قمة بيروت: دعم الدول المضيفة للاجئين السوريين، وباسيل يجدد طلبه عودة سوريا إلى الجامعة

القمة الاقتصادية العربية تختتم أعمالها في بيروت بغياب معظم القادة العرب، ووزير الخارجية اللبناني يدعو لتحمل المسؤوليات تجاه النازحين السوريين، ولعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

القمة الاقتصادية انعقدت في بيروت وسط غياب غالبية الزعماء العرب (أ ف ب)

دعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه أزمة اللاجئين السوريين، وفي بيان تلاه أمام المشاركين في القمة الاقتصادية العربية دعا من جهته إلى إقامة مشاريع تنموية في المناطق التي يعود إليها النازحون، مؤكداً أن القمة ساهمت في تجاوز التوافق عبر التحفيز على عودة النازحين.

وجدد باسيل التأكيد على أن المطلب اللبناني "بعودة سوريا إلى الحضن العربي هو موقف صادر منا ويتعلق بمصلحة لبنان والدول العربية"، وكشف أن لا تواصل مع الدولة السورية بشأن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وحول غياب الوفد الليبي عن فعاليات القمة، أبدى باسيل أسفه "كدولة لبنانية" لذلك، وقال "لكن على ليبيا مسؤولية حول قضية اختفاء الإمام موسى الصدر"، وأضاف "الإمام الصدر إمام كل اللبنانيين والعرب ونموذج للبنانيين جميعاً المتمسكين بالكشف عن مصيره".

من جهته أمل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في المؤتمر الصحفي الختامي مع وزير الخارجية اللبناني، أمل أن تفتح مقررات القمة الاقتصادية في بيروت الكثير من المحاور.

وردا على سؤال لمراسل الميادين، أكد أبو الغيط أن "تعليق سوريا من جامعة الدول العربية خطوة لم ترضني شخصياً لذا أشرت إلى ليبيا، وأضاف "لا يتم التطرق إلى الشان السوري في جامعة الدول العربية حالياً وسنتابع أي مبادرة بهذا الشأن".

ولم يتطرّق أبو الغيط في كلمته الافتتاحية إلى غياب سوريا عن القمة الاقتصادية العربية، لكنّه عبّر عن حزنه وأسفه لغياب الوفد الليبيّ.

وكانت القمة الاقتصادية العربية انطلقت اليوم الأحد في العاصمة اللبنانية بيروت بغياب معظم القادة العرب.

عون: انعقاد القمة في بيروت يؤكد على دور لبنان ورسالته في محيطه والعالم

عون دعا المجتمع الدوليّ إلى بذل كلّ الجهود لتأمين العودة الآمنة للنازحين السوريين (أ ف ب)

وافتتح الرئيس اللبناني ميشال عون القمة وقال في كلمته "لسنا هنا لنناقش أسباب الحروب والمتسببين بها والمحرضين عليها إنما لمعاجة نتائجها المدمرة على الاقتصاد"، مؤكداً أن "انعقاد القمة في بيروت يؤكد على دور لبنان ورسالته في محيطه والعالم وكنا نتمنى ألا يكون هناك مقاعد شاغرة".

وتسائل عون "أين دولنا من مسيرة تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة في وقت تُنتهك حقوق الشعوب بالعيش الكريم؟"، كما أضاف "أمامنا تحديات كثيرة لكي تصبح أمتنا منتجة وأولها أن نجعل من الأحداث المؤلمة حافزاً للعمل معاً، ونأمل أن تساهم هذه القمة في تفعيل النشاط بالمشاريع العالقة وتنفيذها بما في ذلك من مصلحة لكل شعوبنا".

وأمل الرئيس اللبناني أن "تلحظ القمة مشاريع عصرية مفيدة للعالم العربي"، مشيراً إلى أن "لبنان تقدم بمشروع عن الاقتصاد الرقمي". 

كما تابع "في ظل التحديات التي تواجهنا نتيجة الأزمات أتقدم بمبادرة اعتماد استراتيجية إعادة الاعمار في سبيل التنمية".

عون أشار إلى أن "لبنان دفع ثمناً غالياً جراء الحروب ويتحمل العبء الأكبر في مسألة النازحين السوريين، وقال "ندعو المجتمع الدولي لبذل كل الجهود للعودة الآمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم". 

ولفت في كلمته إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي لا ينفك يمارس عدوانه غير آبه بالقرارات الدولية وينتهكها باستمرار".

من جهته، أعلن الناطق الرسمي باسم القمة العربية التنموية الاقتصادية الاجتماعية أن لا صحة لما تردد عن تكفل دولة قطر بمصاريف تتظيم القمة أو بوضع وديعة مالية في مصرف لبنان .

وزير المالية السعوديّ محمد الجدعان كان قد دعا في بداية القمّة إلى توحيد الجهود ومواجهة كلّ ما من شأنه زعزعة الاستقرار، وفي كلمته خلال افتتاح أعمال القمة شدّد الجدعان على ضرورة تبنّي سياسات تعزّز الروابط بين الأمة العربية.

ووصل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى مطار بيروت الدولي للمشاركة في القمة، وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن أمير قطر غادر القمة متوجهاً إلى المطار بعد مشاركته في الجلسة الافتتاحية فقط. 

كما وصل أمس الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى مطار بيروت الدولي حيث كان في استقباله الرئيس اللبناني ميشال عون كما استقبل عون ممثّل السلطان قابوس إلى القمة.

من جهته، قال الوزير اللبناني السابق غازي العريضي في اتصال مع الميادين إن الضغط الأميركي لعدم عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية كان ضمن العوامل الخارجية التي أثّرت في نجاح القمّة الاقتصادية.

كما أكّد العريضي أن حسابات داخلية ضيّقة بين المسؤولين اللبنانيين أثرت في مستوى المشاركة في القمة.

اخترنا لك