هل باتت الحروب تُخاض على مواقع التواصل الاجتماعي؟ "درع الشمال" نموذجاً
في ظل تراجع هيمنة وسائل الإعلام التقليدية، على الرغم من دورها الهام في النزاعات والحروب، وبروز وسائل التواصل الاجتماعي، الساحة الأبرز لانتقال المعلومات والأخبار، يذهب العديد من السياسيين والأحزاب وغيرهم، إلى اعتماد هذه المنصات لإيصال الرسائل إلى المتلقي. واليوم مع اختلاف التقنيات، بات الجمهور لاعباً أساسياً في التأثير على مجريات الأحداث.
بعض الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية استسلم لواقع وسائل التواصل الاجتماعي الذي حتّم عليه تشكيل منصته الخاصة، ليكون من خلالها لاعباً فعّالاً على جميع الجبهات.
حتى وسائل التواصل الاجتماعي نفسها، تطورت من كونها وسيلة لنشر الصور والمقاطع المصّورة، ومنصة إلكترونية للتعارف بين المستخدمين، إلى كونها مصدراً للأخبار وإن كانت ليست موثوقة نسبياً، وصوتا يكاد يكون أساسياً للشعوب، بل وأكثر من ذلك، بعض الناشطين يستخدمها منصة لشنّ حملات وفتح نقاشات وإثارتها.
وإذا تطرقنا إلى عملية درع الشمال الذي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة - للكشف عما يسميه "أنفاق حزب الله"، نجد أن هذه المنصات استخدمها الناشطون اللبنانيون عموماً لشن حرب نفسية – إذا صح التعبير - على عدوٍ لهم بارع إعلامياً ولديه جيش إلكتروني وميزانية خاصة، من خلال نقل الصورة من الداخل اللبناني واستهزأ من خلالها بالعملية الإسرائيلية.
انطلاقاً من ذلك، هل كانت الهجمة على عملية درع الشمال تديرها قيادة حزب الله خصوصاً في غياب أي تصريح سياسي لها؟ وإن كان هذا صحيحاً فهل يعني أن حزب الله بدأ بتشكيل جيش إلكتروني لمواجهة الاحتلال وخوض المعركة افتراضياً أيضا؟ كما وإن كان العكس صحيحاً، وكل ما ورد على هذه المنصات الاجتماعية هو محض عفوي، فهل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي من المنخرطين في حملات من هذا النوع، على قدر كاف من الوعي للمواجهة افتراضياً من دون الوقوع في شباك التطبيع؟