"ذي اتلانتيك": أياً كان من سيربح في الحرب السورية فإن إسرائيل ستكون الخاسر
مجلة "ذي أتلانتيك" تتحدّث عن ازدواجية "إسرائيل" في الحرب على سوريا، وتؤكّد أن إيران وحلفاءها مستعدّون لتحدّي "إسرائيل" على جبهات متعدّدة في السنوات المقبلة. وتشير المجلة إلى أن لدى حزب الله المزيد من المقاتلين في لبنان وسوريا ويقتني أسلحة أفضل من أيّ وقت مضى في تاريخه.
نشرت مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية مقالاً تحدّثت فيه عن ازدواجية "إسرائيل" في الحرب على سوريا، وقالت إن وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أدان عام 2016 الرئيس السوري بشّار الأسد ووصفه بـ "الجزّار".
وأثار ليبرمان بحسب المجلة التي وصفته بـ "المتشدّد"ملاحظة متفائلة حول اكتساب الأسد للقوّة، وردّاً على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن هذا سيقلّل من احتمال وقوع اشتباكات على الحدود الشمالية لـ "إسرائيل" قال ليبرمان "أعتقد ذلك. أعتقد أن هذا أيضاً من مصلحة الأسد".
المجلة أشارت إلى فشل دبلوماسية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتواصلة مع بوتين في احتواء المزيد من التطورات المقلقة عبر الحدود، مضيفة أن المسؤولين الإسرائيليين يستبعدون إلى حدٍ كبير وعود روسيا بأنها تستطيع إبقاء القوات الإيرانية على بعد 53 ميلاً من الحدود مع فلسطينَ المحتلة.
المجلة اعتبرت أن تضارب مصالح إسرائيل في سويا يتمثل أولاً بتمكّن إيران من الوصول إلى حدود إسرائيل الشمالية وتسهيل تدفّق الأسلحة إلى حزب الله، بالإضافة إلى خطاب الرئيس السوي المُناهض لإسرائيل.
وأشارت إلى أن "إسرائيل" التي امتنعت عن محاولة صوغ نتائج الحرب السورية، سعت بقوة إلى تحقيق مجموعة ضيّقة من الأهداف المصمّمة لحماية مصالحها، حيث أطلقت حملة جوية لمنع إيران من إقامة قواعد عسكرية دائمة في سوريا أو نقل صواريخ متطوّرة إلى حزب الله، كما قامت بتمويل الجماعات المسلّحة السورية وتسليحها في الجنوب لإبعاد إيران وحلفائها عن حدودها.
وتحدّثت المجلة عن الاتفاقية التي وقّعت بين إيران وسوريا مؤخّراً لمزيد من التعاون العسكري بين البلدين. وقالت إن إسرائيل شنّت أكثر من 100 غارة جوية ضدّ قوافل سلاح حزب الله منذ بداية الحرب لمواجهة التهديد الإيراني، واستخدمت سيارة مفخّخة لاغتيال عالِم سوري لعب دوراً قيادياً في برنامج القذائف المتطوّرة في البلاد (في إشارة إلى اغتيال مدير مركز البحوث العلمية في مصياف عزيز إسبر عبر تفجير سيارته في ريف حماة).
لكنّ الأسد -بحسب المجلة- يعزّز من جديد سيطرته على بلاده، مدعوماً بدعم غير مسبوق من إيران. المجلة أشارت إلى أن ضباطاً من الحرس الثوري الإسلامي ومقاتلين من حزب الله قاموا بتوسيع وتعزيز شبكاتهم العسكرية في سوريا، ولديهم الآن صواريخ متطوّرة بعيدة المدى قادرة على إحداث دمار غير مسبوق "للمدن الإسرائيلية".
وتحدّثت المجلة عن الفترة التي استثمرها نتنياهو في علاقته الشخصية مع الرئيس الروسي من أجل مواصلة الضغط على إيران وحلفائها، وعزت ذلك إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدّث في وقتٍ سابقٍ عن سحب جميع الجنود الأميركيين من سوريا، مؤكّدة أن تعاون إسرائيل مع روسيا يقوم على أساس الضرورة، وليس على الإيمان بأن موسكو وقفت إلى جانب "إسرائيل" في مواجهتها الإقليمية مع إيران.
وأوضحت المجلة حقيقة أن إيران وحلفاءها مستعدون لتحدّي "إسرائيل" على جبهات متعدّدة في السنوات المقبلة. مشيرة إلى أن حزب الله يضم المزيد من المقاتلين وأسلحة أفضل من أيّ وقت في تاريخه. لافتة إلى أن حماس و "إسرائيل" انخرطا في سلسلة من الاشتباكات لعدّة أشهر في قطاع غزّة قبل أن يثبت وقف إطلاق النار. وفي إيران، أكّدت المجلة أن هناك خطراً متنامياً يتمثل في قدرة الجمهورية الإسلامية على استئناف برنامجها النووي بعد قرار إدارة ترامب بإعادة فرض العقوبات على البلاد.
واقتبست المجلة عن مايكل آيزنشتات، وهو ضابط سابق بالجيش الأميركي قوله إن "الهدف هو تطويق إسرائيل في سلسلة من النزاعات ذات النهايات المنخفضة المستوى والتي تجعل الحياة هناك غير مُحتملة".