لبنان يرفض تحريض مفوضية اللاجئين على عدم عودة النازحين السوريين إلى ديارهم
شكّل قرار وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وقف تجديد إقامات العاملين لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة تطوّراً لافتاً في العلاقة المُلتبِسة أصلاً بين الطرفين، لاسيما بعد عدم ترحيب المفوضية بعودة نازحين سوريين إلى بلادهم.
تفاعل قرار وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بتجميد طلبات الإقامة الخاصة بموظّفي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بسبب أزمة اللاجئين السوريين. واتّهم باسيل المفوضية بتخويف النازحين لثنيهم عن العودة إلى سوريا.
وفي سياقٍ متّصلٍ كشفَ رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري للميادين نت أن الاستعدادات أُنجِزت لعودة نحو 3500 نازح سوري إلى منطقة القلمون خلال الأيام المقبلة، عِلماً أن قرار باسيل جاء بعد عدم تشجيع المفوضية لهؤلاء النازحين بالعودة إلى ديارهم، ولم يتردّد موظّفو المفوضية عن سعيهم بإقناع بعض النازحين السوريين بعدم العودة وتحذيرهم مما سمّوها "المخاطر التي تتهدّد عودتهم"، وفق ما أكّده عدد من النازحين أمام وسائل الإعلام اللبنانية.
وفي المقابل، استغربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، المعلومات بأن مسؤولين فيها يقومون بتخويف النازحين السوريين المُقيمين في بلدة عرسال من العودة إلى بلداتهم داخل سوريا.
ونفى المتحدّث باسم المفوضية وليام سبيدلر لمراسل الميادين موسى عاصي في جنيف أن تكون المفوضية تقوم بتحريض النازحين على عدم العودة إلى ديارهم، وأوضح أن المفوضية أجرت لقاءات مع النازحين الراغبين بالعودة إلى سوريا، وشرحت لهم بعض المسائل للتأكّد أنهم يعودون بشكل طوعي، علماً أن الأوضاع في سوريا بالنسبة للمفوضية لا تتلاءم مع عودة منظمّة للنازحين.
بدوره لفتَ رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري في حديث لـلميادين نت إلى أن "الإستعدادات اللوجستية أُنجِزت لتنفذ عودة آلاف النازحين في الأيام المقبلة"، مشيراً إلى أنه "سجّل 3600 شخص أسماءهم للعودة إلى القلمون من أصل 30 ألفاً موجودين في عرسال يتحدّرون من المنطقة نفسها".
وأوضح الحجيري أن البلدية وثّقت جميع المعلومات عن هؤلاء النازحين الذين يريدون العودة إلى بلدتي قارة وفليطا القريبتين من عرسال، واللتين نزحوا منهما إلى البلدة اللبنانية الحدودية قبل 6 سنوات. وأشار إلى أن هؤلاء يرغبون أن تحصل مُصالحة بينهم وبين الحكومة السورية.
وكشفَ الحجيري أن البلدية سلّمت اللوائح بأسماء الراغبين بالعودة إلى السلطتين اللبنانية والسورية بعد أن تمّ تسليمها إلى المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم قبل ستة أسابيع، مشيراً إلى لقاء حصل بين الجانبين اللبناني والسوري شاركت فيه وزارة المصالحة الوطنية السورية.
ويُذكر أن بلدة عرسال تأوي العدد الأكبر من الناحين السوريين الذين غادروا مناطق القلمون. وفي آب/ أغسطس الماضي عاد آلاف النازحين إلى القلمون بعد تحرير جرود البلدة من الجماعات الإرهابية المسلّحة.
هذا وبعد إتمام عودة المجموعة الأولى من عرسال، من المتوقّع استكمال عودة مُماثِلة للنازحين من شبعا إلى بيت جن، بعدما كان قد غادر نحو 500 منهم قبل نحو شهرين، بإشراف الأمن العام اللبناني، وبالتنسيق مع السلطات السورية.