فرقت متظاهرين تجمّعوا قرب أحد المباني الرسمية الذي اندلعت فيه النيران.
المديرية العامة للأمن الوطني تحدثت عن إصابة 112 عنصر في صفوف الشرطة.
الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون حذّرت من خطر داهم يهدد المسيرات الشعبية السلمية في الجزائر.
وفي لقاء لها مع محازبيها تحدثت حنون عن غرف عمليات في دول عربية وغربية تقوم بحملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحرّض على استعمال العنف في المظاهرات، محيّية الوعي الشعبي الرافض للتدخل الأجنبي.
وأكدت حنون أن أحزاب الموالاة الثابتة على دعمها لترشح بوتفليقة لولاية جديدة المثير للسخط الشعبي، توافقت مع كل الأطراف في رفض التدخل الأجنبي.
وعبرت أحزاب سياسية من الموالاة والمعارضة عن تثمينها للوعي الشعبي الكبير الذي يطبع المظاهرات السلمية في الجزائر فبعيداً عن مطلب التغيير رفعت مطالب ترفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي الجزائري.
وطالبت قوى المعارضة بإلغاء الإنتخابات ودعت الجيش إلى تأمين البلاد وكل المرشحين إلى الانسحاب والانضمام إلى حراك الشارع، كما دعت الدول إلى عدم التدخل في شؤون الجزائر الداخلية.
الرئيس الجزائري كان قد حذّر في وقت سابق، من اختراق الحراك الشعبي ضد الولاية الخامسة من قبل أطرافٍ داخليين وخارجيين، مشدداً على ضرورة حفظ الإستقرار للتفرّغ للاستمرار في معركة البناء.
ملاح للميادين: بوتفليقة سيعمل على مرحلة انتقالية
قال الوزير السابق والقيادي في التجمّع الوطني الديمقراطي بلقاسم ملاح إنّ المعارضة لا تمثل شيءً من الشارع وكذلك أحزاب الموالاةـ مشيراً إلى أنّ "كل الطبقة السياسية فاشلة بما فيها أحزاب الموالاة".
وأكد في حوار عبر "المسائية" على شاشة الميادين أنّ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيعمل على مرحلة انتقالية كما جاء في رسالته الأولى، وأنّ الأخير يريد ان يترك البلاد بأيد أمينة.
وفي السياق عينه، ذكر ملاح أنّ "الشارع يطلب ما يهمه ولا يطلب ما تريده أحزابنا"، مضيفاً أنّ الطبقة السياسية لا تحترم المتظاهرين في الشارع وهي تحتقرهم.
القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي نوّه إلى الانجازات التي قام بها بو تفليقة قام، "ولكن هناك نواقص ورغم ذلك الجزائر تقدمت" على حد تعبيره.
ولفت إلى أنّ ولاية الرئيس الجزائري تستمر حتى 28 نيسان/ إبريل ويمكنه اتخاذ أي قرار ومنها حل البرلمان.
بوشرمة للميادين: الجيش هو جزء من الحل للأزمة في الجزائر
من جهته، قال رئيس حزب الشباب حمانا بوشرمة إنّ "لا أحد يقول إن أحزاب المعارضة تمثل كل الشارع وأحزاب الموالاة هي في أزمة".
ورأى أنّ المستفيدين من مرض بو تفليقة زادوا في الفساد وأصبحوا مافيا، ذاكراً أنّ عودة الرئيس الجزائري "لن تغير في المشهد السياسي شيئاً".
كما أشار إلى أنّ جبهة التحرير انتهت وهي فقط في الذاكرة، والجزائريون يحترمون مجاهديها.
ووفقاً لبوشرمنه فإنّ "الجيش هو جزء من الحل للأزمة في الجزائر"، مضيفاً "أقول للرئيس بوتفليقة لا تلتفت إلى المافيا".
وقال إنّ صلاحيات بو تفليقة تسمح له بتأجيل الانتخابات الرئاسية.