المشنوق يعلن نتائج الانتخابات البرلمانية: لبنان دخل مرحلة سياسية جديدة
صدور نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية في معظم المناطق باستثناء منطقة الشمال الأولى (عكار) شمال لبنان، ووزير الداخلية نهاد المشنوق يعتبر أن لبنان دخل مرحلة سياسية جديدة مع مجلس نواب جديد.
أعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأحد في لبنان باستثناء منطقة عكار شمال لبنان.
وقال المشنوق في مؤتمر صحافي مساء اليوم الإثنين، إن نتائج محافظة عكار ستعلن رسمياً يوم غد الثلاثاء، كما شدد على أنه لم يُفقد أي من صناديق الاقتراع، ولكن تأخر التسليم فقط.
وإذّ قال إنه لا ينكر وجود بعض الشوائب في ظل القانون الجديد، أضاف المشنوق المهم أننا أنجزنا هذه الانتخابات"، مهنئاً كل الفائزين، معتبراً أن لبنان دخل مرحلة سياسية جديدة مع مجلس نواب جديد.
وأكد الوزير اللبناني، أن جميع المشاكل التي حدثت خلال عملية الاقتراع عولجت بشكلٍ سريع.
بدورها، أعلنت الداخلية اللبنانية نتائج الانتخابات، مع الإشارة إلى أن دائرة الشمال الأولى (7مقاعد) لم تصدر رسمياً بعد وتحتاج لساعات.
وأسدل لبنان الستار على الإنتخابات التي جرت للمرة الأولى وفق النظام النسبي وسط إقبال لم يتجاوز الـ50 % على خلاف التوقعات.
وأظهرت نتائج الإنتخابات فوز لوائح المقاومة وحلفائها في معظم الدوائر الإنتخابية، فيما سجلت بعض المفاجآت في عدد من الدوائر، كان أبرزها تراجع حضور تيار المستقبل في الشمال، في الوقت الذي عززت فيه القوات اللبنانية حضورها في البرلمان الجديد.
وأظهرت النتائج فوز لوائح حزب الله وحركة أمل وحلفائهما في دوائر الجنوب الثلاثة، وكذلك حصوله على 4 مقاعد في بيروت الثانية، وجبل لبنان الثالثة، وفي دوائر البقاع الثلاثة، مع تسجيل خرق للقوات اللبنانية، وتيار المستقبل بمقعد لكل منهما في دائرة بعلبك – الهرمل.
اللافت أيضاً في تلك النتائج تراجع حضور تيار المستقبل في الدائرة الثانية ببيروت، كذلك تراجع حجم كتلته في البقاع الغربي.
أما أبرز النتائج غير المتوقعة فكانت في دائرة الشمال الثانية والتي تضم طرابلس والمنية والضنية حيث حصد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي 4 مقاعد، والوزير السابق فيصل كرامي مقعدين، مقابل 5 مقاعد لتيار المستقبل. واللافت أيضاً عدم فوز وزير العدل السابق أشرف ريفي بأي مقعد نيابي.
وفي الشمال أيضاً، عزز تيار المردة برئاسة الوزير السابق سليمان فرنجية حضوره وحصد مع حلفائه 4 مقاعد.
التيار الوطني الحر عزز حضوره البرلماني أيضاً، وفاز مرشحوه في معظم الدوائر الإنتخابية، ومن أبرزهم رئيسه الوزير جبران باسيل في دائرة الشمال الثالثة، وكذلك الوزير سيزار أبي خليل، والوزير السابق ماريو عون في دائرة الجبل الرابعة، عدا عن فوز معظم مرشحيه في دوائر كسروان وجبيل والمتن وجزين وغيرها.
أما الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب وليد جنبلاط فحافظ على كتلته النيابية بعد فوز معظم مرشحيه في مختلف الدوائر.
وتراجعت كتلة حزب الكتائب بعد خسارة معظم مرشحيه بإستثناء 3 منهم بينهم رئيس الحزب النائب سامي الجميل.
وفازت لائحة المجتمع المدني بمقعد في دائرة بيروت الأولى.
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري قال إن "اللبنانيون قالوا كلمتهم وكلمة مرشحينا كانت واضحة بعدما كانت معركتنا على جبهات مختلفة".
وأضاف في مؤتمر صحافي " صحيح أننا لم ننل ما راهنا عليه في الانتخابات وأمامنا اليوم تحديات كثيرة، لكن لدينا رصيد شعبي كبير والانتخابات محطة انتهت سبقتها محطات مع جمهور احتضن تيار المستقبل".
وفي حين قال إن "لا أحد قادر على كسر تيار المستقبل في لبنان"، أضاف قائلاً "أمدّ يدي للجميع لأنني أعرف أن لبنان لا يحكم دون جميع مكوّناته السياسية".
وأردف قائلاً "حصلنا على 21 نائباً في البرلمان اللبناني ونعتبر أنفسنا ناجحين"، مقراً أن "هناك ثغرات داخل تيار المستقبل وأن المسؤولين عنها سيحاسبون".
نتائج الانتخابات الرسمية سترسم ملامح المرحلة السياسية المقبلة في البلاد، بدءاً من إنتخاب رئيس للبرلمان ومن ثم تسمية رئيس مكلف تشكليل الحكومة، وصولاً إلى نيل الحكومة الجديدة أو حكومة العهد الأولى كما ستسمى مروراً بالكباش غير السهل على توزيع الحقائب الوزارية، ولا سيما السيادية والخدماتية، وسط توقعات بأن لا تكون تلك الأمور سلسة لأن الكثير من التباينات ظهرت في البلاد قبل دخول لبنان فترة الإستحقاق الإنتخابي.