الموفد الروسي من بيروت: سوريا مستعدة لاستقبال كل من يرغب في العودة إليها
الموفد الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف يواصل زيارته للبنان ويقول من القصر الجمهوري إننا سنواصل العمل المشترك من أجل عودة النازحين السوريين إلى بلدهم.، بعد إعلانه أن للمسؤولين اللبنانيين رؤية بلاده لحل أزمة النازحين السوريين من خلال إنشاء لجان في الدول المجاورة لسوريا والتي تستضيف أعداداً كبيرة من النازحين ولا سيما في لبنان والأردن وتركيا فضلاً عن دول أخرى بينها العراق ومصر على أن تشمل الخطة الروسية إعادة بعض النازحين السوريين من دول أوروبية عدة.
شغلت المبادرة الروسية بشأن النازحين السوريين الأوساط اللبنانية الرسمية والشعبية على حد سواء وفرضت نفسها على المشهد اللبناني بنداً أولاً في سلم الأولويات متقدمة على إنشغال اللبنانيين بحلّ العقد التي تحول دون الإعلان عن حكومة الرئيس سعد الحريري الثانية في عهد الرئيس ميشال عون.
فبيروت استقبلت الموفد الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف على رأس وفد رفيع المستوى دبلوماسي - عسكري ضم إليه 13 شخصية من ممثلين لوزارتيْ الخارجية والدفاع، واستهل الوفد جولته بلقاء مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حيث جرت مناقشة الرؤية الروسية بشأن عودة النازحين السوريين وبحسب مصادر المجتمعين للميادين نت فإن الحريري أثنى على المبادرة الروسية نظراً لما ستحمله من نتائج إيجابية للبنان في المستقبل خصوصاً أن البلاد تستضيف أكثر من مليون نازح سوري في ظل أوضاع إقتصادية صعبة عدا أن الجانب الروسي مصمم على السير قدماً بإنهاء هذا الملف بإعادة النازحين الى ديارهم، وهو ما تجلّى بخطوات بدأت وزارة الدفاع الروسية بتفيذها التي أعلنت عن فتح معبرَين للنازحين السوريين من الأردن ولبنان. على أن يلي ذلك فتح ثلاثة معابر أخرى لهذه الغاية.
وأصدر المكتب الاعلامي للرئيس الحريري بياناً عن اللقاء أشار فيه إلى أنه "جرى البحث بتفاصيل ما يحمله من مقترحات حول الخطة المرتقبة لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم".
ومن ثم التقى الوفد الرئيس عون في حضور رئيس البرلمان نبيه بري والحريري ووزير الدفاع يعقوب الصراف وممثلين لوزارة الخارجية وقادة الأجهزة الأمنية وجرى خلال اللقاء بحث مستفيض في بنود المبادرة الروسية علماً أنّ رئيسي الجمهورية والحكومة اتفقا على الصيغة الواجب اعتمادها من جانب الدولة اللبنانية إزاء المقترحات الروسية الهادفة إلى إعادة النازحين إلى سوريا، وهو ما أكد عليه الحريري بإعلانه الاتفاق مع عون على موقف موحد بشأن المبادرة خلافاً لما كان سائداً في لبنان من تباينات بين الرئاسة ووزارة الخارجية ومعهما فريق وازن من القوى السياسية من جهة وموقف الحريري وحلفائه من جهة ثانية حيث كان الطرف الأخير يصر على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا تماشياً مع التوجه الخارجي لخصوم دمشق.
ومن القصر الجمهوري اللبناني في بعبدا قال لافرنتييف إنه "من الضروري تأمين الظروف الملائمة لعودة اللاجئين وأؤكد أن الحكومة السورية تقبل من يريد العودة إلى بلده".
وأضاف "نعتقد ان الوضع في سوريا يميل إلى الهدوء، والحرب على الإرهاب وعلى "داعش" وصلت إلى نهايتها، بالطبع هناك حاجة لبعض الوقت للتعامل مع ما تبقى من الإرهابيين وتحرير الارض السورية منهم ونأمل أن يتم ذلك، ليس فقط على الأراضي السورية بل على أراضي الدول التي يتواجدون فيها".
من جهته أبلغ عون الموفد الخاص ترحيب لبنان بالمبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم، معتبراً "أن هذا الموقف يتجاوب مع الدعوات اللبنانية لتأمين عودة آمنة للنازحين، ما يحدّ من تداعيات النزوح السوري على الوضع في لبنان".
وأعرب عون عن استعداد لبنان لتقديم المساعدة اللازمة لتنفيذ المقترحات الروسية بإعادة النازحين، سواء عبر اللجان التي ستُشكّل لهذه الغاية، او عبر الآلية التي ستعتمد، داعياً المجتمع الدولي الى المساعدة في تحقيق هذه العودة، لا سيما وأن الأزمة السورية باتت على أبواب الحل السياسي، ما يوفر الأجواء المؤاتية لتحقيقها.
وفي سياق متصل، رجحت أوساط لبنانية أن يتولى المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم رئاسة اللجنة اللبنانية علماً أن بيروت ستقرر لاحقاً طبيعة التمثيل اللبناني في هذه اللجنة بحسب طبيعتها ليكون هذا التمثيل بالمثل، أمنياً إذا كانت اللجنة ذات طابع أمني أو دبلوماسياً إذا كانت ذات طابع دبلوماسي، مع الإشارة إلى أن موسكو أعلنت أن سفيرها في لبنان ألكسندر زاسبكين سيتولى رئاسة اللجنة من الجانب الروسي.
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام أنها ستؤمن العودة الطوعية لمئات النازحين السوريين من منطقتي البقاع الغربي والأوسط وبلدة شبعا ومحيطها إلى سوريا عبر معبر المصنع الحدودي صباح يوم السبت
بدورها أشارت مصادر متابعة للميادين نت أن على اللبنانيين مساعدة أنفسهم أولاً في قضية عودة النازحين بدءاً من الموقف الموحد وصولاً إلى آلية التعاطي مع المبادرة الروسية التي تمثل برنامج عمل يشمل كل الدول التي لجأ إليها النازحون السوريون بما فيها لبنان.
إلى ذلك، أكدت مصادر سورية للميادين نت أن أي تنسيق بشأن إعادة النازحين يجب أن يمر حصراً من دمشق مع التقدير الكبير لجهود الأصدقاء وتابعت "هؤلاء مواطني الدولة السورية والأخيرة أدرى بكيفية التعامل مع عودتهم وهي أصلاً تناشدهم دوماً العودة، والأشقاء اللبنانيين يعلمون أن التنسيق يجب يكون مع الحكومة السورية ولا يمكن لأي طريقة أخرى أن تحول دونه".