صحيفة تركيّة: CIA تملك تسجيلاً أمر فيه ابن سلمان بإسكات خاشقجي
صحيفة "حرّييت" التركية تكشف أنّ وكالة الاستخبارات الأميركية تملك تسجيلاً لمكالمة هاتفية أصدر فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تعليمات لإسكات الصحافي المعارض جمال خاشقجي، ووكالة "رويترز" تؤكد صحة تقريرها بشأن "وجود تحرّك داخل العائلة الملكية السعودية لتغيير ولي العهد"، والاتحاد الأوروبي يؤكد أن كل "المسؤولين فعلياً" عن جريمة قتل خاشقجي يجب أن يحاسبوا.
أعلن موقع صحيفة "حرّييت" التركية أن "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA لديها تسجيل لمكالمة هاتفية أصدر فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تعليمات لإسكات الصحافيّ السعوديّ جمال خاشقجي بأسرع ما يمكن".
وكشفت الصحيفة أنّ "مديرة الوكالة جينا هاسبل لمّحت إلى وجود هذا التسجيل خلال زيارتها أنقرة الشهر الماضي"، فيما قال مسؤول تركي لوكالة "رويترز" إنه ليست لديه معلومات عن مثل هذا التسجيل.
كما نقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن إبراهيم كالين، المتحدّث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قوله إنّ الأخير "قد يلتقي ولي العهد السعوديّ على هامش قمة مجموعة العشرين".
في المقابل نقلت وسائل إعلام تركية نفيًا عن الرئاسة لعقد أيّ لقاء بين الجانبين، قبل أن تنقل وكالة "سبوتنيك" عن مكتب الرئاسة التركية نفيه وجود تصريح من إردوغان بالخصوص.
من جهتها، اتهمت تركيا الإدارة الأميركية بمحاولة غضّ الطرف عن قتل خاشقجي. ورفض نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي نعمان قورتولموش تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول هذه القضية، واصفاً إيّاها بالـ"كوميدية".
وكان ترامب قال في بيان له الثلاثاء الماضي إنّ واشنطن تعتزم أن تظل شريكاً راسخاً للسعودية على الرغم مما توصلت إليه أجهزة الاستخبارات الأميركية من أنه من الوارد جداً أن ولي العهد السعودي كان على علم بمقتل خاشقجي.
إلى ذلك أكدت وكالة "رويترز" صحة تقريرها بشأن "وجود تحرّك داخل العائلة الملكية السعودية لتغيير ولي العهد محمد بن سلمان".
وفي ردّ لها على نفي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قالت الوكالة في بيان لها إنها "متمسّكة بتقريرها عن وجود مثل هذه المساعي لتنحية بن سلمان"، مشيرةً إلى أنها "استندت في معلوماتها إلى ثلاثة مصادر مقرّبة من الديوان الملكيّ".
الاتحاد الأوروبي يطالب بمحاسبة المسؤوليين الفعليين عن مقتل خاشقجي
في سياق متصل، أكد الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس أن كل "المسؤولين فعلياً" عن جريمة قتل جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول الشهر الماضي يجب أن يحاسبوا.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال زيارة إلى أنقرة إنّ "المسؤولين فعلياً عن هذه الجريمة الرهيبة يجب أن يحاسبوا"، وأضافت "كنا على الدوام ضد تطبيق عقوبة الإعدام مثلاً. لكننا نتوقع تحقيقاً كاملاً وشفافاً وعادلاً (...) بما يتماشى مع مبادئنا وقيمنا وممارسات أنظمتنا القضائية".
كلام موغيريني جاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، حيث دعت إلى "تحقيق شفاف بالكامل ويحظى بمصداقية". وتابعت قائلةً "بالنسبة لنا المحاسبة لا تعني الانتقام".
وفي سياق متصل، فرضت فرنسا اليوم الخميس، عقوبات تشمل حظر سفر على 18 سعودياً، على خلفية مقتل خاشقجي، وحذرت من أن "العقوبات قد تشمل آخرين بناء على نتائج التحقيق".
واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها "مقتل خاشقجي جريمة شديدة الخطورة ارتكبت أيضاً بحق حرية الصحافة وضد حقوق أساسية".
وأضاف البيان "فرنسا تطالب بإلقاء الضوء بالكامل على ملابسات ارتكاب هذا الفعل، وتتوقع من السلطات السعودية رداً شفافاً ومفصلاً وشاملاً".