"مسيرة العودة" تقلق إسرائيل
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي رونن منليس يحذّر من أنّ "مسيرة العودة الكبرى" غداً الجمعة ليست تظاهرة كشافة، ويهدد الفلسطينيين وحركة حماس في قطاع غزة بدفع ثمن باهظ في حال تمّ تجاوز السياج الفاصل، فيما وزير البناء والإسكان يوآف غالانت ينذر بسخونة الوضع في الساحة الفلسطينية.
أعرب مسؤولون سياسيون وعسكريون إسرائيليون عن مخاوفهم من مسيرة العودة الكبرى المزمع خروجها غداً الجمعة في عموم فلسطين.
ومن المخطط أن تنطلق المسيرة بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى قيام الحكومة الإسرائيلية بمصادرة أراض يملكها عرب في الجليل في 30 آذار/ مارس 1976، وهو ما أدى إلى سقوط 6 شهداء فلسطينيين.
وتستمر فعاليات مسيرة العودة حتى 15 أيار/ مايو، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.
وفي هذا السياق ذكر موقع "والاه نيوز" الإسرائيلي نقلاً عن وزير البناء والإسكان يوآف غالانت، عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية – السياسة، تحذيره حيال "مسيرة المليون" وهدد باللجوء إلى اغتيال شخصيات من قيادة حماس وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار.
وبحسب غالانت فإنّ الوضع تحت السيطرة، لكنه ينذر أيضاً بالسخونة في الساحة الفلسطينية. عموماً، مشيراً إلى أنّ أي مناسبة وإحياء ذكرى يمكن أن تصبح حدثاً قابلاً للانفجار.
وأضاف "إسرائيل ليس لديها مصالح استراتيجية في قطاع غزة. إنه ليس القدس أو الحرمون. نحن لا نريد أن نكون هناك. كل خطوة اقتُرحت في الماضي – احتلال غزة أو ما شابه – أنا أسأل سؤالين: ما الثمن ومن سيحكم هناك بعد أن نُسقط سلطة حماس؟ أبو مازن؟ المصريون؟ الأوروبيون؟ نحن؟ أنا لا أرى أي متطوع ولا أنصح بأن نكون هناك. أنا لا أرى أننا ندخل إلى قطاع غزة".
كما توقع غالانت تفاقم التوتر في الساحة الفلسطينية مع قرب انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس وقال إنّ "الفترة الإشكالية ستأتي بعد رحيله" حسب تعبيره.
وعليه، قدّر الوزير غالانت أن التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية سيستمر لأنه يخدمها أكثر مما يخدم إسرائيل. ومن يسيطر في نهاية المطاف عسكرياً واستخبارياً هو إسرائيل وجيشها، وفق قوله.
قوات إسرائيلية خاصة و 100 قنّاص لقمع مسيرة غزة
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن وسائل قمع جرى الموافقة على استخدامها لقمع الفلسطينيين الذي يعتزمون الخروج في مسيرة العودة.
صحيفة "معاريف" لفتت إلى أنه مع اقتراب ساعة الصفر لانطلاق مسيرة العودة، يزداد عدد الفلسطينيين الذين يعبرون السياج نحو الأراضي المحتلة وتابعت أنه سيتم تعزيز القوات الإسرائيلية بعدة كتائب يوم الجمعة، لا سيما من لوائي الناحال وغولاني، مع قوات خاصة ستشكل قوة احتياط قتالي للكتائب، كما سيتم تعزيز قناصين سينتشرون في نقاط الاحتكاك المتوقعة على طول الشريط الفاصل.
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوت، إن إسرائيل قامت بنشر أكثر من 100 قناص للتعامل مع المسيرة الكبرى وكشف أنه "صُرّح لهؤلاء القناصة بفتح النار إذا شعروا بوجود خطر على حياة إسرائيليين"، موضحاً أن الجيش الإسرائيلي قد يستخدم "الكثير من القوة" لإبقاء المعتصمين بعيداً، حيث يخشى الاحتلال اجتيازهم لـ"خط الهدنة"، وهو السلك الشائك الذي يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بدورها، حذّرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من مخاطر ما حصل خلال الأيام الخمسة الماضية حيث قام فلسطينيون باجتياز السياج الفاصل لثلاث مرات واعتُقل أحدهم على ساحل مستوطنة "زيكيم".
تهديد إسرائيلي للمتظاهرين ولحماس: ستدفعون ثمناً باهظاً
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي رونن منليس لإذاعة جيش الاحتلال إنّ مسيرة الغد ليست تظاهرة كشافة، وهدد حماس والفلسطنييين بأنهم سيدفعون ثمناً باهظاً في حال خروج الأمور عن السيطرة واجتياز متظاهرين للسياج الفاصل.
وأضاف منليس "نيتنا عدم السماح باجتياز شعبي للسياج...ونرغب في ضمان أمن سكان مستوطنات غلاف غزة".
وتهرّب الناطق باسم جيش الاحتلال من مسؤولية إسرائيل عن حصار القطاع منذ سنوات طويلة ورمى بالمسؤولية على حماس وقال إنّ "سكان غزة هم رهائن، وهم يدركون أن حماس لا تستطيع أن تؤمن لهم الكهرباء والماء ونوعية حياة جيدة، لذلك يريدون المجيئ إلى إسرائيل" على حدّ قوله.