الحريري لم يقدّم حلاً لأزمة تأليف الحكومة، والنواب المستقلون: لن نتراجع عن مطلبنا المحّق
لم يقدّم الرئيس المكلف تأليف الحكومة في لبنان سعد الحريري حلولاً عملية لتجاوز العقدة الاخيرة المتمثلة بتوزير أحد النواب الستة المستقلين ، وفي الوقت عينه لن يتراجع هؤلاء عن حقهم بالمشاركة في الحكومة كما أكدوا للميادين نت.
خالف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري التوقعات ولم يحسم مسألة مشاركة النواب السنة المستقلين في حكومته المنتظرة، وعليه يبقى تأليف الحكومة في فترة المراوحة مع استمرار المشاورات التي يجريها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل للتوصل إلى حل للازمة.
الكرة في ملعب الرئيس المكلّف
لا يبدو أن العقدة الحكومية المتعلقة بتوزير أحد نواب اللقاء التشاوري ستسلك طريقها إلى الحل، لا سيما بعد إعلان الحريري أنه غير مستعد للخسارة مرتين، في إشارة إلى خسارته الاولى لعدد من المقاعد في الانتخابات النيابية الاخيرة (جرت الانتخابات في 6 أيار/ مايو الفائت وفق نظام النسبية للمرة الاولى في البلاد)، وعدم القبول بتوزير أحد ممثلي اللقاء التشاوري والذي يضم نواباً من خصوم تيار المستقبل في مناطق لبنانية عدة.
ووفق تلك المعادلة ومع إصرار حزب الله على دعم مطلب حلفائه في اللقاء التشاوري يقود الوزير باسيل مبادرة لم تتكشف مضامينها بعد لإيجاد حل يخرج التشكيلة الحكومية من عنق الأزمة.
وفي السياق، يؤكد عضو اللقاء التشاوري النائب قاسم هاشم للميادين نت أن " موقف الرئيس الحريري لم يأت بجديد ، وهو أكد ولو بنبرة غير مرتفعة على موقفه الرافض لتوزير ممثل عنا، وإن كان لم يغلق نهائياً أبواب الحل غامزاً من قناة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون".
أما عن الخسارة مرتين التي تحدث عنها الحريري فيجيب قاسم " الخسارة ليست لا مرتين ولا ثلاثاً ، وهي واحدة والحريري إعترف بخسارته في الانتخابات وبالتالي من المنطقي أن يكون إنعكاس نتائج الانتخابات على التشكيلة الحكومية وهذا أمر بديهي".
ويؤكد هاشم عدم التراجع عن " المطلب المحق بالتمثيل في الحكومة العتيدة "، ويتابع " نحن اليوم أكثر إصراراً على موقفنا ، ويجب على الأب أن يكون عادلاً ( في إشارة لقول الحريري بأنه أب السنة في لبنان)، وكما وافق على إعطاء كتلة النائب نجيب ميقاتي المؤلفة من 4 نواب وزيراً ، فمن الطبيعي أن يكون لكتلة من 6 نواب وزيراً في الحكومة ، والاهم من ذلك كله لا يجب الاستمرار في التنكر لوجود هذه الكتلة".
وفي المقابل تشير أوساط اللقاء التشاوري للميادين نت أن" أي طرح لتمثيل اللقاء بوزير من خارج صفوفه لن يجد طريقه للتنفيذ ، ولن نعترف به ".
وكشفت أن "طرحاً بتوزير شخصية من خارج اللقاء التشاوري واجه رفضاً من أحد نواب اللقاء الذي إلتقى باسيل قبل يومين"، وتضيف " أنه ليس لدى اللقاء التشاوري ما يمكن أن يتنازل عنه ، وهو أصلاً لا يطالب سوى بوزير واحد ، فكيف يمكن له التنازل عن هذا المطلب".
إلى ذلك أعربت مصادر تيار المستقبل للميادين نت عن "خشيتها من وجود عقد خارجية تؤخر تأليف الحكومة، لا سيما أن الرئيس المكلف قدم كل التسهيلات اللازمة لولادة حكومة الوحدة الوطنية"، وتلفت إلى أن لا حكومة في المدى المنظور في حال التمسك بمطلب توزير النواب المستقلين ، مع التأكيد على بقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الاطراف المعنية ".
إلى ذلك، قال رئيس البرلمان نبيه بري إن أبواب الحل مفتوحة للحل، وإنه ابلغ الوزير جبران باسيل موقفه تجاه الأفكار التي يمكن ان يبنى عليها، آملاً في أن تنجح الجهود والمساعي لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن ، للضرورات الوطنية على المستويات كافة
وعلى خط المشاورات للخروج من الازمة يواصل باسيل لقاءاته مع الشخصيات السياسية والدينية ، وأعلن بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: "كلّي تفاؤل بعد أن قال كلّ ما لديه لناسه وحان الوقت لايجاد الحلّ بين الحيطان الأربعة".
وأضاف: "نريد حكومة قوية لذلك نريد رئيس حكومة قوياً، ونريد حكومة وحدة وطنية بعيداً عن منطق الإكراه والفرض".
ورداً على سؤال حول لقاء مع نواب سنة 8 آذار، قال: "كل ما يساهم في الحلّ وفي تشكيل حكومة وحدة منتجة أنا مستعد له، ومن واجبي لقاؤهم".