باكستان ترحب برغبة "طالبان" الانضمام إلى مشروع الممر الاقتصادي الباكستاني-الصيني

وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد يصف رغبة حركة "طالبان" بالانضمام إلى مشروع الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني بــ"الأمر مشجع"، والحكومة الصينية تؤكّد استعدادها لتنفيذ المشاريع.

  • باكستان ترحب برغبة
    مشروع الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني يعد واحداً من المشروعات الرئيسية لمبادرة الحزام والطريق

أعربت باكستان، اليوم الاثنين، عن ترحيبها برغبة حركة "طالبان"، والتي تسيطر على السلطة في جارتها أفغانستان، بالانضمام إلى مشروع الممر الاقتصادي الباكستاني-الصيني.

 ورحب وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد، في تصريح صحفي، بتصريحات المتحدث باسم حركة "طالبان"، الملا ذبيح الله مجاهد، بأنّ أفغانستان تحت سيطرة "طالبان"، تؤيد مبادرة الحزام والطريق الصينية و"ترغب في الانضمام إلى مشروع الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني". 

ووصف الوزير أحمد هذا التوجه من "طالبان" بــ"الأمر مشجع"، مشدداً على أنّ باكستان تفتخر بصداقتها مع الصين، ولو تحمل "طالبان" نفس الرؤية فـ"هذا أمر طيب".

وإلى جانب باكستان، يبدو أنّ حركة "طالبان" تتطلع إلى علاقات جيدة والحصول على استثمارات من الصين، فقد وصف المتحدث باسم "طالبان" بكين بأنّها "شريك مهم لكابول".

هذا ووجهت "طالبان"، اليوم الاثنين، دعوةً إلى بعض الدول، من بينها الصين وباكستان، لحضور فعاليات بمناسبة الإعلان عن تشكيل الحكومة. وقالت حركة "طالبان" إنّها تعتبر الصين شريكاً أساسياً، مؤكّدةً دعمها للمبادرة الصينية "حزام واحد طريق واحد".

وصرح المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في حوار مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية بأنّ "الصين هي شريكنا الرئيسي، إنّها تقدم لنا إمكانية أساسية واستثنائية، لأنها مستعدة للاستثمار في بلدنا وإعادة بنائه".

وأشار مجاهد إلى أنّه "بالإضافة إلى ذلك، لدينا مناجم نحاس غنية يمكن استئناف الإنتاج فيها وتحديثها بفضل الصينيين"، مضيفاً أن "الصين هي بوابتنا إلى الأسواق العالمية".

كما أعرب مجاهد عن أمله في أن تساعد الصين في إعادة بناء صناعة التعدين في أفغانستان، لافتاً إلى أنّ "مشروع بكين حزام واحد طريق واحد سيعمل على إحياء طريق الحرير القديم".

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنّ مساعد وزير خارجية الصين أو تزيانهاو، أجرى محادثة هاتفية مع نائب مدير المكتب السياسي لحركة "طالبان"، عبد السلام حنفي، وقالت إنّ الدبلوماسي الصيني أكّد أنّ "بكين تحترم دائماً سيادة واستقلال ووحدة أراضي أفغانستان"، وأعرب عن أمله في أن تحقق أفغانستان "السلام والاستقرار في أسرع وقت ممكن".

 الحكومة الصينية أكدت أيضاً أنّها مستعدة لتنفيذ المشاريع في إطار مبادرة "حزام واحد – طريق واحد" في أفغانستان لكن بعد إعادة الاستقرار ووقف الاضطرابات في هذا البلد.

بدوره، قال حنفي، إنّ "الصين صديق يعتمد عليه لأفغانستان"، مشيراً إلى أنّ "طالبان ملتزمة بتطوير العلاقات الودية بين أفغانستان والصين، ولن تسمح أبداً لأي قوة باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد مصالح الصين، وستتخذ إجراءات فعالة لضمان أمن المؤسسات والموظفين الصينيين في أفغانستان".

وأوضح أنّ السلطات الأفغانية تدعم ومستعدة للتعاون في إطار مشروع "الحزام والطريق" الصيني الذي "من شأنه أن يساهم في تنمية وازدهار أفغانستان والمنطقة".

ويذكر أنّه في كانون الأول/ ديسمبر 2017، أعلنت الصين وباكستان البدء في خطة الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، بعد موافقة من حكومتي البلدين، مع ربط مبادرة الحزام والطريق الصينية ورؤية باكستان 2025.

ويهدف مشروع الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني إلى إنشاء طريق بري يضم شبكة طرق وسكك حديدية، يربط بين مدينة كاشغر، غربي الصين وميناء غوادر الباكستاني، ويعد واحداً من المشروعات الرئيسية لمبادرة الحزام والطريق.

مع بدء الولايات المتحدة تطبيق خطة الانسحاب من أفغانستان، بدأت حركة "طالبان" تسيطر على كل المناطق الأفغانية، وتوجت ذلك بدخولها العاصمة كابول، واستقالة الرئيس أشرف غني ومغادرته البلاد. هذه الأحداث يتوقع أن يكون لها تداعيات كبيرة دولياً وإقليمياً.

اخترنا لك