الفصائل الفلسطينية في موسكو تتفق على إنهاء الانقسام
الفصائل الفلسطينية تتفق في اللقاء الوطني في موسكو في مسودة بيان لها "إعلان موسكو" على الثوابت لأي حل، في حين دعت الجهاد الإسلامي لاستعادة الوحدة الوطنية وتشكيل مرجعية واحدة يتوافق عليها الجميع. مسودة البيان المشترك أكدت على حق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضي المحتلة عام67، وعلى ضرورة ضمان حق العودة على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي.
اتفقت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في موسكو على إنهاء الانقسام، إلا أنها سحبت البيان الختامي للقائها بسبب عدم التوافق عليه.
وكالة سبوتنيك نقلت عن عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين معتصم حمادة أن النقاط التي هي موضع الخلاف هي تلك التي نصّت على ذكر القدس الشرقية، وعلى إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67، إضافة إلى الخلاف على الحدي عن الشرعية الدولية وحق العودة.
واتفقت الفصائل في مسودة بيان مشترك "إعلان موسكو" أمس الثلاثاء على إعادة ترتيب الأوراق على صعيد البيت الداخلي الفلسطيني. في حين أعلنت حركة الجهاد الإسلامي رفضها.
كما أكد المشاركون على تقارب وجهات النظر، ورفض الانقسام والخطاب عن استحالة التغلب عليه، والتمسك باتفاق القاهرة في 12 تشرين الأول/ سبتمبر 2017، ورفض صفقة القرن وقالوا "نحن وقلقون من تكثيف المحاولات الخارجية لمنع إعادة الوحدة الفلسطينية".
موفد الجهاد الإسلامي إلى موسكو محمد الهندي، دعا لاستعادة الوحدة الوطنية بتشكيل مرجعية واحدة يتوافق عليها الجميع.
وقال الهندي للميادين إنه "يجب تفعيل منظمةِ التحرير الفِلَسطينية وتطويرها وتطبيق اتفاق القاهرة حتى تصبح حماس والجهاد الإسلامي داخل المنظمة".
منظمة التحرير الفلسطينية قالت "نحن لا نقبل بأي اعتراف مشروط بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني".
القيادي في حركة فتح عزام الأحمد وبعد لقاء الفصائل، قال في مؤتمر صحافي إن "اللقاء أخرجنا من الجمود الحاصل بيننا منذ نحو عام"، إلا أنه قدم اعتذاره لموسكو "لعدم تمكننا من صياغة بيان نهائي".
وأضاف الأحمد "لقد تمّ توجيه دعوة لنا لحضور مؤتمر وارسو لكننا رفضنا، لا يشرفنا التعامل مع الإدارة الأميركية الا من خلال مؤتمر دولي تحت رعاية أممية".
وأوضح أنه "وبالرغم من كل خلافات فتح مع إيران فنحن لا نقبل أن نُجند ضدها و(إسرائيل) هي العدو الحقيقي والأبدي لنا".
وتابع "اتفقنا على إنهاء الانقسام لكن آلية التنفيذ ستبحث مع أصدقائنا المصريين، بعد العقبات الجدية التي زرعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب".
الأحمد كشف "نحن في مرحلة تشكيل حكومة جديدة بدل حكومة التوافق الوطني التي شكلت في منزل رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية.
بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق "رغم عدم خروجنا بنتيجة نهائية إلا اننا اتفقنا على كثير من القضايا خلال اليومين الماضيين، أهمها الوحدة الوطنية وتعزيزها، وعدم السماح لأي طرف خارجي في التدخل".
وأضاف "كما توافقنا على مواجهة الخطة الأميركية وعلى عدم الاعتراف بأي دولة ذات حدود مؤقتة، وأن المقاومة بكافة أشكالها حق طبيعي للشعب الفلسطيني، وتوافقنا على حق العودة، واتفقنا على شكرنا لروسيا بمواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني تاريخياً، لكن هناك قضايا تفصيلية اختلفنا عليها، ربما ستحل في جولة أخرى في القاهرة".
عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران اعتبر أن "مواقف حماس السياسية ثابتة وراسخة وهي تنسجم مع الموقف العام لشعبنا الفلسطيني، وأساسها التمسك بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها التحرير وتقرير المصير". وشدد "سنبقى أمناء وأوفياء لدماء الشهداء الذي ارتقوا من أجل فلسطين حرة كاملة".
أما أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، أكد قائلاً "المبادرة الروسية نقلتنا إلى مرحلة جديدة في المشاورات"، وشاكراً موسكو "على موقفها من وارسو الذي نتشارك فيها لأننا نعرف تماماً أن هدفه طمس القضية الفلسطينية".
ممثلو الفصائل الفلسطينية قدموا اعتذارهم بدورهم إلى روسيا لعدم تحقيقهم النتيجة المرجوة من المشاورات في موسكو وعدم الخروج ببيان ختامي.
مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر قال "رغم عدم تواصلنا لبيان ختامي لكن لهذا اللقاء أهميته الكبيرة حيث أن روسيا تستعيد دورها في القضية".
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رأى من جهته أن وضع التسوية الفلسطينية الإسرائيلية مقلق، والخطر الأكبر يكمن بموقف واشنطن.
وأشار لافروف إلى أن "صفقة القرن" الأميركية ستدمر كل شيء تمّ القيام به حتى الآن.